منذ توليه الحكم، يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اهتماماً كبيراً ببناء الإنسان المصري، وسعى نحو بناء الجمهورية الجديدة، وتوفير حياة كريمة للمصريين، استناداً إلى برنامج إصلاحي شامل، وتوجيه الإعلام بكل وسائله بضرورة تعظيم دوره من أجل بناء الإنسان، لذلك كانت مبادرة «أخلاقنا الجميلة» لمواجهة انتشار الألفاظ البذيئة بين الشباب، والعنف، والجرائم، والإدمان، والتحرش وغيرهم.
بناء الإنسان
في إطار توجيهات الرئيس السيسي، أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مبادرة «أخلاقنا الجميلة» التي تهدف لخدمة المجتمع بكل طوائفه، وقناعة منها بضرورة بناء الإنسان وإحياء القيم النبيلة والأخلاق الحميدة التي نشأنا عليها، وإظهار قيم المجتمع المصري الأصيلة.
أخلاقنا الجميلة
تضمنت مبادرة «أخلاقنا الجميلة» مجموعة من المراحل، تستهدف القضاء على العادات السيئة والمكروهة المنتشرة مؤخراً بصورة كبيرة، مثل (التنمر، التحرش، المضايقات، إلقاء القمامة بالشوارع) وغيرها، وتربية جيل جديد على القيم والعادات المصرية الخالصة، وفي نفس الوقت تحمل رسالة تذكير للأجيال الحالية بقيمنا، والتأكيد على الأخلاق التي تربينا عليها وتأمر بها جميع الأديان السماوية والإنسانية، من احترام الكبير وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب في التعامل، وفيما يلي استعراض لبعض الظواهر المُنافية للأخلاق والمنتشرة بالشارع المصري، وجهود الدولة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة تلك العادات السيئة من خلال نشر حملات التوعية، وتشريع قوانين تعاقب عليها.
التنمر
التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص ضد شخص أخر، أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الشخص المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ، ولذلك كانت لمبادرة «أخلاقنا الجميلة» دور فعال في مواجهة التنمر، من خلال نشر حملة إعلامية توعوية عبر الشاشة الصغيرة بتلك الظاهرة ومواجهتها، وفي عهد الرئيس السيسي، تم التعديل في أحكام قانون العقوبات، من خلال إضافة مادة جديدة خاصة بتطبيق العقوبة على المتنمر، وتمثلت عقوبة التنمر في الحبس وتكون أقل مدة للحبس هي 6 أشهر، كما يتم دفع غرامة مالية لا تقل قيمتها عن 10.000 جنيه، ولا تزيد عن 30.000 جنيه.
التحرش
ظاهرة جديدة على الشارع المصري، ويمكن تعريفها بأنها، قيام شخص ما بأفعال غير محببة شأنها أن تنتهك خصوصية وكيان من حوله، وتتخذ هذه الأفعال إما الطابع الجنسي أو الجسدي أو النفسي أو اللفظي، والتي قد تبدأ بالمضايقات والتلميحات البسيطة، لتصل لمستوى أعلى من المضايقات، مما يترك أثر نفسي سيء، ولذلك كانت لمبادرة «أخلاقنا الجميلة» دور فعال في مواجهة التحرش، من خلال نشر حملة إعلامية توعوية عبر الشاشة الصغيرة بتلك الظاهرة ومواجهتها، لذلك أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، القانون 141 لسنة 2021، بتعديل قانون العقوبات لمواجهة التحرش الجنسي.
إلقاء القمامة في الطريق
عادة من العادات السيئة اليومية المنتشرة في حياتنا، والتي نلاحظها ونصادفها بشكل مستمر، ولذلك كانت لمبادرة «أخلاقنا الجميلة» دور فعال في مواجهة تلك العادة، من خلال نشر حملة إعلامية توعوية عبر الشاشة الصغيرة لمواجهتها، وأيضاً شرع البرلمان المصري في عهد الرئيس السيسي، قانون لتنظيم وإدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020، للقضاء على مشكلة القمامة والمخلفات التي طالما كانت تؤرق الشارع المصري، وتصدى القانون لإلقاء المخلفات في غير الأماكن المخصصة، وكذلك فرز القمامة في غير أماكنها، بالنص على أنه يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه، وفي حالة العود تكون العقوبة الحبس والغرامة معًا.
الأخلاق قديمة في مصر
الأخلاق ليست ابتكاراً حديثاً، وأنما هي جذراً أصيلاً، ويعزى إليها حفظ حضارة المصريين القدماء، حيث سع المصريين القدماء إلى وضع مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم إطار حياتهم، تلك القيم التي سبقت (الوصايا العشر) بنحو ألف عام، وقد تجلى حرص المصري القديم على إبراز أهمية القيم في المظاهر الحياتية، فكان أهم ما في وصية الأب لأبنائه هو الجانب الأخلاقي، وربما يعيدنا ذلك لكتاب مهم يتعلق بتاريخ مصر هو كتاب "فجر الضمير"، وهو الكتاب الذي شغل الدنيا وأنصف حضارة من أقدم وأقوى وأجمل الحضارات في العالم، ويكفي قراءة الكتاب للتأكد من عبقرية الحضارة المصرية القديمة، وعبر أمير الشعراء أحمد شوقي عن أهمية الأخلاق عندما قال: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
للمزيد تابع # فكر_الأول