كان ارتداء النساء للبنطلون مخالفاً للقانون في الكثير من الدول والعواصم العالمية بما فيها فرنسا!
على الرغم من أن البنطلون اليوم يعتبر من أهم القطع في خزانة المرأة العصرية ومن أكثرها استعمالاً غير أن الأمر لم يكن كذلك طوال الوقت.. لهذا ننشر مراحل تطور البنطلون النسائي عبر التاريخ وكيف تغير الأمر وأصبح من أساسيات المموضة ومن هي أولى دور الأزياء العالمية التي أطلقته و كل ما عليك معرفته عن هذه القطعة المثيرة للجدل وذلك وفقاً لما نشره موقع king and allen....
يعود تاريخ ارتداء النساء للبنطلون إلى أوائل القرن التاسع عشر، وذلك عندما بدأت بعض النساء الشجاعات في اعتماد تصميم كان يدعى "Bloomer" وهو نوع من السراويل الفضافضة والتي تتجمع عند الكاحلين، وكان يتم ارتداؤها تحت الفستان مع القمصان الطويلة، لكن ارتداء النساء للبناطيل بقي غير شائعاَ حتى القرن العشرين.
وخلال الحرب العالمية الأولى وحين اضطرت النساء للعمل خارج المنزل بعد مغادرة أزواجهن للحرب بدأن في ارتداء السراويل كجزء من زي العمل على اعتبار أنه عملي ومريح، وبعد انتهاء الحرب قامت كوكو شانيل Coco Chanel بتصميم البناطيل لنفسها حيث أنها احتاجت لقطعة عملية تمكنها من ممارسة بعض النشاطات البدنية وبعد ذلك رأت أنه من الضروري أن تعمم هذه القطعة للنساء من مختلف الأعمار.
لكن حين بدأت النساء في ارتداء البنطلون في ذلك الوقت كان الأمر مازال يعتبر مستهجناً، ولم يكن حتى الستينينات والسبعينيات، أثناء حركات تحرر المرأة حتى أصبح البنطلون مقبولاً على نطاق أوسع كخيار ملابس نسائية.
لكن ارتداء النساء للبنطلون بقي مخالفاً للقانون في عدد من الدول بما في ذلك تركيا وفرنسا حتى مؤخراً.
لم تبتكر كوكو شانيل Coco Chanel تصميم البنطلون غير أنها كانت من أول مصممي الأزياء في العالم الذين روّجوا ارتداء البنطلون للنساء كقطعة يومية لاتقتصر على العمل فقط، وكان ذلك نتيجة حاجتها لأزياء مريحة وعملية، وبداية كانت تستعير البناطيل الرجالية من أصدقائها الشباب قبل أن تقوم بتصميم نسخة نسائية مستوحاة من بناطيل البحارة بقصة أرجل واسعة وفضفاضة. وكانت اطلالاتها في البنطلون في ذلك الوقت تعتبر مستهجنة وغريبة، لكن وفي منتصف العشرينات أصبح اعتماد البنطلون من قبل النساء الثريات أمراً شائعاً وأصبح البنطلون قطعة أساسية في مجموعات دار شانيل منذ ذلك الوقت.
البنطلون يعبتر تصميماً حديثاً نسبياً في عالم الموضة النسائية، حيث أنه ولبداية القرن العشرين كان اعتماده يقتصر على الرجال فقط قبل أن تعتمده بعض النساء اللواتي اضطررن للدخول في مجال العمل خارج المنزل خلال الحرب العالمية الأولى، وكما ذكرنا قامت كوكو شانيل Coco Chanel بعد ذلك بالترويج له كقطعة نسائية بعد أن ضمنته في مجموعاته.
لكن وفي الستينات والسبعينات مع ظهور حركات التحرر النسائية بدأت النساء باعتماد البنطلون بشكل أساسي كتعبير عن الحرية، وفي عام 1960 قام مصمم الأزياء الفرنسي Andre Courrèges بتصميم الجينز للنساء وفي عام 1966 صمم ايف سان لوران Yves Saint Laurent بدلة التوكسيدو للنساء. والكثيرات من النجمات في تلك الحقبة روّجن لارتداء البنطلون حيث أنه اعتمدنه في اطلالاتهن لمختلف المناسبات لكن وعلى الرغم من ذلك بقي ارتداء البنطلون مخالفاً للقانون في عدد من الدول بما في ذلك فرنسا وفي عام 2013 تم الإعلان رسمياً عن الغاء هذه القانون الذي يوجب النساء أن يطلبن الأذن من السلطات لارتداء البنطلون.
والجدير بالذكر أن هيلاري كلينتون Hillary Clinton كانت أول امرأة ترتدي بنطالاً في الصورة الرسمية للسيدة الأولى للولايات المتحدة. ولم يكن يسمح للنساء بارتداء البنطلون في أرضية مجلس الشيوخ الأمريكي حتى عام 1993.
بعد جميع المنعطفات والمتغيرات التي مر بها تصميم البنطلون أصبح اليوم يعتبر من أهم القطع وأكثرهاً استعمالاً في خزانة المرأة العصرية، فهي ليس فقد عملي ومريح بل أيضاَ أنيق، وطبعاً أصبح للبنطلون الكثير من التصاميم المختلفة منها نذكر البنطلون القصير ذو الخصر العالي الذي كان رائجاً في الخمسينيات وبداية الستينيات، و البنطلون بقصة الـ flared الضيقة من الأعلى والواسعة من الأسفل والذي كان رائجاً في نهاية الستينات والسبعينات، و البنطلون ذو قصة الأرجل والواسعة مع الثنيات على الخصر والذي كان رائجاً في الثمانينيات، والتصميم المزين بالجيوب والذي نطلق عليه اسم الـ cargo والذي كان رائجاً في التسعينيات والذي عاد ليكون أحد أبرز صيحات الموضة هذا الموسم، و البنطلون ذو الخصر المنخفض الذي كان رائجاً في بداية الألفين والذي شاهدنا الكثير من النجمات يعتمدنه في اطلالاتهن بما فيهن ماريا كيري Mariah Carry وجينيفر لوبيز Jennifer Lopez.