ما هي شروط وضوابط المزاح الذي يقبله الشرع؟

ما هي شروط وضوابط المزاح الذي يقبله الشرع؟المزاح فى الإسلام - أرشيفية

الدين والحياة7-8-2023 | 08:30

إن تعاليم الدين الإسلامي منزهة عن المزاح والاستهزاء، ولا يجوز الخوض فيها من أجل إضحاك الآخرين، يقول الله تعالى: (ولئِن سألْتهُمْ ليقُولُنّ إِنّما كُنّا نخُوضُ ونلْعبُ قُلْ أبِاللّهِ وآياتِهِ ورسُولِهِ كُنتُمْ تسْتهْزِؤُون لا تعْتذِرُواْ قدْ كفرْتُم بعْد إِيمانِكُمْ).

الضوابط الشرعية في المزاح

١- ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين: لقوله تعاـلى: ﴿ولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وآيَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (٦٥) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٥، ٦٦].

٢- ألا يكون إلا صدقاً ولا يكذب: روى الإمام أحمد في مسـنده أن الرسول ﷺ قال: «ويل للذي يحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به القوم ويل له» رواه أبو داوود

٣- السخرية والاستهزاء بالآخرين: يقول ـ تعالى ـ: ﴿يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُـونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْـقَــــابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ومَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: ١١].
ولـقــد نهى النبي ﷺ عن السخرية بالمسلمين فقال: «المسلم أخو المسلم لا يظـلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بِحَسْبِ امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه» .رواه مسلم

٤- ألا يروِّع أخاه: فـقد أورد أبو داود في سننه عن ابن أبي ليلى قال: «حدثنا أصحاب محمد ﷺ أنهم كانوا يسيرون مع النبي ﷺ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حـبـل معه فأخذه ففزع» فقال رسول الله ﷺ: «لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلماً».رواه أبو داوود

٥- عدم الانهماك والاسترسال والمبالغة والإطالة: يـنـبـغـي ألاَّ يداوَم على المزاح؛ لأن الجد سـمــات المؤمنين، وما المزاح إلا رخصة وفسحة لاستمرار النفس في أداء واجبها. فبعض الناس لا يفرق بين وقت الجد واللعب. وبذلك نبه الغزالي ـ رحمه الله ـ بقوله: «من الغلط العظيم أن يتخذ المزاح حرفة».

٦- أن يُنْزِل الناس منازلهم: إن العالم والكبير لهم من المهابة والـوقـــار مـنـزلــة خـاصة، ولأن المزاح قد يفضي إلى سوء الأدب معهما غالباً فينبغي الابتعاد عن المزاح مـعـهـما خشية الإخلال بتوجيه النبي ﷺ؛ حيث يقول: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم»رواه أبو داوود

٧- ألا يكون مع السفهاء: قال سعد بن أبي وقاص لابنه: «اقتصد في مزاحك؛ فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ عليك السفهاء».

٨- ألا يكون فيه غيبة: الـغـيـبـة وحليفتها النميمة كلتاهما تصبان في مستنقع الفتنة، ولا يخلو مَنْ كَثُرَ مزاحه من هذه الآفــــة العظيمة؛ لأن من كثر كلامه كثر سقطه، فهو لا يشعر أنه وقع في الإثم أصلاً؛ لأنه ـ في زعمه ـ إنما يقول في فلان مازحاً غير قاصد ذلك. ولم يعِ تعريف النبي ﷺ للغيبة بقوله: «ذكرك أخاك بما يكره».رواه مسلم

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2