بكل جرأة خرج علينا أحد المشاهير ليعلن أنه لجأ للسحر للانتقام من أحد الفنانات بعد استيلائها على مبلغ مالى منه، مما سبب لها -على حد قوله- أضرارا صحية، وبرر فعلته، وقال إنه على حق وهذا ماله ولن يسترده إلا بتلك الطريقة وأيضا لكى يبرد نار قلبه، عن أسباب اللجوء للمشعوذين وخطورة ذلك على المجتمع، كيفية التخلص من تلك الآفة الخطيرة.
و تقول سارة ممدوح، استشارى علاقات أسرية وتربوية ومدربة تنمية بشرية: إن الفطرة الإنسانية التى خلق الله عليها الإنسان هى الخير وحب الآخرين ولكن الضغينة والكراهية تأتى من أفعال البشر لبعضهم البعض، ولذلك حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التسامح لينتشر السلام الاجتماعى ولكن من شدة أذى البعض للآخرين أصبحنا نقول "اعتزل ما يؤذيك"؛ لتجنب انتشار البغض والأذى فهل سلم الإنسان من أذى غيره بإعتزاله؟ والإجابة لا.
وأضافت سارة، انتشرت فى الفترة الأخيرة صور استخراج أعمال الدجل والشعوذة من المقابر وصور لبعض الأشخاص عليها أعمال السحر بالمرض أو الكراهية.
والسؤال هنا أين عقول هذه الفئات التى تذهب لمن يقوم بأعمال السحر؟
أين القيم الأخلاقية والإنسانية وحب الله والفوز برضاه لدخول الجنة؟
وتتابع الاستشاري الأسرى والتربوى، أن انتشار الجهل وضعف النفس وعدم الإلتزام بتعاليم الإسلام والبعد عن الدين هى التى أدت إلى ظهور الدجالين وأيضا ً الجهل مما يجعلهم يبحثون عن المشعوذين والذهاب لهم بغرض تفريق الزوجين والكراهية بينهم أو المرض.
وأشارت إلى أننا نسمع فى البرامج الإعلامية من خلال المداخلات التليفونية نساء ورجال يتحدثون عن أنهم ذهبوا للدجالين لسحر شخص ليمتلك قلبه أو للانتقام منه ولكن قال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة:
{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه}.
فهم لن يسببوا الضرر إلا بإذن وإرادة من الله ولكن الذين يقومون بأعمال الدجالين هم كفرة وهذا ليس فيه خلاف، فالساحر كافر لأنهم يعبدون بالجن ويستغيثون به، فهم يستغلون حاجة الجاهل لجذب شخص للزواج أو انتقام وأذى لشخص لا يريد أن يراه بخير أبدا أو التفريق بين أسرة تكون متفاهمة ومتحابة، فيأتى عديم الضمير لتتغلب عليه ضغينة القلب ويستعين بالجن للخراب والتدمير، أما الذى يذهب للدجال فهو ضيق الفكر عديم الإنسانية يمتلك نفس ضعيفة لايستطيع الحفاظ على نعمة المال التى من الله عليه بها فبدلا من إنفاق هذه الأموال على أعمال الخير أو لإسعاد نفسه فهو ينفقها ليؤذى بها نفسه ويخسر دينه.
وتوضح سارة، الساحر يظل يطلب منه أموالا بهدف تمرير الوقت إلى أن يحصل على أكثر ما يستطيع منه.
وأضافت، أنه منذ أن انتشر الجهل وعدم الإيمان وكثُرت النفوس الضعيفة أصبح الأذى متاحا ولايوجد تأنيب ضمير.
وتوضح الاستشارى، هذا الوضع الشائك الذى أصبحنا عليه الآن وهو فى كل العالم العربى وليس دولة بعينها لا يتم السيطرة عليه إلا بوضع قوانين رادعة يُعاقب بها الدجال ويُعاقب أيضا ًمن يذهب إليه مع اختلاف شدة العقوبة ولا بد من نشر المزيد من الوعى الدينى، أن تكون الحصص الدينية بالمدارس شيئا أساسيا ومهما ليعود علينا جيل يعرف أصول دينه وقيمه يعرف الفرق بين الحلال والحرام؛ فالوعى يبدأ من النشأة الأولى فلنهتم بهم ليعرفوا كيف يحبون الخير لغيرهم مثلما يحبونه لأنفسهم.