هل التعلق بالأعمال الدرامية يؤثر على نمط الحياة داخل الأسرة؟

هل التعلق بالأعمال الدرامية يؤثر على نمط الحياة داخل الأسرة؟صورة ارشيفية

حالة من الملل تقود الإنسان إلى مشاهدة عمل درامي من أجل الاستمتاع بقصة جديدة، فنجده يسحبنا إلى عالمه، عالم قد نتقمص من خلال شخصية البطل أو البطلة، وإذا طال العمل الدرامي، نجدنا فى حالة من التعلق الشديد، ورغبة فى الانعزال إلى هذا العالم الافتراضي، بعيدا عن الواقع ومشاكله، وأثناء المشاهدة يبعدنا عن كل ما يحيط بنا، ويؤثر بشكل أساسي على أسلوب ونمط الحياة، وبعد انتهاء الحلقة الأخيرة نشعر ربما بالحزن أو الوحدة أو الرغبة فى الدخول مرة أخرى إلى هذا العالم الخيالي، فماذا يحدث إذن؟.. هل هو ما يسمى بالتعلق العاطفي بالأعمال الدرامية؟ وهل بالفعل تلك الأعمال من الممكن أن تؤثر بشكل إيجابي تارة وسلبي تارة أخرى على حياتنا؟ ولماذا كل هذا الحزن والوحدة التي نشعر بها بمجرد انتهاء العمل الدرامي ؟ تساؤلات كثيرة نجاوب عنها فى السطور التالية...

فى البداية، يقول د. وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن الأعمال التليفزيونية والدرامية لم تعد للترفيه فقط، أو الاستمتاع بها فى وقت الفراغ، بينما نحن نعيش معها حالة إنسانية ووجدانية، أي نحزن لحزن البطل الدرامي ونفرح لفرحه، بل ونعيش معه حالة من التشويق والإثارة والتركيز والتوقع والأمل والإخفاق، وكأننا نعيش من خلال هذه الأعمال دراما الحياة الواقعية، مما نتج عنه مجموعة من متلازمات الاكتئاب المستجدة نتيجة توحد المشاهد مع العمل الدرامي، مثل اكتئاب ما بعد الفيلم أو المسلسل، أي عند انتهاء العمل الدرامي الذي يتوحد معه، يشعر بالافتقاد والفراغ والوحدة النفسية والشعور بالحزن نتيجه انتهاء العمل الذي ارتبط به ارتباطا شرطيا ووجدانيا وفكريا، حيث شعر أنه جزء من شخصياته التي يشاهدها أمام عينه، ويتعلق بها عاطفيا.

فوبيا الحلقة الأخيرة
وتابع: ومن المستجدات أيضًا، فوبيا الحلقة الأخيرة، ففيها يخاف المشاهد من اقتراب انتهاء العمل الدرامي، وبالأخص فى الحلقة الأخيرة، وشعوره بالضياع وكأنه «يشيعهم إلى مثواهم الأخير»، والدليل على ذلك ظهور الفنانة الكبيرة نيللي التي كانت تظهر فى الحلقة الأخيرة من فوازيرها باكية وتقول «أنا عشت معاكم ٣٠ يوم»، وأيضا شريهان تقول «شهر يعلم شهر يوصل شهر لما وصلنا لآخر شهر»، مستمعين لهذه الكلمات فى حالة من البكاء والحزن لانتهاء الفوازير، فهذا يسمى اضطراب نفسي والتعلق العاطفي للأعمال الدرامية، وذلك على الرغم من إدراكنا الكامل أن هذا تمثيل، فالعمل الدرامي دائما وأبدا يشبع بعض الجوانب النفسية عند الإنسان مما يجعله يتعلق به عاطفيا.

التوحد النفسي
وأيضا التوحد مع أبطال العمل الدرامي ونشعر أنهم نحن، فمثلا مسلسل ليالي الحلمية أتذكر جيدا أننا كنا متوحدين مع شخصياته المختلفة أثناء عرضه، وهذا يسمي بـ«التوحد النفسي»، الذي يخلق حالة من التعلق العاطفي، نتيجة الاعتياد، بالإضافة إلى الميكانيزم الدفاعي وهو الهروب الدائم من الواقع الأليم لعالم افتراضي، وهو عالم العمل الدرامي، الذي بدوره يخلق حالة من الإنكار والتجاهل لحياته، مما يؤدي إلى الإغماء الذي لا يري فيها حياته تماما متعايشا فقط مع المسلسل وكأنه داخل عالم آخر.

وأضاف أن المسلسل يمثل حالة من التنفيس الانفعالي، فمثلا البطلة التي تعاني من ظلم الرجال فتبكي، فيتأثر معها المشاهد ويبكي معها، وهذا البكاء يعد حالة من التنفيس الانفعالي، فمثلا عند وفاة والد البطل فى المسلسل أو الفيلم، أجد نفسي أبكي، فهذا هو تعبير ومعني التنفيس الانفعالي، وهذا يجعل المشاهد يتعلق أكثر بالعمل الدرامي وبشخصياته.

اقرأ باقى الحوار فى العدد الجديد من "مجلة أكتوبر" اضغط هنا

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2