الطلاق المبكر.. ظاهرة باتت تهدد بنية المجتمع، و تؤرق بال الكثيرين، المتزوجين منهم وحتى المقبلين على الزواج، لقد أصبح الطلاق لا يقتصر على المتزوجين من فترات كبيرة فقط ، بل أصبح يطال الزيجات الحديثة أيضا ً وبشكل أكثر انتشاراً ، حيث نسمع ونشاهد بين كل يوم وآخر، طلاق زوجين لم يتخطى على مدة زواجهم بضعة شهور ، وربما أيام ايضاً وهذا يسمى بـ الطلاق المبكر.
وعن رأى علم النفس فى أسباب الطلاق، تقول دكتورة زينب مهدى استشارى الصحة النفسية، الطلاق أصبح كارثة تطرق أبواب زوجية كثيرة ولا يتوقف فقط الطلاق عند العام الأول من الزواج ولكنه يحدث فى الأسبوع الأول من الزواج والشهر الأول وهذه الكارثة أصبحت فاجعة لكثير من الأسر لأن تلك الفترة قصيرة جدا لحدوث الطلاق بمقارنة الزواج فى الأجيال القديمة التى كانت تستمر 40 عامًا وأكثر ، وعن الأسباب النفسية الواضحة وراء حدوث الطلاق، تقول استشارى الصحة النفسية، ببساطة شديدة موضوع اختيار شريك الحياة هو موضوع خطير وحساس جدًا ويتعلق بعدة أمور أولها طريقة فهمى لذاتى وبناءا عليها سوف أستطيع أن اختار شريك حياتى وهذا الشىء للأسف لا يوجد عند جميع الشباب لأنه من أعلى مراحل الصحة النفسية وهى الاستبصار بالذات أى فهم الذات بكل سلبياته وإيجابياته ومن خلال هذا الفهم سوف استطيع اختيار شريك حياتى بالشكل الأمثل وليس بشكل فوضوى وعشوائى.
وأضافت دكتورة زينب : أن اختيار شريك الحياة قائم على درجة الصحة النفسية والتعامل مع المشكلات أو بمعنى أوضح الزواج عبارة عن تحمل مسئولية وقدرة على حل المشكلات التى تواجه الزوجين وعندما يخطىء الشباب فى الاختيار يصطدموا بأنهم غير قادرين على تحمل المسئولية ولا على حل المشكلات وتتفاقم المشاكل وتستحيل الحياة بينهم.
وأشارت مهدى إلى أن كثير من الشباب تخلط بين الزواج الدائم والإعجاب المؤقت وهذا ما أسميه بمربط الفرس لأن الإعجاب المؤقت يتغير بين لحظة وأخرى أم الحب الدائم لا يتغير أبدا، وارد يحدث فيه الفتور ولكن مع الحب يستطيع الطرفين إعادة الحب بينهم مرة أخرى وقتل الفتور، مؤكدة أنه يوجد لدينا كم هائل من التشوهات المعرفية المتعلقة بالزواج وباختيار شريك الحياة وهذا التشوه يصيب الزواج بالضرر والفشل، ومعدلات الطلاق الناتجة عن فشل اختيار شريك الحياة هى أمر لا يستهان به وكثيرا ما أسمع تلك العبارة (أنا أتفاجئت بالشخص اللى حبيته بعد ما أتجوزنا كأنه مش هو) والتعليق على تلك العبارة أنك لم تعرفى ذلك الشخص من البداية ولا يوجد أى نوع من أنواع الثقافة حول كشف شخصية الآخرين وتحليلها ومعرفة هل هى ملائمة لشخصيتى أم لا وبالتالى تكثر حالات الطلاق ليس فقط فى أول عام زواج ولكن فى أول أسبوع زواج.
وتوضح «مهدى» أن الزواج لو لم يوضع له خطة واستراتيجية سوف يصبح ليس فقط مشكلة كبيرة وإنما كارثة لأنها سوف تتسع الدائرة ويتدخل فيها الأطفال الذين يصبحون الضحية الكبرى، فالزواج له قواعد وأسس قوية لو لم نأخذ بها سوف يصبح الزواج كارثة فى نظر البعض وسوف يقع الكثير من الشباب فى العديد من الاضطرابات النفسية نتيجة الزواج الخاطئ والعذاب الذى يقعون فيه.
وأضافت أن سر نجاح الزواج فى التالى، أولا تربية الولد والبنت من البداية على أن يكونا زوجان صالحان من خلال فهم معنى كلمة أنثى بشكل سليم وتربية الفتاة على ذلك ومعرفة حقوقها وواجباتها منذ الصغر وكذلك تربية الولد منذ الصغر على معنى كلمة رجل قبل كلمة ذكر لأن الرجولة قوية جدا وأصبحت نادرة نتيجة عدم التربية السليمة منذ البداية وإتباع أسلوب التدليل الزائد فى التربية وهذا الأسلوب الخطير أدى إلى تنشئة أطفال غير متحملين المسئولية وبما أن المرحلة النمائية التى نمر بها تؤثر فى التى تليها وتتأثر فى السابقة فعندما يكون الطفل لديه قصور فى مرحلة الطفولة -وهى أهم مراحل النمو- سوف ينشأ ويدخل مرحلة المراهقة ويصبح لديه قصور أيضًا ويدخل مرحلة الرشد محملًا بكثير من المشكلات، وتتابع، اختصار النجاح بعد الزواج هو تنفيذ المودة والرحمة وهذان الشرطان العظيمان لا يمكن تنفيذهم من شخصيات تعانى قصور فى التربية أو وقعت فى دائرة الاضطرابات النفسية.
وعن الحالات التى خضعت لعلاج نفسى مؤخرًا كانت الحالة ن – خ وهى امرأة كانت متزوجة من 3 أشهر وبعدها تم الطلاق تقول الآتى (أنا اتخطبت سنة واحدة وبعدها أتجوزت وكانت فى شوية مواقف كده غريبة بتصدر من جوزى وقت الخطوبة وأنا كنت بتغاضى عنها وقولت بعد الجواز هيتغير زى ما كنت بسمع أمى وأبويا بيقولوا كده بس بعد أما أتجوزت لقيت طبعه بقى أصعب وما عرفتش أتعامل معاه خالص وفى الشهر الثالث زادت المشاكل وماقدرتش أكمل وبعدها أتطلقت وطبعا والدى ووالدتى كانوا خايفين من إن بنتهم تبقى مطلقة بس أصريت لإنى فعلا ماكنتش عارفة أعيش).