فكرة ظهور رجل بمواصفات ذهنية خارقة، لديه القدرة على قراءة أفكار من حوله فكرة شائعة في العديد من أفلام الخيالية فهل تتحقق في يوما ما؟
البعض يكذب والبعض يرجح من منطلق الإحتمال حقيقة لغز قراءة الأفكار؛ أي قراءة أفكار البشر دون النطق بأي كلمة تدل على ما يفكرون به. إجتاحت تلك الفكرة العالم في الآونة الأخيرة، حيث شرعا المتخصصون في البحث حول مدي مصدقيتها وإمكانية تعميمها علي جميع البشر وإمكانية مساعدة الأشخاص فاقدي النطق وذوي الهمم.
فقد قطع علماء من جامعة تكساس خطوة جديدة في هذا الاتجاه في دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر نيوروساينس»، وكشفت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقرأ أفكارنا من خلال تحليل صور فحوصات الرنين المغناطيسي التي تقيس تدفق الدم إلى مناطق مختلفة في الدماغ.
طُلب من المشاركين في الدراسة الاستماع إلى الكتب الصوتية لمدة 16 ساعة أثناء وجودهم داخل ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، كما شاهدوا فيلماً صامتاً.
وفي الوقت نفسه استخدم الباحثون نسخة مطورة من روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» لترجمة نشاط الدماغ إلى نص مكتوب، ما سمح لهم ب قراءة أفكار المشاركين في التجربة كنص مكتوب لما كانوا يستمعون إليه، أو يتخيلونه أو يشاهدونه.
وفي هذا الصدد يخبرنا المهندس زياد عبدالتواب، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، ومقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الذكاء الاصطناعي حاليا تعلم كيفية قراءة الأفكار في الدماغ عن طريق ترجمة الذبذبات والإشارات التى تخرج من المخ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسى وتحويلها لنص مكتوب مقارب للحقيقة فى مخ الشخص والأفكار التى تدور به، وكل هذا لابد أن يكون جهاز الرنين متصلا بمنظومة الذكاء الاصطناعى للوصول لهذه النتيجة، وهذه الفكرة فى الوقت الحالى تصبح نسبة نجاحها بسيطة نظرا لارتباط النتائج بجهاز الرنين الذى يعرف بضخامة حجمه ولهذا لم يستطع الذكاء الاصطناعى قراءة الأفكار فى كل وقت، ولكن فى المستقبل إذا تم إنتاج أجهزة رنين صغيرة الحجم يمكن أن ترتفع نسبة نجاح فكرة قراءة الأفكار.
وأضاف «عبد التواب» خلال تصريحاته لـ "دار المعارف" أن فكرة قراءة الأفكار بعيدة كل البعد فى هذا الوقت عن عمليات الاختراق الذهني أو التهكير، وأن هذا التطوير فى الذكاء الاصطناعى يمكن أن يفيد فى مساعدة الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة أو من يعانون من الشلل التام، فهنا يأتى دور الذكاء الاصطناعى فى إعطاء الإشارات الحركية للأطراف العصبية الحسية من المخ للجسم فيقوم بالحركة، كما يمكنه مساعدة الأشخاص الذين فقدوا النطق فى التعبير عن أنفسهم ولم يكن لديهم فكرة عن لغة الإشارة، كما أن هناك ميزة جيدة للغاية وهى استخدام هذه التقنية فى جهاز كشف الكذب، حيث إن تطوير الذكاء الاصطناعى يمكن أن يعرف إذا كان الشخص يكذب أم لا عن طريق إشارات المخ على عكس الأجهزة قديما التى تعتمد على الأحاسيس الفسيولوجية التى يمكن أن تتغير مع الموقف أو الوقت.
كما أكد «عبد التواب» أن من 30إلي 40% في المرحلة الأولي من العملية التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي لقراءة الأفكار تعتمد على كم البحث إلي جانب الإختبارات العقلية الأولية لأمكانية ترجمة الموجات في هيئة نص مكتوب.