اختلف عن الآخرين في توجيه الشباب

اختلف عن الآخرين في توجيه الشبابحسين خيرى

الرأى20-7-2023 | 21:37

تمكن النبي من توجيه الشباب نحو البناء والعطاء، ووقاهم من هدر طاقاتهم في اللهو، ونهاهم عن الوهن والكسل، تجنبا من السقوط والهزيمة، واختار شابا قائدا لجيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل من بينهم كبار الصحابة، وكان أسامة بن زيد عمره دون العشرين، وأرسل أول سفير للإسلام الشاب الوجيه مصعب بن عمير إلى المدينة، في مهمة نشر أمور الدعوة، واتخذ مصعب وسائل الإقناع بالعقل والمنطق لمخاطبة زعماء قبائل المدينة، كما تعلم من قدوته الحسنة، ورأي أن إسلام الزعماء يسمح بجذب أقوامهم إلى الإسلام، وتمكن مصعب بهذه الوسيلة من تحويل يثرب من قلعة للشرك إلى قلعة إسلامية.

زرع في شباب الصحابة الثقة واستدل برأيهم في الأمور المصيرية المتعلقة بالدعوة؛ نظرا لإيمانه برؤية الشباب التي تحمل نقاطا مضيئة في مستقبل الأمم، ومن بين هذه النقاط، بعث روح التجديد في كل أمور الأمة، وإبداعهم في تنوع ثمار التنمية، ومنح هذه الثمار مدة صلاحية أطول، ووفق الله رسوله في تربيتهم وإعدادهم، واقتبسوا النور من واسع رحمته وحكمته، وكان صدره رحبا لاحتواء كل فئات مجتمعه، فخاطب النشء و الشباب بلغة راقية، وأدركوا مفردات وهدف الرسالة المنوطين بها، والتزم بإضفاء الأسلوب العلمي على دراستهم.

وصوّب رسولنا الخاتم نظره تجاه شخصية الشباب المتأججة بالطاقات، واستثمرها في بناء أمة، وحدد لها ملامحها ودورها، وظهر جوهر الاختلاف في رؤية النبي عن زعماء المجتمع الجاهلي في القراءة المستقبلية لأدوار هذا الجيل، واستطاع توظيف إمكانات شباب الصحابة بطريقة مثلى، بينما هؤلاء الزعماء كانت معاملتهم مع الشباب سطحية ورديئة، ويعد انعكاسا لضيق الأفق لديهم، وعقد معهم عدة مناقشات حرة مع الشباب، تناولت أفكارهم وما يجول في خواطرهم، واستخدم معهم الحوار العقلي عبر تقديم الحجج والبراهين، فقد احتوى شابا جاء إليه جاهرا بحبه للزنا، وجادله بالحسني، وبدأ الكلام بقوله: أتحبه لأمك؟ فأجابه بالنفي، وتدرج معه بإلقاء نفس السؤال على بقية محارمه، وتوالت إجابته عليها بالنفي، وفي النهاية وضع يديه الشريفة على صدر الشاب، ودعا له، وانقلب بفضل الله شابا تقيا.

ومن تجليات الرسول في سيرة الهجرة توزيع الأدوار على الصحابة طبقا لخطته، واختار مجموعة من شباب الصحابة لتولي ريادة الهجرة إلى يثرب، فجاء تكليف علي بن أبي طالب بالنوم في فراشه، وولى عبد الله بن أبي بكر برصد تحركات قريش، ونقلها إليه ليأخذ حذره، وأوكل إلى الشاب عامر بن أبي فهيرة راعي غنم أبي بكر مهمة توفير الطعام في الغار بشكل يومي، وطلب من عامر إزالة آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر في رواحه ومجيئه إلى غار حراء، ونزل الذكر الحكيم ليصف صحابة الرسول وفي القلب منهم الشباب بقوله تعالي: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم".

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2