بعد غلقه قرابة 18 عاماً.. المتحف اليوناني الروماني كنز أثري يغير وجهة الخريطة السياحية السكندرية

بعد غلقه قرابة 18 عاماً.. المتحف اليوناني الروماني كنز أثري يغير وجهة الخريطة السياحية السكندريةالمتحف اليوناني الروماني

بمبناه ذو الطراز المعماري الروماني رائع الجمال، يعتبر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، بمثابة حافظ لتاريخ المدينة العريق والممتد بما يضمه من آثار تعود للعصرين اليوناني والروماني.

زيادة مساحته إلى 9 آلاف متر


مؤخراً أعلنت مديرية أثار الإسكندرية انتهاء أعمال الترميم, والجوانب الإنشائية لمشروع تطوير المتحف الذي ظل مغلقاً لمدة 18 عاماً، بعد نقل نحو 20 ألف قطعة أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني للمتحف، بعد أن زادت مساحته إلى 9 آلاف متر.

مفاجأة تاريخية


فجر الدكتور صبحي عاشور أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بـ جامعة حلوان، وعضو اللجنة العليا لسيناريو المتحف اليوناني الروماني بـ الإسكندرية، مفاجأة تاريخية، وهي أن الإسكندر الأكبر تعرض لانتقدات لاذعة من اليونانيين، حينما فكر في بناء الإسكندرية في هذا المكان، حيث أكد الدكتور "صبحي" على أنه آثار "الإسكندر" دهشه أعوانه، واعتبروه اختار مكان قحط لا يسمح بالعيش فيه، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك أن الإسكندر الأكبر كان له رؤية مستقبلية، وأصبحت المدينة الأولى على مستوى مصر والثانية على مستوى روما.

سيناريو المتحف


ولفت الدكتور صبحي عاشور، إلى أن سيناريو المتحف اليوناني الروماني بـ الإسكندرية تضمن 45 آلهة مصرية ويونانية ورمانية، وأضاف خلال ندوة ( المتحف اليوناني الروماني في ثوبه الجديد)، التي نظمتها القنصلية الإيطالية ب الإسكندرية وهيئة تنشيط السياحة والمتحف اليوناني الروماني، أن سيناريو المتحف له وظيفة وأهداف ورسالة للجمهور العام والمتخصص وكل العاملين في المجال الأثري، وأن السيناريو ليس قاصراً على حضارة وتاريخ مدينة الإسكندرية ولكن بكل الحضارات التي مرت على مصر، خاصة وأن هناك تشابه كبير بين الحضارات التي مرت على مصر، وظهر ذلك جلياً من خلال الأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المتحف اليوناني الروماني.

وفي سياق متصل أكد عضو اللجنة العليا للمتحف، أن سيناريو المتحف اليوناني الروماني بـ الإسكندرية، تضمن حكاية الشوارع عبر العصور في الإسكندرية والفلاحة في الثقافة المصرية ونماذج للقرداتي، وبائعي النبيذ، وطراز الفلاح، وقصر فيلا المحمرة، وتمثال للملكة كليوباترا ومارك أنطونيوس وولديهما التوأم، وجزء خاص بالممارسات الجنائزية.

معلومات مغلوطة في المتحف


ولفت إلى أن هناك تماثيل نُسبت لغير أصحابها، وسيتم تصحيح كل المعلومات المغلوطة في المتحف، ضاربًا مثلا لتمثال لـ يوليوس قيصر نسب إليه، ولكنه لشخص عادي كان يحاول يتشبه به، لافتاً إلى أن سمة من السمات الخاصة بالحضارة المصرية أن يكون هناك سور أو حرم حول المعبد.

وكشف "عاشور"، عن عرض منحوتات من الجبس الذي تميزت به عصور الأسرات والعصر اليوناني الروماني، وأيضاً عرض لما يسمى (الأجورا) الذي كان يمشي فيه مراكب الشمس، وعرض عن العمارة السكندرية، و6 من رؤوس تم اكتشافها بمنطقة كوم الشفافة، مشيرًا إلى الاختلاف بين عمارة مصر العليا والسفلى.

نشر ثقافة المتاحف بين أطفال المدارس
ومن جانبه أكد ماريو دي بسكوالي القنصل الفخري لدولة إيطاليا بـ الإسكندرية، على أهمية نشر الوعي بتاريخ كل الشعوب، و الإسكندرية لها تاريخ كبير وعظيم وأن أهم الفترات التاريخية كانت في مدينة الإسكندرية، ولابد من دعم تواجد الثقافة التاريخية وانتشار ثقافة المتاحف بداية من الأطفال في مرحلة الابتدائي.

ولفت "ماريو" إلى أن إيطاليا مشتركة في التاريخ المصري ولاسيما الإسكندرية، وأعلن القنصل الفخري لـ إيطاليا، عن عقد سلسلة من الندوات عن متاحف مدينة الإسكندرية، وعن تاريخ مدراء المتحف اليوناني الروماني، بهدف نشر الوعي الأثري لدى السكندريين.

ومن جانبها قالت الدكتورة أمل العرجاوي مدير عام مكاتب هيئة التنشيط السياحي بـ الإسكندرية، التابع لوزارة السياحة والآثار، إن المتحف اليوناني الروماني كنز أثري سيغير من وجهة الخريطة السياحية السكندرية، لنسلط الضوء مجدداً على واحد من أهم المزارات السياحية والأثرية وأكبر متحف متخصص في الأثار اليونانية الرومانية في دول البحر المتوسط.

جهود الرئيس السيسي في عوده الروح للمتحف
وثمنت "العرجاوي" جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والجهود المبذولة للدولة المصرية ووزارة السياحة والأثار في إعادة ترميم المتحف بعد غلقه قرابة 18 عاماً، معبرة، أننا نثق أن إعادة الترميم والتطوير للمتحف اليوناني الروماني بأحدث التقنيات، يعد الترميم الأضخم في تاريخه، ويشكل إضافة قوية لحفظ أثار وكنوز بلادنا، وستجعل أعين السائح منبهره بقيمة ما لدينا من تاريخ أثري وكنز لا يقدر بثمن.

فريد من نوعه ويضم آثار نادرة


وأضافت، المتحف اليوناني الروماني تم إنشاءه عام 1892 وأفتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان يعرض القطع الأثرية التي عثر عليها في الإسكندرية، ويرجع معظمها للعصر البطلمي والعصر الروماني، وتم تسجيل المتحف في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة أثار الإسكندرية والساحل الشمالي بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 822 لسنة 1983.

وتابعت، أن على الرغم من سنوات إغلاقه، إلا أن السائح المصري والأجنبي والمحب لزيارة مدينة الإسكندرية، يتذكر المتحف اليوناني الروماني، ودائم التساؤل متى سيتم إعاده إفتتاحه مجدداً؟، وواصلت، أن مع إعادة إفتتاح المتحف اليوناني الروماني لوفود السياحة الخارجية والداخلية، سيحدث نقلة وتغير كبير في الخريطة السياحية السكندرية، وستصبح الإسكندرية واجهه سياحية أولى لرحلتهم السياحية.

هذا وقد تم على هامش الندوة عرض فيلماً تسجيلياً عن المتحف اليوناني الروماني بـ الإسكندرية، كما تم إفتتاح معرضاً لصور المتحف القديمة ضم حوالي 18 صورة تحمل عبق تاريخ المعروضات، قبل إغلاقة منذ 18 عام.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2