دار المعارف
حدث فى السنوات الأخيرة تطور نوعي في نهج جماعة الإخوان الإرهابية، حيث اتجه التنظيم إلى ارتكاب جرائم إرهابية فاضحة، ظهرت بكثافة بعد ثورة 25 يناير، بدأت بأحداث الاتحادية، مرورًا بأحداث الحرس الجمهورية ومذبحة كرداسة واغتيال النائب العام، بهدف إسقاط الدولة.
البداية، حينما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي، إعلانًا دستوريًا في عام 2012، واعترضت عليه القوى السياسية وأنصارها ونزلوا إلى الشارع في 5 ديسمبر 2012، وتحرك الآلاف من المعارضين إلى قصر الاتحادية للاعتصام للمطالبة بدستور جديد وإلغاء الإعلان الدستوري.
وتظاهر أيضًا أنصار المعزول في الشارع وهناك حدثت اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل 9 أفراد من بينهم الصحفي الحسيني أبو ضيف، كما تم رصد قيام مجموعات من عناصر الإخوان بالقبض على المعارضين وتعذيبهم في المناطق المحيطة بقصر الاتحادية.
ووقعت أحداث المقطم يوم 22 مارس 2013 أمام المقر العام لجماعة الإخوان بمنطقة المقطم نتيجة اشتباكات بين متظاهرين وأفراد من جماعة الإخوان، لاستخدامهم العنف ضد المتظاهرين، كما استخدموا مسجد بلال بالمقطم كمكان لاحتجاز المتظاهرين والاعتداء عليهم وتعذيبهم.
وكانت القوى السياسية والمدنية دعت إلى تظاهرات أمام مكتب الجماعة بالمقطم فيما عرف بجمعة رد الكرامة وذلك للتنديد بالاعتداءات على الصحفيين والنشطاء.
وشهدت منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة، واحدة من معارك العنف الأهلي، على خلفية الخطاب الذي أذاعه "مرسي" في 2 يوليو 2013، وتكررت في الخطاب كلمة "الشرعية"، مما تسبب نزول أنصار الإخوان إلى الشوارع واشتباكهم مع الأهالي في منطقة بين السرايات والكيت كات، وأسفرت عن مقتل 19 مصريًا وإصابة 200 شخص آخرين.
أما أحداث الحرس الجمهوري، فكانت أولى الأحداث الإرهابية التي قامت بها الجماعة عقب الإطاحة بـ "مرسي"، حيث قامت مجموعات كبيرة في فجر يوم 8 يوليو 2013، بمحاولة اقتحام مبنى دار الحرس الجمهوري زعمًا أن "مرسي" بداخل المبنى وسيتم الإفراج عنه بالهجوم على قوات الأمن وخروجه.
واشتعلت أحداث عنف في كرداسة، بين الشرطة والمتظاهرين في يوم إعلان عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013، بوقوع مذبحة في صفوف قوات قسم شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 11 من الضباط والجنود، يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس من عام 2013، وقامت قوات الجيش المصري والشرطة باقتحام كرداسة لتطهيرها من الإرهاب والقبض على مرتكبي المذبحة.
وشهدت منطقة سيدي جابر بالإسكندرية في 5 يوليو 2013، اندلاع أعمال عنف من قبل مؤيدي المعزول، تجاه المظاهرات المعارضة لهم، والتقطت الكاميرات وقتها المتهم محمد رمضان وهو يقوم بإلقاء أطفال من فوق سطح إحدى العمارات في المنطقة، وذلك لأنه كان يحمل علم مصر ويعارض المعزول.
وبعد فشل مخططات الجماعة في الحشد ضد ثورة الثلاثين من يونيو، بدأ قيادات الجماعة في إرسال بعض التهديدات للشعب المصري من خلال منصة الاعتصام في رابعة العدوية، ففى البداية قال القيادى الإخواني محمد البلتاجي: إن ما يحدث في سيناء من إرهاب يتوقف في الثانية التي يعود فيها مرسي، بينما قال صفوت حجازي: اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم، في حين عاد حجازى ليطلق تصريح: رسالة إلى الكنيسة المصرية، لو تآمرتم وساعدتم في عزل مرسي فسيكون لكم شأن آخر.
ومع انتهاء الاعتصام كشفت التحقيقات القضائية عن وجود تعذيب داخل اعتصام رابعة العدوية المسلح، وذلك بعدما استمر قرابة 40 يومًا خلف وراءه مئات القتلى والمصابي، جراء العنف والتعذيب من قبل جماعة الإخوان طوال فترة وجودها بالميدان، وهي القضية المتهم فيها عصام سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد بديع وصفوت حجازي وأسامة ياسين وعصام العريان، وبدأ اعتصام رابعة العدوية، ردًّا على دعوات حركة تمرد للجماهير بالنزول في تظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بإسقاط "مرسي".
وبعد الإطاحة بحكم الإخوان، وعزل "مرسي"، اتجهت الجماعة إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية، فخلال الأعوام السابقة وقعت العديد من العمليات الإرهابية من خلال المجموعات والتنظيمات الإرهابية التي تتبعها بالأمر المباشر نفذتها كـ"المقاومة الشعبية والعقاب الثورى وكتائب حلوان وكتيبة إعدام ومولوتوف، وحسم ومجهولون وكتائب حلوان"، ودأبت جماعة الإخوان على نفى أي علاقة بينها وبين هذه المجموعات، لتكشف لنا الأجهزة الأمنية والتحقيقات القضائية أن الحركات التي تتبنى كل عملية ما هى إلا ستار للجناح العسكري بالجماعة تحمل مسميات مختلفة لكنها تتبع تنظيمًا واحدًا.
وفي يناير 2014، ظهر مصطلح "العمليات النوعية" فى العلن لأول مرة، عندما أعلنت حركة تسمى "المقاومة الشعبية"، بيان ميلادها الذي تداولته صفحات جماعة الإخوان، يتحدث عن تنفيذ عملية إرهابية استهدفت أقسام شرطة، ورجال أمن، قبل ساعات من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
وتبنت "المقاومة الشعبية"، تنفيذ عدة عمليات تخريبية، واستهدافًا لأقسام شرطة ومنتسبين للأجهزة الأمنية، مؤكدة أن "عملياتها النوعية" ما هي إلا حلقة في سلسلة كبرى، كما حرضت على تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات.
ولم تتوقف جرائم الإخوان، عند هذا الحد، بل لجأ التنظيم إلى توجيه الضربات واستهداف مواكب المسؤولين، كاستهداف المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، عن طريق تفجير موكبه في 29 يونيو 2015، خلال مروره بمنطقة مصر الجديدة، وكذلك العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية السابق، الذي تم اغتياله قبل بركات بشهرين في شهر أبريل.
وفي 11 أغسطس 2016، تبنت حركة حسم، محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق.
وفي أكتوبر 2016، أعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن اغتيال العميد في الجيش المصري هشام شاهين قرب منزله في شارع الأزهر بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
وشاركت جماعة الإخوان الإرهابية في أحداث إرهابية عديدة خلال عام 2017م، إما بالتنفيذ أو بالشماتة والتحريض على العنف، كما حدث في استهداف دور العبادة، وتفجير كنيستين في محافظتي الإسكندرية والغربية، تزامنًا مع "أحد السّعف" في التاسع من أبريل، وقُتل 44 شخصًا، وجُرح 126 آخرون في تفجيرين انتحاريين.
ومن بين العمليات الإرهابية التي شاركت فيها جماعة الإخوان، ما حدث في7 من يوليو، واستهدف عناصر من الجيش المصري، ليستشهد 26 جنديًا مصريًا، ويصاب العشرات من قوات الأمن، في هجوم على نقطة تفتيش في مدينة رفح محافظة شمال سيناء.
كما استهدفت جماعة الإخوان، المشاركة في الهجوم على نقطة تفتيش لقوات الأمن المصرية على الطريق الدائري بجنوب العريش بمحافظة سيناء، مما أسفر عن استشهاد ستة مجندين وإصابة 4 آخرين.
وكعادتها تستهدف جماعة الإخوان، الجيش والشرطة، كما حدث واستهدفت عددًا من الأكمنة في منطقتي كرم القواديس والخروبة، ونفذت العديد من الهجمات وصل عددها إلى قرابة 150 عنصرًا، استخدموا السيارات المفخخة، وقذائف "آر بي جي"، إلى جانب الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة.
وتورطت جماعة الإخوان، في العمل الإرهابي، الذي شهده طريق الواحات في الجيزة، وأسفر عن استشهاد 16 ضابطًا ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا.
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=IPZjWZ1wPf4[/embed]