إن اللسان من بين نعم الله التي أنعمها علينا والتي لا يمكن عدها أو إحصاؤها، كما أنه من لطائف صنعه، قيل عنه أنه صغير حجمه كبير في طاعته وجرمه.
فباللسان يستبين الإيمان من الكفر وبه يتم نطق الشهادتان، كما أنه يعد من بين الوسائل التي يستخدمها في إستغواء بني آدم. لذا دعت الشريعة الإسلامية الحنفاء المؤمنين إلى صون ألسنتهم وحفظها عن ما لايصح ولا يجوز من الكلام فهو مورد من موارد الهلاك.
ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمسك المسلم لسانه ولا يتكلم بما لا يعنيه، ويكون حديثه فقط حول كل ما ينفع الإنسان ولا يضره، واللسان عضو يتساهل قطاع كبير من الناس في استخدامه، فالبعض يتحدث كثيرًا ويخوض في مواضيع لا تتفق مع ثقافتهم ومعرفتهم، فيرتكبون الأخطاء ويشعرون بالحرج فيما بعد، والبعض الآخر يتعمد جرح الآخرين وأن يضعهم في مواقف محرجة ومسيئة لهم، بينما يقع البعض في إثم الغيبة والنميمة والكثير من آفات اللسان التي تقود صاحبها إلى المهالك.
كان صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكرام على ما بهم من حرص في كلامهم يتهمون ألسنتهم، وروي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى الصديق أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده، فقال له: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟! قال: هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته"، وكان رضي الله عنه يضع حصاة في فمه يمنع بها نفسه عن الكلام.
وكان سيدنا ابن عباس يمسك بلسانه وهو يقول: ويحك قل خيراً تغنم، واسكت عن شر تسلم، فقال له رجل: يا بن عباس ! ما لي أراك آخذاً بثمرة لسانك تقول: كذا وكذا؟! قال ابن عباس: بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه".
وكان الصحابي الجليل سيدنا ابن مسعود يلبي وهو على الصفا والمروة ويقول: يا لسان قل خيراً تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم، فقيل له يا أبا ع
فوائد حفظ اللسان يلي:
- ينل رضا الله سبحانه تعالى.
- بوابة نزاهة الإيمان وأساس القلب الطيب والمؤمنين الصالحين.
- من يمسك لسانه يطور إسلامه ويحسن التصرف.
- سبب لبلوغ المراتب العليا وأعلى الجنان في الحياة الآخرة.
- عدم حفظ اللسان يسرق الحسنات بفعل السيئات ك الغيبة والنميمة و الكلام الكاذب وسب الناس والإهانة والاستهزاء، والتي تعتبر افة من آفات اللسان.
- يمكن أن يكون لسانك نهرًا يجلب لك الخير العظيم من الأعمال الصغيرة.