بعد مرور ما يقرب من عامين على قضية اهتزت لها مصر، أعاد مسلسل "سفاح الجيزة" إحياء هذه الأحداث وتلك الواقعة، وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، فى أول أيام عرض المسلسل. "بوابة دار المعارف" التقت شهود عيان داخل المنطقة التي كان يسكن بها قذافى فراج أو سفاح الجيزة، والذين تحدثوا عن وجه ملائكي ويدان ملوثتان بالدماء .. لم ينتبه الجيران لحقيقة ما يخفيه هذا الشخص المنطوى، شديد الاقتصار (فى حاله)، من يصدق أنه ارتكب جرام تقشعر لها الأبدان؟ وأصبح من أخطر المجرمين خلال السنوات الأخيرة حيث إنه لم يكتف بتزوير الأوراق وانتحال الشخصيات والسرقة فقط؛ فسول له شيطانه قتل المقربين له. وإلى التفاصيل:
جيران قذافي فراج يروون
أكد "م.م" شاهد عيان: "قذافى كان يعيش بيننا مثل أى شخص طبيعي، ولم يصدر منه في يوم من الأيام أي فعل عنيف أو حتى مشاجرة مع أحد جيرانه، وكان دائم الالتزام بمواعيد الصلاة في المسجد بل والتواجد في الصفوف الأولى".
وأضاف "الحاج عباس محمد" صاحب كشك الشاي المتواجد في المنطقة التي يسكن فيها قذافي: كانت له علاقه قوية مع صديقه المهندس رضا، وكانت تجمعهما شراكة عمل (مجموعة مكتبات). وما أثار دهشة الحاج عباس عند علمه بمقتل المهندس رضا، على يد القذافي، أنه أثناء اختفاء المهندس رضا: "كان قذافى دائم البحث عن رضا وذلك قبل اختفاءه عن المنطقة".
وتابع أحد ساكني المنطقة والتي تدعي "أم أحمد": "كان دائم العراك مع زوجته، وكان توجد خلافات مادية، وكانت تظن أنه سيتزوج من امرأه أخرى"
أحداث الواقعة
وترجع أحداث الواقعة إلى عام 2021، عندما قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على (قذافي فراج عبدالعاطي عبدالغني) أو الملقب ب سفاح الجيزة بعد سنوات عديدة من النصب والسرقة والقتل, كانت حصيلتها 4 قتلى، هم صديقة المقرب (المهندس رضا) وزوجتة (فاطمة) وشقيقة زوجتة (نادين) و(أسماء) ضحية الإسكندرية.
صديقه.. أول الضحايا
بسبب طمعه في أموال صديقة، القذافي ينهي حياة صديقه المقرب رضا، وكان يعمل مهندسا في السعودية، اعتاد أن يرسل مدخراته إلى صديقه قذافي؛ لكي يستثمرها باعتباره محل ثقة، دون أن يعلم أن صديقه خدعه واستولى على تلك الأموال والممتلكات، بموجب توكيل رسمي أقنع رضا بتحريره.
وفي عام 2015، عاد رضا فجأة من السعودية، وطالب قذافي بتصفية الحسابات المالية، فأعد المتهم خطة شيطانية للتخلص منه، حيث دعاه إلى تناول العشاء في منزله بمحافظة الجيزة ودس له السم داخل الطعام، وخلال دقائق لفظ المهندس رضا أنفاسه الأخيرة، ودفنه في حفرة عمقها مترين داخل إحدى غرف منزله، كان قد أعدها قبل أيام من القتل ضمن خطته للتخلص من الجثة ولكي يضلل أسرة القتيل، أرسل رسالة من الهاتف المحمول الخاص بالضحية إلى زوجته، مفادها أن الشرطة ألقت القبض عليه دون تفاصيل أخرى.
زوجته.. الضحية الثانية
أنهى قذافي حياة زوجته فاطمة التي استولت على 400 ألف جنيه من أمواله، لأنها كانت تخشى أن يتزوج بأخرى، وبعد محاولات لإعادة الود بين الزوجين، رفضت إعطائه الأموال، فاستشاط القذافي غضبا من أفعال زوجته وأعد حفرة مشابهة لتلك التي دفن بها صديقه، وبعد أيام من واقعة القتل الأولى، أنهى حياة زوجته، ثم دفنها في حفرة داخل غرفة أخرى، وبجوارها مصوغات خاصة بها، بغرض تأكيد أن المال لا قيمة له، بحسب اعترافاته في تحقيقات النيابة.
شقيقة زوجته.. الضحية الثالثة
نادين شقيقة زوجته فاطمة، وكانت تعمل في إحدى المكتبات التي استولى عليها قذافي من صديقه رضا، بناء على التوكيل العام الذي حصل عليه منه، وكانت تقف عائقا أمام زواجه من شقيقتها الثالثة، وهددته بفضح أمره أمام أسرتها، واتهامه بقتل فاطمة إذا ما لم يتوقف عن مخططه للزواج من شقيقتها.
استدرجها قذافى لمنزله؛ للتخلص منها بنفس الطريقة، ودفن جثمانها بجوار جثمان صديقه وزوجته السابقة، ثم أوهم أسرة نادين أن ابنتهم على علاقة بمخرج سينمائي، وأنها تهوى الفن والتمثيل، وهربت إلى إحدى الدول العربية، ما دفع الأسرة للتكتم على الأمر حتى لا يتم تحرير محضر بتغيب ابنتهم.
في غضون ذلك، انتحل القذافي صفة ضحيته الأولى المهندس رضا، وباع كل أملاكه وعقاراته التي استولى عليها وتوجه إلى الإسكندرية، وهناك واصل ارتكاب جرائمه.
أسماء.. الضحية الرابعة
بعد سفره لمدينة الإسكندرية تعرف على ضحيته الأخيرة أسماء نصر إبراهيم، حيث خنقها وذلك عقب اكتشافها عملية النصب والاحتيال التي تعرّضت لها من قبله، وكان قذافى اشترك مع خطيبها، في بيع شقة تملكها والحصول على مبلغها وتقاسموا المبلغ بينهما دون إعطائها أي شيء من الأموال.
أقدم سفاح الجيزة على التخلص من أسماء من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة وخنقها حتى فارقت الحياة، ثم دفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، وذلك للتخلص من تهديدها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرّضت لها إذا لم يرد أموالها.
طبيبة صيدلانية.. الضحية الخامسة
وكانت خامس الضحايا، طبيبة صيدلانية، والتى أكدت أنه قام بمحاولة سمها أكثر من مرة عن طريق وضع السم في الطعام، ولكنها كانت تنقذ نفسها بالذهاب إلى المستشفى وعمل اللازم وأكدت أنها لم تشك فيه ولو للحظه. وتم القبض على قذافي نتيجة شريط لإحدى كاميرات المراقبة، وهو يسرق محل ذهب يمتلكه والد زوجته الصيدلانية، وكشف الفيديو أن الأسرة تعرفت على المتهم وأبلغوا الشرطة، ليتم إلقاء القبض عليه، ويكتب السطر الأخير فى قضية سفاح الجيزة. وتنفيذ حكم الإعدام.