تحتفل الجابون في السابع عشر من الشهر الجاري بالعيد الوطني الذي يوافق الذكرى الثالثة والستين للاستقلال وسط استعدادات مكثفة تسود البلاد قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
والعيد الوطني الذي يوافق ذكرى انتهاء الاستعمار الفرنسي يكتسب مذاقًا خاصًا هذا العام، حيث تجرى الاستعدادات على قدم وساق في أنحاء البلاد للاحتفاء بالعرس الديمقراطي في هذا البلد الإفريقى الشقيق بموقعه المتميز في غرب وسط إفريقيا والذى يرتبط بعلاقات وثيقة وتاريخية مع مصر.
ويخوض الماراثون الرئاسي الرئيس الجابوني المنتهية ولايته على بونجو أونديمبا إلى جانب 18 مرشحا من بينهم امرأتان هما فيكتوار لاسيني دوبوز (مستقلة) وبوليت ميسامبو من الاتحاد الوطني والتي تعد حسب المراقبين السياسيين من المنافسين الرئيسيين للرئيس بونجو.
وبحسب ما أعلنه المركز الانتخابي الجابوني في نهاية الشهر الماضي، تضم قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى جانب الرئيس الحالي كلا من هيوز الكسندر بارو شامبيرييه، جان ديلور بيوغ بي نتوغو، جيرارد ايلا نغويما ميتوج، جان رومان فانغوينوفيني، تيرينس غنيمبو موتسونا، أكسل ستوفين إيبينغا إيبينغا، مايك ستيف ديف جوكتان، فيكتوار لاسيني دوبوز، بيير كلافر ماجانجا موسافو، يواكيم مباتشي بامبو، أبيل مبومبي نزوندو، بوليت ميسامبو، جان فيكتور موانجا مبادينجا، إيمانويل مف مبا، تييري إيفون ميشيل نغوما، ريموند ندونج سيما، ألبرت أوندو أوسا، و جيرفيس أونيان.
ويرى المراقبون السياسيون أن الرئيس بونجو يعد المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات بعد أن فشلت المعارضة في الاتفاق على مرشح واحد، فبعد أن وجه له الحزب الديمقراطي الجابوني الحاكم في ختام مؤتمره نهاية العام الماضي الدعوة للترشح لولاية ثالثة في الانتخابات، أعلن على بونجو قبل أقل من شهر رسميًا ترشحه لولاية ثالثة على رأس البلاد أمام حشد من المؤيدين بالقرب من العاصمة ليبرفيل.
وتم انتخاب رئيس الجابون البالغ من العمر 64 عامًا لأول مرة في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو أونديمبا، الذي حكم البلاد لأكثر من 41 عامًا، ثم أعيد انتخابه في عام 2016.
ومن المقرر أن تنطلق الحملة الانتخابية الرئاسية في 11 أغسطس الجاري فيما تبدأ الحملة للانتخابات التشريعية والمحلية في 16 من الشهر نفسه وحتى عشية الانتخابات.
وكان برلمان الجابون قد قام في أبريل الماضي بالتصويت على تعديل الدستور بتقليص ولاية رئيس الجمهورية من 7 إلى 5 سنوات والاقتراع من جولتين إلى جولة واحدة.
وحصلت الجابون على استقلالها في 17 أغسطس 1960 بعد أن وضعت نهاية لحقبة الاستعمار الفرنسي وأعلن الاستقلال من قبل رئيس الوزراء ليون مبا الذى انتخب رئيسا للجمهورية في العام التالي.
وتعد الجابون، التي تضم حوالى 2.4 مليون نسمة ، واحدة من أغنى البلدان في إفريقيا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ، حيث تذخر البلاد بثروات من الموارد الطبيعية وعلى راسها النفط والأخشاب.
ومنذ استقلالها، حكم الجابون ثلاثة رؤساء، و في أوائل التسعينات من القرن الماضي وضعت البلاد دستورا ديمقراطيا جديدًا يسمح بعملية انتخابية أكثر شفافية وبإصلاح العديد من المؤسسات الحكومية.
وبفضل الكثافة السكانية الصغيرة والموارد الطبيعية الوفيرة أصبحت الجابون واحدة من أكثر بلدان ازدهارًا في أفريقيا جنوب الصحراء حيث يُعد مؤشر التنمية البشرية للجابون هو الأعلى في المنطقة.