استشارى نفسى: التفكك الأسري يقود الأطفال إلى الشخصية "المكافيلية"

قالت الدكتورة إيمان عبدالله, استشارى علم النفس: إن التفكك الأسرى أصبح ظاهرة منتشرة فى مجتمعنا الحالى دون النظر من الطرفين إلى الأبناء، وذلك لوجود خلل فى المشاعر وفطور فى المعيشة يؤثر نفسيا واجتماعيا على الأطفال، وصراع الأدوار ومناخ الأسرة غير السوى المشحون دائما ما بين الزوجين من ناحية الحوار والمناقشة وعدم اهتمام كل شخص للآخر يؤدى إلى حالة من التباعد الأسرى.

وأضافت عبدالله فى تصريحات خاصة "لدار المعارف" أن هناك نوعين من التفكك تفكك مباشر مثل الطلاق مباشرا أو موت الأم أو الأب، تفكك غير مباشر أن يعيش الزوجان فى نفس المنزل ولكن كل شخص منفصل فى حياته عن الآخر.

وأشارت إلى أن التفكك الأسرى يتسبب فى ضعف شعور الأبناء بالأمان والاستقرار داخل الأسرة، وعايشين فى حالة من التهديد لأن أحد أعمدة الأسرة فى حالة من الانهيار فهذا يحقق عدم استقرار نفسى للأبناء وعدم تحقيق الأبناء لأهدافهم وطموحهم وما يرغبون فيه.

وأكدت أن التفكك الأسرى السلبى يجعل الأبناء يحققون طموحاتهم بطرق غير شرعية ويجعل من شخصيتهم شخصية "المكافيلية" وهى شخصية مسيطرة يغيب عنها الضمير؛ لعدم وجود مراقبة من الأب أو من الأم وينجرف الأبناء إلى أصدقاء السوء،
وانهيار الأسرة ليس شيئا سهلا، اختلال وظائف الأسرة وافتقار الحالة المادية والاقتصادية للأسرة ينتج عنها تفكك داخلى وخارجى ويصل هذا إلى المجتمع بأنه يكون أفرادا ليس لديهم انتماء لمجتمعهم كما كان فى الأسرة والتواصل السلبى يؤدى إلى التفكك الأسرى وهو من أخطر المشاكل فى المجتمع لأنه يؤدى إلى ضغط نفسى وعاطفى واجتماعى ويؤثر فى عقلية الأطفال ويؤثر فى نموهم ويصبح مصيرهم التشرد ويكونون من أطفال الشوارع.

وأوضحت أن الجو الأسرى السيئ هو مناخ ذو طقس سيئ يؤدى إلى هشاشة نفسية للأبناء تجعل لديهم نقصا فى الإشباع العاطفى؛ لابد من اختيار سوى للزوجين وعدم تدخل الغرباء والأهل فى حياتهم الأسرية وعمل خطط استراتيجية للزوجين فى حياتهم لعدم وجود مشاكل وتوفير الأمن والاستقرار ومراقبة الأبناء وخلق نوع من أنواع السعادة داخل الأسرة وتقديم التنازلات من الزوجين من أجل الأبناء.

واختتمت حديثها بالرجاء من المجتمع سن قوانين صارمة للأبناء، الذين فقدوا عقلهم بسبب استغلالهم والمساواة بين الأبناء والتوعية فى تربية الأبناء، كيف تكون من قبل الأم أو الأب أو الاثنين معا والتعود على المشاركة فى التربية والتعامل السليم فى الأسرة وتقوية العلاقة الأسرية وتقليل العنف بين الزوجين.