تعد مشكله تأخير الزواج للجنسين من أخطر المشاكل التي كان لها تأثير علي المجتمع ، وعن هذا تقول مرفت رجب، استشاري صحة نفسية وأسري وتربوي.
أصبح الآن الجميع يفكر بصورة مختلفة فالبعض يفكر بمفهوم التطور والتقدم العلمي ، والبعض يفكر بمنطوق التقاليد والعادات الموروثة التي لم تعد تناسب العصر الحالي والظروف الاقتصادية والاجتماعية،فبعض الفتيات رأت أن المستقبل ليس بالضرورة يكون في الزواج وتكوين أسرة ، أو من الممكن تأجيل الخطوة حتي تكمل دراستها وتصل للدكتوراه في مجال دراستها ، أو منصب متميز تبني بيه كيانها وهذا ما يواكب العصر الحالي من تطور وتقدم، وبالطبع هذا شئ جميل ومتميز ولكن تكوين الأسرة ومساندة زوج متفهم ومتحضر وأبناء، سيكون هناك توازن بين الناحية العلمية والاجتماعية وأيضا الدينية ، حتي لو تأخر طموحها بعض الشئ .
ومن جانب آخر نجد الفتيات التي تتبع العادات والتقاليد التي لا جدوي منها (أنا لست أقل من بنت فلان وفلان ولابد أن يلبي العريس كل طلباتي )، بجانب رغبة الأهل فى التغالي في المهور والطلبات وقائمة المنقولات الزوجية والمؤخر، مما يجعل الرفض للمتقدمين للزواج هو المصير المحتم لهم ، وتأخر سن زواج الفتاة.
وتضيف استشاري الصحة النفسية، الأخطر مما سبق هو الخوف، الخوف من الفشل ، الخوف من الطلاق ، الخوف من الخيانة ، فتجارب الآخرين جعلت الخلفية المغلوطة عن الزواج ترسخ في عقول الفتيات والشباب، وأشارت إلى أن أول ما يمنع الشاب عن الزواج هو الظروف الاقتصادية فكيف لهم من تلبيه متطلبات الزواج ؟!! وأيضا طلباتهم وشروطهم الكثيرة والغريبة في شريكة حياتهم فالبعض يتعامل علي أنها سلعة ، يدفع أكثر لمن هي الأجمل ، فينخدعون بالمظاهر ولا ينظرون للجوهر ، فتجد الشاب يريد عروسته مزيج من الفنانة الفلانية وتعيش معه مثل الأفلام والمسلسلات ، ويظل يعيش في أوهام تجعله يأجل الزواج ..
كما أن النساء ترفض التعدد لحل الأزمة مع أنه شرع الله وحل جيد للحد من (العنوسة) لدي الفتيات ...
وتقول سارة عبد الحميد، استشارى علاقات أسرية وتربوية ومدربة تنمية بشرية، الزواج رباط مقدس بين طرفين تجمعهم علاقة بها مودة ورحمة ، و مشكلة العنوسة برغم اختلاف أسبابها وظواهرها إلا انها موجودة فى جميع الدول العربية، ومصطلح عانس يطلق على الفتيات التى تأخر سن زواجها وتطلق أيضأ على الشباب الذين تأخر سن زواجهم، والمشكلة سببها الظروف الاقتصادية الصعبة والمغالاه فى المهور وتكاليف الزواج، ولكنها ليست اقتصادية فقط ولكن لها العديد من الأسباب الأخرى ، فهناك عنوسة اختيارية تكون بإرادة الشباب والفتاة، وأحياناً رفض الأسرة لقرار الزواج بسبب الخوف الزائد على أولادهم من عدم تحمل المسئولية.
وأيضاً بعض الفتيات تكون لديهن طموح تكوين كيان خاص بها قبل الزواج ، ويوجد فئة من الشباب والبنات مروا بتجربة سابقة ولم ينجحوا ، فتركت داخلهم شعور سلبى لم يستطيعوا التخلص منه وقرروا ألا يخوضوا هذه التجربة مرة أخرى، بالإضافة إلى بعض الأشخاص السلبيين الذين يتحدثون عن أن الزواج ما هو إلا معاناة ومسئوليات ولا يوجد به سعادة.
ومن ضمن أيضاً أسباب تأخر الزواج غياب الوازع الدينى وانتشار الانحلال الأخلاقى وساعد على ذلك السوشيال ميديا.
وأشارت استشارى العلاقات الأسرية، لدينا نماذج لأسر عديدة من القرى ومن الصعيد لا تسعى إلى تعليم الفتيات بقدر ما تسعى إلى سرعة زواجهم وبالتالى يحدث تفكك بالأسرة حتى ولو لم يتم الانفصال، ويخرج لنا جيل لديه أفكار مشوهة عن الزواج.
وهناك فئة أخرى ترفض الزواج لأنه من وجه نظرهم تقييد لحريتهم واستقلاليتهم فيرى الشاب أنه لا يستطيع التنازل عن حريته ويفضل أن يعيش عازب ، وأيضاً بعض الفتيات تعتقدن أن الزواج تقييد للحرية وحرمان من التعليم والوظيفة، فيفضلن الاستمرار فى طريق الاستقلال عن تكوين أسرة .
ومن الحلول المقترحة لحل تلك المشكلة تقول، لابد من عمل برامج جماعية لتنمية وعى الشباب بأهمية الزواج وتكوين أسرة مستقلة ، والمشاركة فى تقوية الروابط الاجتماعية والانخراط فى المجتمع، أما عن دور الأسرة فيبدأ من تعديل الاتجاهات السلبية والأفكار الخاطئة حول المبالغة فى المهور وحفلات الزفاف والإرشاد الدينى من قبل الأسرة ومن ثم المدارس ، وعلى وسائل الإعلام عمل برامج توعية بكيفية وطرق اختيار شريك الحياة ، وعلى منتجى المسلسلات مناقشة حياة الشباب الواقعية وأفكارهم عن فكرة الزواج ومخاوفهم ناحية المسئوليات وكيفية الإتفاق على وضع خطط مواجهة الحياة ضد أى ظروف تحدث للزوجين.