الموروثات الثقافية والعادات فى قفص الاتهام بالزيادة السكانية

الموروثات الثقافية والعادات فى قفص الاتهام بالزيادة السكانيةصورة ارشيفية

منوعات5-9-2023 | 07:56

تمثل الزيادة السكانية واحدة من أكبر المعوقات التي تواجه الدولة في تنفيذ مخططاتها للتنمية، وتعتبر أي زيادة في معدل السكان مشكلة كبيرة لأنها تأكل من جهود الدولة في توفير حياة كريمة للمواطن من الناحية الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية.

وأبرز تداعيات المشكلة السكانية، تدنى الخصائص السكانية التى تشمل التعليم والصحة والبطالة والتوزيع غير المتكافىء للسكان، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر خاصة فى الريف عن الحضر، وفي الصعيد مقارنة بالدلتا.

وعن أسباب الزياده السكانية ، تقول دكتورة أسماء نبيل، أستاذ علم الاجتماع، أن القيم والعادات والتقاليد والمستوى التعليمى، يؤثر على اتجاهات السلوك الإنجابى لدى الأفراد، أكثر من تأثير المستوى الاقتصادى، فهناك عوامل التنشئة الاجتماعية والتي تلعب دوراً هاماً، فالأفكار والمعتقدات والآراء تجاه الإنجاب تتأثر بالمحيط الثقافي والقيم والأعراف السائدة في هذا المحيط فنجد المثل الشعبى (كل مولود بيجى برزقه )، وهذا للتشجيع على كثرة الأطفال برغم انخفاض المستوى الاقتصادى، فتتزوج المرأة في سن مبكرة حتى تتجنب العنوسة، و بالطبع الزواج المبكر بين الإناث يؤدي إلى طول فترة الحياة الإنجابية للمرأة، فتنجب عدد كبير من الأطفال اعتقادا منهم أن هذا لصالحها ليكبرون معها ويعتنون بها في كبرها، أو يظنون أنه على المرأة أن تنجب أطفالاً كثيرة حتى لا يتركها زوجها ، وبالتالي فإن هذه الأفكار والآراء تخلق لدى الأفراد أحاسيس ومشاعر مشجعة للسلوك الإنجابى .


وتضيف أستاذ علم الاجتماع، بلا شك هناك استمرار للدور السلبى الذى تمارسه القيم الاجتماعية والثقافية في توجيه المواقف والسلوكيات الإنجابية لدى بعض الشباب ، فمازال هناك الاعتقاد بأن كثرة الانجاب مؤشر على الخير ومصدر رزق للأسرة في الريف وفى ريف الصعيد خاصة فيما يحملـه مـن ثقافـة فرعيـة متمـايزة بشـكل واضــح فيمــا يخــص مســائل الــزواج و الإنجــاب، ولهذا فأن أسباب ارتفاع الزيادة السكانية العادات والتقاليد التي تؤيد الزواج المبكر، وختان الإناث، وتفضيل إنجاب الذكور، وعدم استخدام وسائل تنظيم النسل، والاكتفاء بطفلين، وثقافة الإنجاب التى تكونت عبر أزمنة طويلة فى المجتمع ، وهى مرتبطة بالعزوة والسند.

وتضيف، أنه مازال هناك تفضيل لإنجاب عدد ذكور أكبر من عدد الإناث في البيئة الصعيدية، و تنوعت المبررات بين العزوة والسند والأمان والهيبة والعصبية والمكانة والمساعدة في سوق العمل.

وأشارت دكتورة أسماء إلى ضرورة تبنى خطة توعوية وثقافية شاملة لتصحيح المفاهيم والمعتقدات الاجتماعية والدينية الخاطئة حول مفهوم تنظيم الأسرة مع التأكيد على أنه لا يتعارض مع القيم الدينية والثقافية.

أضف تعليق