قدمت مؤسسة "س" للثقافة والإبداع العرض المسرحي "عباد الشمس" ضمن فعاليات اليوم الرابع لمهرجان مسرح الهواة الدورة التاسعة عشرة، دورة الكاتب "يسري الجندي"، المقام برعاية وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
وعرض "عباد الشمس" من تأليف وأشعار أسامة فرغلي، سينوغرافيا وإخراج حمدي طلبة، وألحان حسين محمد حسين، وتصميم ملابس وتنفيذ هناء الشاذلي، وإضاءة الفنان المخرج محمد فؤاد، وبطولة بيشوي ميلاد، وإيريني رءووف، وأبانوب بباوي، ومريم محمد، مصطفى سيد، أبانوب صليب، معتز رضا، يوستينا ياسر، ميساء عبد الرحمن.
والعرض يمتزج فيه شكاوي الفلاح الفصيح إلى السلطة والحاكم، بشكاوى المرأة المصرية في غنائها التي كانت تعرض فيها أفراحها وأحزانها وأمانيها وأحلامها.
وجاء العرض بحضور لجنة التحكيم المكونة من الناقد أحمد مجاهد، وعبدالناصر الجميل، والفنان هاني كمال، وأعقب العرض ندوة نقدية شارك بها الناقد والكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، والناقدة داليا همام، والناقد المسرحي محمد الروبي.
وقال الناقد إبراهيم الحسيني إن العمل بالعرض مزج بين عدة أشياء مختلفة، حيث يوجد مزج بين حالة الحكي، ومزج من خلال القصص ما بين مستلهم من قصة الفلاح الفصيح، ومستلهم من بعض هموم النساء في الجنوب، وفكرة الخلاص المسيحي، إلى جانب مزج وتطواف في الثقافة الإسلامية والمسيحية والجنوبية، وبين قصة الفلاح الفصيح القديم والمعاصر قدم بشكل غنائي درامي، فتناول العرض الشكاوى المقدمة من الشعب إلى السلطة، وتميز الإيقاع بالعمل بالبطئ الهادي المتزن المشحون بانفعالات من خلال أبطال العمل، كما توافر في العمل حالة توحد جمعي بنفس الحالة الانفعالية طوال العرض.
بينما قال الناقد محمد الروبي إن " عباد الشمس هو حالة عصرية ممزوجة تشكيليا بحالة من مصر القديمة، من استخدام الألفاظ التي لها أصول منذ القدم، كما تميز العرض بما يسمى الكولوفوني وهو تعدد الأصوات مع بعضها في نفس الوقت. والتمثيل هو ابن المنهج من خلال التدريب طوال الوقت وهذا ما رأيناه في عباد الشمس وهو الحفاظ على الإحساس نفسه منذ بداية العرض حتى آخره".
بدورها، أكدت الناقدة داليا همام أن اللغة في الأصل هي كائن حي، فأضفت اللغة في هذا العمل جمالا واضحا، ونسج المخرج الموسيقى بإيقاعاتها بينها وبين الممثلين وأصواتهم فصنعت حالة من الامتداد الزمني من الفلاح الفصيح حتى هذه اللحظة الآنية، كما تلاءمت الموسيقى والآلات مع فكرة الترانيم والزار، والإيقاع الموسيقي الداخلي متوافق مع إيقاع الممثلين، فالعرض به قدر كبير من الإبداع.
ويترأس مهرجان مسرح الهواة في دورته التاسعة عشرة الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، ويقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وتستمر فعالياته حتى 19 سبتمبر الحالي، وتنفذه الإدارة العامة للجمعيات الثقافية برئاسة عبير رشيدي، بالتعاون مع فرع ثقافة القاهرة التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي.
ويقدم المهرجان 10 عروض لفرق الجمعيات الثقافية من مختلف الأقاليم، بالإضافة للعديد من الندوات النقدية المصاحبة، وصدر عنه أول ذاكرة توثيقية له منذ بداية دوراته عام 1996 وحتى الدورة الحالية ويتضمن الكتاب سيرة ومسيرة المهرجان راصدا أماكن الانعقاد، رؤساء المهرجان، مديرو المهرجان، المكرمون، الجوائز، اللجان الفنية، وغيرها.