نشر موقع n p r .org تقريرا عن الدمية باربي وخاصة إننا نعيش في موجة Trend أو صيحة Barbie، وذلك بسبب الضجة الكبيرة التي أحدثها إصدار الفيلم الخاص بهذه الدمية، ونقلها من عالم الخيال إلى الواقع. نعم، إختيار البطلة كان كالفكرة السائدة في عقولنا، فتاة جميلة، شقراء، بقوام ميثالية، وهذا أمر طبيعي، فهذه هي الصورة التي تخطر تلقائياً في عقولنا عندما نقول Barbie. إختيار Margot robie، جاء مبنياً على شكلها الخارجي، القريب بنسبة كبيرة من الدمية الأصلية Barbie. ولكن الإيجابي بهذا الفيلم، هو عدم حصر Barbie، باللّون الوردي، رغم أنه لون طاغي نسبياً، ولكن وجدت الكثير من الإستثناءات، وهذا أمر إيجابي .
من هنا يمكننا أن ننطلق، Barbie doll، اليوم هي دمية غير عنصرية، دمية تحاكي الفتاة السمراء، الشقراء، المتوسطية، بإختصار هي دمية تحاكي جميع العروق البشرية. اليوم يمكنها أي سيدة من جميع أنحاء العالم، أن تختار ال Barbie، التي تشبهها، من ناحية الّلبس، الشكل الخارجي، وحتى قوام الجسم. فقد نجد Barbie ممتلئة القوام، أوحتى قد نجد Barbie هندية، من ناحية إعتمادها مثلاً لتوب الساري التراثي الشهير في الهند، مع الأكسسوارات التي تعتمدها النساء هناك على الوجه وغيرها من التفاصيل التي قد تأخذنا تلقائياً إلى هذا البلد، وأمثلة كثيرة غيرها لا تعد ولا تحصى. في هذه الخطوة الذكية، إستطاعت هذه الدمية الأيقونية من كسر الحاجز بينها وبين كثير من النساء في معظم الدول، فبدأت الفتاة تشعر أنها بإختلافها، وتميّزها عن الصورة النمطية، جميلة وجذابة دون أي مجهود منها.
هذا التعديل اللافت، زاد طبعاً من جماهيرية هذه الدمية الأيقونية، ووسع دائرة الجمال، ليتعدى الفتاة الشقراء النحيلة، ويصل إلى كل فتاة على سطح هذه الكرة الأرضية، التي تعتبر جميلة كما هي، مشجعاً السيدة دائماً على أن تحافظ على مظهرها الخارجي وأناقتها، والظهور دائماً بأبهى وأفضل حلة.
من فتاة قد يصفها البعض أنها جميلة وبلهاء، لا يهمها سوى مظهرها الخارجي، إلى فتاة فعاّلة بدورٍ بارز لها في المجتمع. هنا يمكننا أن نقول أن هذه الدمية، ليست جميلة فقط، بل باتت تجسد واقع جميع النساء، من أم وربة منزل، إلى موظفة في مكتب، صحافية، طبيبة، ممرضة، رياضية، مصففة شعر، مهندسة، معلمة، عارضة أزياء، وغيرها الكثير من المهام والأدوار التي لا تعد ولا تحصى.
بالإضافة إلى كل ما ذكرناه، اليوم هذه الدمية التي إشتهرت بقوامها وجمالها، قد نجدها بتصميم فتاة من ذوي الإحتياجات الخاصة، فتاة مصابة بالسرطان، أو حتى عجوز متقدمة جداً بالعمر. هذا أكثر ما يميّز هذه الدمية الأيقونية اليوم، التي باتت تحاكي فعلًا معظم السيدات في العالم، لتقول لكل سيدة أنت جميلة كما أنتِ، وليس هنالك معايير ثابتة للجمال بتاتاً.