حقا إنه "عمل وحشي" !

حقا إنه "عمل وحشي" !سعيد صلاح

الرأى23-7-2023 | 14:24

نددت أوروبا بقرار روسيا تعليق العمل باتفاقية الحبوب، فيما وصفته أمريكا بـ "العمل الوحشي".. إنه حقًا عمل وحشى يا سادة!.. كيف تجرؤ روسيا على التهديد بتجويع العالم بهذا الشكل مستغلة كونها واحدة من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للقمح؟!.. وكيف تضرب بأمن وحياة ملايين البشر عرض الحائط بهذا الشكل..؟! الأمر يحتاج لوقفة من أوروبا التى باركت هذه الاتفاقية لتأخذ، ما يقارب من نصف قمح وحبوب أوكرانيا لشعبها، ويموت الباقون – لا تبالى، ويحتاج لوقفة أيضا من أمريكا الدولة التى أشعلت فتيل الأزمة وتسكب كل يوم الزيت على نيرانها لتزداد اشتعالا ويزداد معها نفوذها وفاتورة مبيعات أسلحتها.

روسيا أوقفت الاتفاق لأن أوروبا - المستفيد الأكبر منه - لا تزال تفرض عقوبات عليها وعلى صادراتها، وأمريكا تؤيد ذلك، ثم يعود الجميع ويلوم روسيا ويتهمونها بمحاولة تجويع العالم - أمر يدعو للسخرية - وإن لم يكن هو مربط الفرس وهدف الحديث، ولكن لا يمنع ذلك من الإشارة إلى بعض الأرقام التى تؤكد المهزلة الكبرى التى نعيشها، فقد تم شحن 33 مليون طن من الحبوب عبر ممر الحبوب، 40% من الحبوب المشحونة تم نقلها إلى أوروبا، و30% نحو آسيا، و13% إلى تركيا، و12% إلى إفريقيا، و5% للشرق الأوسط، وذلك وفقا لوكالة الأناضول التركية الدولة التى رعت وتوسطت فى الاتفاق، ورغم أن بوتين شخصيا قال لمجموعة الوساطة الإفريقية التى زارته الشهر الماضى، إن ما يصل للدول الفقيرة من اتفاق الحبوب لا يتعدى 3%.. مسرحية هزلية أليس كذلك ؟!..

كل من يتابع تفاصيل هذا الاتفاق وكيفية سريانه الفترة الماضية وأسباب توقفه، سيضع يده على قلبه خاصة وإن كان يعيش فى دولة فقيرة أو دول تعتمد فى جزء كبير من استهلاكها على الاستيراد.

هذا الأمر لو كان قد حدث قبل عام 2014 كان سيدعو للقلق بل للرعب، فحتى هذا العام كانت تبلغ السعات التخزينية فى مصر ما يقرب من 1.2 مليون طن تخزين ويبلغ استهلاكنا من القمح التموينى شهريًا 800 ألف طن بمعنى أن الاحتياطى الاستراتيجى، والذى كان يمكن تخزينه فى الصوامع، كان يكفى 40 يوما فقط..!

لكن بعد هذا العام بدأت مصر فى تنفيذ مهمة الحفاظ على الأمن الغذائى المصرى، ورفع نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح، بحيث تصل لـ 65% بحلول 2025 وأن يكون الإنتاج فى حدود 10 ملايين طن وأن تتجاوز نسبة الاكتفاء الذاتى 70% بحلول عام 2030، وأن يكون الإنتاج وقتها 12.6 مليون طن، وذلك من خلال 3 محاور وهى التوسع فى الرقعة الزراعية باستهداف زراعة 5 ملايين فدان جديدة، والتوسع فى السعة التخزينية عبر مشروع الصوامع، حيث وصلت الآن 3.4 مليون طن أى أكثر من 3 أضعاف السعة السابقة فى تاريخ مـصـر بالكامل ومن المخطط الوصول لسعه 5 ملايين طن، وأيضا تنوع مصادر الاستيراد، حيث تعتمد مصر على أسواق من روسيا وأوكرانيا وفرنسا والصين و كوريا الجنوبية وكندا وأستراليا ومؤخرًا الهند.. هذه دولة 30 يونيو.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2