قال الدكتور على جمعة، إن الإسلام حرم الوشم، وجعل سبب التحريم هو: تغيير خلق الله -سبحانه-، وهذه العلة جعلت الكثير من الأعمال تندرج تحت الحكم بالحرمة، وعلى هذا فإن أسوأ الأعمال تبديل ما كان عليه خلق الله من غير ضرورة، لما فيه من الإفساد و الشذوذ عن الصواب والإثم.
وأفتى العلماء بتحريم الوشم المؤقّت الذي يستمر لمدة ستة أشهرٍ أو أكثر، ومثال عليه حقن الحواجب تحت الجلد باستخدام مواد كيماوية، أو ما يوضع لتحديد الشفاه، وعلّة تحريمه أنّه داخل في مسمى الوشم المحرم، وهو شبيهٌ به لبقائه مدة طويلةٍ. وكذلك بسبب إمكانيّة تجديده عند ذهاب أثره، وهذا ما يجعله مثل الوشم المحرّم الدائم.
وأما حكم الوشم المؤقت الذي يكون على هيئة الأصباغ وما نحوهها فهو جائزٌ غير محرّمٍ، قياساً على إباحة التزيّن بالحناء والرسم.
شروط إباحة التاتو المؤقت يكون الوشم المؤقت مباحاً ضمن الشُّروط الآتية:
أن تكون المادة التي تستخدم في رسم التاتو أو الوشم المؤقت آمنةً على الجسد لا تلحق الأذى بالشَّخص.
وأن تكون المادة المستخدمة في رسم الوشم المؤقت قابلةً للزوال ولا تلتصق بشكل دائم أو طويل الأمد.
أن لا يكون في رسم الوشم اتِّباعاً أو تقليداً للمعادين للإسلام.
أن لا يكون في رسم الوشم كشفاً للعورة أو مسَّ ما لا يجوز مسُّه من الجسد.
أن لا تخرج به المرأة فتكشفه فيلفت النظر وينفي السّتر.
أن لا يحتوي على صور للحيوانات والكائنات الحية، ولا يكون فيه تشبُّهاً للنِّساء بالرِّجال أو العكس.
حكم الوشم الدائم
أفتى علماء الأمّة بتحريم الوشم الدائم، والذي يكون بغرز إبرةٍ في الجلد حتى يسيل منها الدم، ثمّ يوضع في موضع الجرح أصباغٌ مُعيّنةٌ أو كحلٌ حتى يتغيّر لون الجلد، وقد ثبت تحريم الوشم في السنّة النبويّة حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لاعناً الواشمة والمستوشمة: (لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ).
وعلّة تحريم الوشم أيضاً أنّ فيه تغييراً لخلق الله -تعالى- كما بيّن ذلك العلماء.