يا سياحة رايحة فين والعالم علمين

يا سياحة رايحة فين والعالم علميننصر سالم

الرأى4-9-2023 | 09:00

باسم الله ما شاء الله باكورة المدن الجديدة تحول أرض الموت إلى أرض الحياة، تحول جحيم الدنيا إلى جنتها وتحول منفاها إلى مقصدها إنها مدينة العلمين، قبلة العالمين.. عالم الحرب التي حسمت على أرضها بعد سنوات من الكر والفر بطول صحراواتها الممتدة من أقصى غرب القارة الإفريقية إلى شرقها بين أعتى قادة الحرب وعقولها.. روميل الألماني ملك المناورة بأدق معانيها وصورها، ومونتيجُمري الإنجليزي الذى عرف أين يوقف حصان ألمانيا الجامح ويعقل سيقانه فكان حسن اختياره لمضبطة العلمين المحصورة بين البحر ومنخفض القطارة التى لم يفلح فيها روميل الألماني بصولاته وجولاته فارتد غربًا يسابق الريح ويزرع الأرض خلفه بحقول ألغامه أو حقول شيطانه كما عرفت بهذا الاسم فى بيانه.

أما العالم الثانى غير عالم الحرب فهو عالم المتعة والترفيه والثقافة والتقاط الأنفاس، حيث الهواء النقى والماء الصافى والمناظر الخلابة، حيث دفء المشاعر وبرودة النسائم وحفاوة المضيف وكرم الضيافة.

إنه شعب مصر، رجل المستحيل الذى حول من قبل خط بارليف بنابالمه وألغامه ونيرانه إلى أحد أكبر المشاريع الاقتصادية فى العالم، بماء القناة، حول مقبرة الموت إلى حقل حياة، تدفع الحياة إلى شتى أرجاء العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه، هكذا الآن يحول مزارع الموت وحقول الشيطان إلى رياحين وجنان، إنها السياحة لكل مقاصدها الترفيه، المتعة، الثقافة، التريض.. إلخ.

فهل نحن مستعدون لهذا السيل القادم وهذا الطوفان؟، من هذا المنبر أبوح لكل من يهمه الأمر بما يمكن أن يضاف إلى السياحة فى هذا، سياحة سفارى، أو سياحة المغامرة عبر الصحراء التى يمكن أن تنطلق من العلمين إلى واحة سيوة، وأيضًا إلى الواحات البحرية، والوادى الجديد جنوبًا، حيث الواحة الخارجة والواحة الداخلة، إن هذه الواحات فيها العجب، فيها الخير، فيها الاستشفاء، فيها الثقافة، فيها التنمية الاقتصادية..

إن تنظيم سباق السيارات العالمى (رالي) فى المنطقة الصحراوية جنوب العلمين فى تجاه الغرب حيث واحة سيوة أو الجنوب حيث الواحات البحرية عبر أنواع مختلفة من الأراضى سوف يضيف إلى مقاصدنا السياحية ذلك المقصد العالمى.

أما سياحة السفارى المنظمة إلى واحة سيوة أو حتى السياحة المجمعة حتى تنتهى إلى واحة سيوة لتجد فيها السياحة العلاجية فى الصحراء التى حول الواحة مثل (جبل الدكرورى) والوجبات الشهية التي تشتهر بها الواحة وهى شواء الضأن على حطب الزيتون – أشهى وألذ الأكلات فى العالم، أما المشروبات السيوية وأهمها ذلك الشاى المخلوط بورق أشجار الليمون والذى يعتبر أقوى من كل أدوية الهضم، ثم التجول داخل بساتين الفاكهة والنخيل فى الواحة وتناول كل ما يشتهى المرء من الثمار دون أن يدفع أى مقابل بشرط ألا يأخذ معه أيًا من تلك الثمار وهو خارج ثم الاستحمام فى عيون المياه المعدنية.. إلخ، إنها متعة وثقافة حيث الآثار الفرعونية والرومانية على هذه الأرض الطيبة.

إن السياحة شأن ليس بالهين، فماذا لو استعنا بشركات تسويق عالمية للاستفادة من خبراتها ونشاطها.

ألا نحتاج إلى تزويد الأماكن والمقاصد السياحية بنقاط إسعاف أو حتى مستشفيات تليق باستخدام هؤلاء السياح وزيادة طمأنتهم، وهل حسبنا الزيادة المنتظرة فى أعداد السياح وخططنا لسد النقص فى أعداد الغرف السياحية بفنادق ذات مستويات مختلفة لتناسب جميع المستويات الاقتصادية من السياح من نجمتين وثلاث نجوم وهم السواد الأعظم من السياح، ثم ماذا عن نشر ثقافة التعامل مع السائح لكل المتعاملين معه من سائقى التاكسيات إلى أصحاب البازارات والمقاصد السياحية، وماذا عن النصب على السياح بأغراض مزيفة (ألا يستحق تشريعًا بخيانة الأمانة)، أليس السائح أمانة؟، أين وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالى؟، وماذا أضافت فى مناهجها عن التعامل مع السائح الضيف أو الرزق الذى ساقه الله إلينا؟.

ومضة سياحية أطلقها لصاحب القرار وما أذكاه وأحرصه على جعل مصر أم الدنيا.. قد الدنيا.

ماذا لو أنشأنا فى الدلتا الجديدة مجمعًا للمقاصد السياحية فى مصر مثلما فى مدينة «لاس فيجاس» الأمريكية التى أنشأ الأمريكان فيها كل المقاصد السياحية فى جميع أنحاء العالم، فمن مصر أنشأوا الأهرامات ومن باريس برج إيفيل ومن إيطاليا مدينة البندقية أو فينيسيا التى تسير فيها نهارًا والشمس تملأ السماء بينما خارج المدينة يكون الليل، وأيضًا فى عز النهار خارج المدينة تمشي تحت نجومها وقمرها.. وهكذا كل دول العالم أهم معلّم فيه.

ما أقصده وأريده أن نجعل فى الدلتا الجديدة نموذجا لواحة سيوة وأشجارها وحدائقها وعيون الماء والاستشفاء وحلقات الشواء للضأن على أخشاب شجر الزيتون التى تستمر ساعات، طبعا يديرها أبناء من سيوة بزيهم المميز وسلوكهم البدائى الهادئ.. أيضًا منطقة مصغرة للأقصر بآثارها وأسوان بنباتاتها الشهيرة وتوابلها وأعشابها.

ولا مانع من نموذج لأبو الهول والأهرامات (كما فى مدينة لاس فيجاس) الأمريكية، ومن يريد أن يرى الأصل فإنه مسافة (فركة كعب – أو مرمى حجر) إنها الدعاية على الطبيعة لكل مكان فى مصر نريد أن نجذب إليه السياح أيضًا ماذا لو نجعل فيها جزءا من المحمية الطبيعية المجاورة لمنطقة الدلتا الجديدة أو الكائنة بداخلها وننشئ فيها مجتمعًا بدائيًا لمن يريد أن يجرب الحياة البدائية لمدة محددة أسبوعا مثلاً أو أقل.

يمكن الاستفادة من نموذج القرية الفرعونية على نيل مصر فى محافظة الجيزة كنموذج جدير بالاقتداء.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى

أضف تعليق