تعتبر العلاقات المصرية الزامبية من أقدم العلاقات وأوثقها بين دول القارة الإفريقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، ولعبت مصر دورا كبيرا في استقلال زامبيا بشهادة رئيسها الأول "كينيث كاوندا"، الذي يشيد دائما في لقاءاته المختلفة بهذا الدور، وكيف كانت القاهرة تمده بالأسلحة والمساعدات في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
ومصر أول دولة عربية اعترفت باستقلال زامبيا عن الاحتلال البريطاني في 24 أكتوبر عام 1964 ، وأول دولة عربية تنشأ سفارة في العاصمة لوساكا.
وقال سفير مصر في زامبيا ومندوبها الدائم لدى تجمع "الكوميسا" السفير رجائي نصر، إن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر استضاف "كينيث كاوندا" عندما كان رئيسا لحركة التحرير الزامبية ضد الاحتلال البريطاني ، ثم استضافه مرة أخرى عندما أصبح رئيسا للدولة في مرحلة الستينيات من القرن الماضي.
ويقدر"كاوندا" حتى الآن الدور الذي لعبته مصر في مساندة بلاده، وأكبر دليل على هذا الحب والتقدير أنه أطلق على ثلاث شوارع رئيسية في قلب العاصمة لوساكا أسماء مصرية هي "شارع القاهرة وشارع ناصر وشارع السويس".
وخلال ثمانينيات القرن الماضي زار عدد من الأطباء من خلال الصندوق المصري لدعم إفريقيا، زامبيا لإجراء عمليات جراحية، ولكنهم استقروا فيها وحققوا نجاحات كبيرة وشهرة طاغية وتزوج عدد منهم من زامبيات..كما تم إيفاد عدد كبير من الخبراء المصريين في مجالات الزراعة والتعليم.
"العلاقات السياسية"
وقال السفير رجائي نصر، إن جهود البعثة المصرية نجحت في ترتيب لقاء بين الرئيس الزامبي إدجار لونجو والرئيس السيسي على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2016، وأشاد لونجو بهذا اللقاء، خاصة وأن الرئيس السيسي وعده بأن تساعد مصر شقيقتها زامبيا في كافة المجالات، وأرسل دعوة له لزيارة مصر في أبريل المقبل.
كما التقى الرئيسان مجددا في قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا خلال يناير الماضي، وأكد الرئيس السيسي أن مصر ترحب بإتمام زيارة الرئيس لونجو، وأن هناك اهتماما مصريا بالاستثمارات في مجالات الزراعة والتجارة في زامبيا.
وشكر الرئيس لونجو مصر على المنح التدريبية والمساعدات التي تقدمها لزامبيا. وأكد استعداد بلاده لمزيد من التنسيق السياسي مع مصر في ضوء البلدين في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
وعندما زار رئيس البرلمان المصري د.علي عبدالعال زامبيا في العام الماضي للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي والذي شهد استئناف عضوية مصر في الاتحاد مرة أخرى التقى، رئيس مجلس الشعب الزامبي واتفقا على تطوير العلاقات بين البرلمانيين وتبادل الزيارات.
"التبادل التجاري والتعاون الثقافي"
تشهد العلاقات التجارية بين مصر وزامبيا تطورا ملحوظا وخاصة خلال الفترة الأخيرة، وتوجد عدة شركات مصرية تعمل في زامبيا في مجالات الكهرباء والإنشاءات والاتصالات، ويتم حاليا استكمال خطوات الإعلان عن إنشاء مجلس الأعمال المصري الزامبي المشترك.
ويعتبر التعاون الثقافي ركيزة أساسية في التعاون وتقوية العلاقات بين مصر وزامبيا، ويتم تدريس الحضارة المصرية في المدارس الزامبية، وهو ما ساهم في "عشق" الزامبيين لمصر ورغبتهم في الذهاب إليها وزيارة معالمها السياحية، بحسب ماذكره السفير رجائي نصر. وأضاف إنه خلال احتفال زامبيا بمرور 50 عاما على استقلالها في شهر أكتوبر عام 2014 شاركت فرقة "التنورة" المصرية في العرض الأساسي في استاد زامبيا الرئيسي "الأبطال"، بحضور عدد من رؤساء الدول الأفارقة والأجانب.
وأكد السفير أن عرض الفرقة لاقى استحسان الرئيس الزامبي والرؤساء الأجانب، وأنه تم تكرار العرض أكثر من مرة في التلفزيون الزامبي.
كما شاركت فرقة "الفنون الشعبية "في الإسماعيلية في المهرجان السياحي الذي أقيم في مدينة "ليفينجستون"، خلال مارس 2016.
ودعت البعثة المصرية في زامبيا "السيرك المصري" للمشاركة في المعرض الزارعي التجاري الذي عقد في شهرأغسطس 2016 ، واشاد الرئيس الزامبي بعرض السيرك ، خاصة وأن هذا المعرض يعتبر أهم حدث تشهده زامبيا كل عام ويتم تنظيمه منذ عام 1919.
وأشار السفير رجائي نصر إلى أن البعثة تحرص على المشاركة في الاحتفال الذي تقيمه دولة زامبيا بمناسبة يوم استقلال إفريقيا والذي يوافق يوم 25 مايو من كل عام وهو إجازة في معظم الدول الإفريقية، وتقيم البعثة جناحا خاصا يضم التماثيل والمطبوعات السياحية، والمأكولات الشعبية.
"دور الأزهر الشريف"
يحظى الأزهر الشريف بمكانة عالية بين المسلمين الذين يمثلون 5% من عدد سكان زامبيا ، ويوفد الأزهر 3 مشايخ لتعليم صحيح الدين الإسلامي الوسطي المعتدل في المدارس الإسلامية، شيخان في العاصمة لوساكا ، وشيخ في إندولا العاصمة التجارية.
كما تحرص وزارة الأوقاف على دعوة مفتي زامبيا للمشاركة في المؤتمرات التي تعقدها الوزارة، ومؤخرا شارك المفتي الزامبي في مؤتمر نظمته وزارة الأوقاف المصرية في محافظة الأقصر، فضلا عن قيام الوزارة بإرسال بعض الكتيبات الإسلامية والمصاحف للمسلمين الزامبيين.
وناشد السفير رجائي نصر، وزارة الأوقاف، إرسال ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإنلجيزية إلى المسلمين لتعم الفائدة.