هل توجد علاقة بين تناول اللحوم ومرض السرطان؟

ما العلاقة بين تناول اللحوم والسرطان، وهل يستطيع مريض السرطان الحالي أو المُتعافي تناولها؟ يجيب على تلك الأسئلة دكتور أحمد مأمون عضو هيئة التدريس وإستشاري التشخيص المبكر لعلاج أورام الثدي والنسا والأورام الصلبة للكبار بكلية الطب جامعة عين شمس.

قد يُسبب تناول اللحوم السرطان، ولكن معرفة التفاصيل هام جداً وهي أن أخر توصيات منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن:

- يجب التفريق بين اللحوم الغير مصنعة والأخرى المصنعة، ف اللحوم المصنعة هي تلك اللحوم التي يتم إضافة الملح إليها أوالخميرة أو أي إضافات أخرى بهدف تعزيز النكهة أو حفظها لفترات طويلة، والتوصيات بشأن هذه اللحوم واضحة، وهي أنه يجب علينا تجنبها تماماً، حيث تم ربط تناولها بنشوء سرطانات مثل سرطان القولون والمعدة، ومن أمثلة اللحوم المصنعة: البرجر، السجق، الهوت دوج، وغيرها.

- و اللحوم الغير مصنعة يمكن أيضاً تناولها أن يسبب السرطان، ولكن القرائن في هذا الشأن ليست قوية مثل الموجودة في حالة اللحوم المصنعة، وللتقليل من خطورتها، يُنصح أن لا يتم تعريضها أثناء التسوية إلى درجات الحرارة العالية المباشرة، مثل الشواء أو القلي المباشر على سطح مقلاة شديدة السخونة.

ويُضيف دكتور نوفل، أنه ليس من المعروف إذا كانت اللحوم البيضاء تحمل خطورة أقل من اللحوم الحمراء، ولا يوجد دليل يعزز أن تناول الدجاج الذي تم تغذيته على هرمونات قد يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالسرطان، وأشار إلى أنه في حالة مرضى قصور وظائف الكبد أو الكلى، قد ينصح الطبيب المُعالج بتناول كميات مُحددة من اللحوم في اليوم الواحد أو التوقف تماماً عن تناولها حسب كل حالة.

أما بالنسبة لمرضى السرطان على العلاج الكيميائي، قد يُحدث العلاج تغيراً في نكهة اللحوم، خاصةً اللحوم الحمراء، مما يجعل طعمها غير مستساغ، في هذه الحالة، ننصح بتناول اللحوم البيضاء كبديل والتركيز على لحوم الأسماك، مثلاً المطهوة جيداً مع استخدام البهارات المختلفة لتعزيز النكهة.

ويوضح دكتور الأورام، إنه من المعروف أيضاً أن المعدة تحتاج إلى مجهود أكبر ووقت أطول لهضم اللحوم الحمراء يصل إلى 4 ساعات، وهو ما قد يُسبب عُسر هضم مما قد يزيد من الأعراض المُصاحبة للعلاج الكيميائي، لذا ننصح بتناول كميات متوازنة من اللحوم الحمراء وعدم الإفراط.

ويتابع، اللحوم الحمراء تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة للجسم والتي لايمكن تعويضها بالأغذية الأخرى، كما أن تناولها لايؤدي لتغيير قلوية الدم وبالتالي لا يُساعد على نمو الخلايا السرطانية كما يتم الترويج له على وسائل التواصل الاجتماعي، أهم شئ هو التوازن من حيث الكمية اليومية، لذا أنصح مريض السرطان بتناول اللحوم بصفة عامة متى كان ذلك ممكناً.

وأخيراً، اللحوم الحمراء والبيضاء لها فوائد صحية كثيرة لايمكن تعويضها بالغذاء النباتي، لذا من المهم تناول اللحوم ولكن بدون افراط وعدم تعريضها للحرارة العالية المباشرة، فلنحرص دائماً على الابتعاد عن تناول اللحوم المصنعة أياً كان مصدرها أو مُسماها.