قال وزير التنمية المحلية هشام آمنة، إنه لمس خلال زيارته إلى مدينة تشنجتشو الصينية؛ للمشاركة في أعمال المنتدى الدولي العاشر للمدن المستدامة والسياحية والتراثية، تقديرًا واحترامًا بالغًا من المسئولين الصينيين، الذين التقى بهم على هامش اجتماعات المنتدى الدولي للرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية والشعب المصري العظيم والنجاحات الكبيرة التي حققتها مصر في مختلف المجالات ورغبة حقيقية نحو زيادة الشراكة مع مصر ودعم الاستثمار.
جاء ذلك في بيان وزارة التنمية المحلية، اليوم الجمعة، حول زيارة الوزير إلى مدينة تشنجتشو الصينية، والتي استمرت خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر الجاري؛ للمشاركة في أعمال المنتدى الدولي العاشر للمدن المستدامة والسياحية والتراثية، والذي عقد تحت عنوان "اكتشاف قوة دافعة جديدة وتعزيز استدامة المدن السياحية".
وأشار وزير التنمية المحلية إلى أن زيارة الوفد الوزاري المصري حظيت باهتمام واحتفاء حزبي كبير من قيادات ومسئولي الحزب الشيوعي الصيني بمدينة تشنجتشو ومقاطعة خنان الصينية، مشيراً إلى مباحثاته الرسمية التي عقدها مع نائب سكرتير لجنة الحزب ومحافظ خنان وانج كاي، والتي تضم مدينة هنجشتو إحدى أقدم مدن وعواصم الصين، ويناهز عمرها أكثر من 3 آلاف سنة، حيث أعرب المسئول الصينى عن تقديره وتفاؤله بانطلاق العلاقات المصرية الصينية لآفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، بعد انضمام مصر إلى تجمع "البريكس" ما يضيف بعداً مهماً لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، كما دعا المسئول الصيني إلى النظر في تطوير وتنمية العلاقات القائمة في مجالات عدة كالبنية التحتية والمخلفات الصلبة وإدارة المدن والتطوير السياحي والنقل والاستثمار.
وأكد هشام آمنة أنه تم توجيه الدعوة إلى الجانب الصينى لزيارة القاهرة؛ لتعزيز استثماراته في مصر وتوطين الصناعات الصينية والاستفادة بالسوق المصري الضخم وموقع مصر الحيوي باعتبارها بوابة لدول الشرق الأوسط وإفريقيا والمنطقة العربية لنفاذ المنتجات الصينية لتلك الدول.
وأوضح أن المسئول الصيني أشاد كذلك بالإمكانيات المشتركة المتاحة ورصد الشركات الصينية لمصر بالفعل بوصفها أحد الأسواق الواعدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما دعا للنظر في تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة ومدينة هنجتشو، مما يسهم في تعزيز السياحة والتجارة بين الجانبين، وكذلك النظر في فتح مكتب للتمثيل التجاري بها لدعم نمو وتطوير المجالين التجاري والاستثماري وفتح الأسواق والأعمال.
وأضاف أنه خلال جلسة المباحثات مع عمدة مدينة هنجتشو طرح الجانب الصيني رؤيته لإمكانية فتح آفاق استثمارية جديدة وتلبية احتياجات السوق الصيني الكبير، فيما يخص مجال الثروة السمكية في ظل السمعة الطيبة للأسماك المصرية، مشيراً إلى ضرورة تبادل زيارات ووفود لرجال الأعمال لبحث فرص الاستثمار الكبير في المحافظات المصرية.
وأشار إلى أنه رحب خلال تلك اللقاءات بالوفود الصينية من رجال الأعمال والمستثمرين في ظل المتابعة المستمرة من الرئيس السيسيي لقرارات المجلس الأعلى للاستثمار وتقديم كل التسهيلات والتيسيرات الممكنة لرجال الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص المصري والعربي والأجنبي.
وأوضح أن المسئول الصيني طرح إمكانية عقد اتفاقية توأمة بين محافظة القاهرة والمدن الصينية لتبادل الخبرات والتجارب وكذا زيادة معدلات السياحة الصينية لمصر خاصة في ظل ما تتمتع قدرات ومقومات سياحية كبيرة في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنه التقى في ختام الزيارة وأعضاء الوفد المصري مع نائب رئيس الغرفة التجارية جان تشاو ورئيس مجموعة كانجتش للاستثمار، والذي رحب بالوفد المصري ووعد باصطحاب وفد من رجال الأعمال الصينين لزيارة القاهرة؛ لبحث الفرص الاستثمارية في عدد من المجالات وعلى رأسها البنية التحتية والمخلفات الصلبة وإدارة المدن والملكية الفكرية والتنمية الزراعية والحيوانية وبحث إقامة منطقة صناعية صينية تكون محور جذب للشركات الصينية.
وأكد أن الوفد المصري نجح في استعراض جهود الحكومة المصرية لدعم استدامة القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها قطاع السياحة باعتباره أحد أهم ركائز استراتيجيات التنمية الممكنة للمجتمعات المحلية في البلدان النامية؛ مشيراً إلى أن الجهود التنموية للدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي كانت محل تقدير وإشادة من ممثلي الحكومات المشاركين في المؤتمر وكذا جميع القيادات الحزبية والسياسية الصينية خاصة في ضوء النهضة العمرانية التي تشهدها مصر خلال العشر سنوات السابقة وكذا مساهمة مصر في تعزيز العمل العالمي لمواجهة التغيرات المناخية خلال العام الجاري من رئاسة مصر لمؤتمر المناخ.
وقال وزير التنمية المحلية إن المؤتمر نجح في صياغة رؤية طموحة لتعزيز استدامة المدن السياحية وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات على المستوى الدولي، فضلاً عن أن المباحثات مع المسؤولين والمستثمرين الصينيين وقيادات مؤسسة الاستثمارات الصينية الدولية كانت مثمرة، ومن شأنها الإسهام في تعميق العلاقات الثنائية في جميع المجالات، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية خاصة في ضوء ما أثمرت عنه الزيارة من توافقات مبدئية بين الجانبين حول إيفاد عدد من رجال الأعمال والمستثمرين الصينيين من مقاطعة خنان وعدد من المدن الصينية؛ لبحث الاستثمار في بعض المشروعات التنموية على أرض المحافظات المصرية لدفع عجلة التنمية.
كما أشار وزير التنمية المحلية إلى أنه صدر عن المنتدى بيان ختامي وإعلان عن إطلاق مبادرة "مدينة آثرية أفضل"، حيث دارات نقاشات موسعة خلال الجلسات في إطار "حوار المدن السياحية لعام 2023" بين المدن التراثية، وتم خلالها تبادل الخبرات والتجارب بين المدن حول أفضل الممارسات للحفاظ على الآثر والنهوض بمستوى المدن التاريخية لدورها كسند جاذب رئيسي لصناعة السياحة.
وشدد على عمق العلاقات المصرية الصينية وطابعها الاستراتيجي وما حققته من مكاسب عبر السنوات الماضية برعاية ودعم من الرئيس السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج، كما أشار الوزير إلى أنه وجه الدعوة للمسئولين الصينيين والمشاركين في المنتدى بالمشاركة في المنتدى الحضري العالمي الذي سوف تستضيفه مدينة القاهرة عام 2024 وقمة المدن الإفريقية 2025.
وأوضح وزير التنمية المحلية أنه عرض خلال كلمته في المنتدى الجهود التي قامت بها الدولة المصرية خلال العشر سنوات السابقة لتعزيز استدامة المدن عن طريق إعادة تطوير المدن القائمة والمدن الجديدة لتتحول لمدن خضراء ذكية آمنة ومستدامة، وإعادة تأهيل وتأسيس البنية التحتية مثل برنامج تطوير عواصم المحافظات ومشروعات التطوير الحضري المتكامل لتطوير العشوائيات، وتطوير المناطق ذات القيمة التراثية والتاريخية، فضلاً عن تطوير شبكة الطرق والنقل ومنظومة إدارة المخلفات الصلبة، وكذلك المبادرة الرئاسية لبرنامج تنمية الريف المصري (حياة كريمة)، والتي تطبق نموذجاً للتنمية الريفية المتكاملة يحقق التنمية المتوازنة والمتكاملة بين الريف والحضر والمساهمة في تحسين حياة ملايين المواطنين، وغيرها من المبادرات التي تسهم في العمل من أجل المناخ وتحسين بيئة المدن من جهة، ودعم الاقتصاد المحلي وتحقيق الشمول الاجتماعي والعدالة المكانية من جهة أخرى.