أعلنت الحكومة الإيطالية أنها تعمل على عقد اتفاقيات دولية ل إعادة المهاجرين غير النظاميين الذي لا يخق لهم البقاء في أراضيها إلى دولهم، وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتدوزي، خلال جلسة مساءلة اليوم الخميس في مجلس الشيوخ، وفقا لـ وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) :"من أجل جعل عمليات الإعادة أكثر فعالية لأولئك الذين لا يحق لهم البقاء على الأراضي الإيطالية، نعمل على مستوى التعاون الدولي على توسيع الاتفاقيات مع الدول المنشأ"، مؤكدا أن سلطات بلاده تسعى في ذات الوقت لتقليص المدة الزمنية المطلوبة لتنفيذ عمليات الإعادة نفسها.
كانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني قد رأت، في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه من الضروري تقديم بديل جدي لظاهرة الهجرة الجماعية، يتكون من العمل والتدريب والفرص في بلدان الأصل، ومسارات هجرة قانونية ومتفق عليها تمكن من الاندماج، واستدلت "ميلوني " في خطابها بـ "خطة ماتّي من أجل إفريقيا"، المعلنة من جانب حكومتها والتي من المزمع عرضها في شهر أكتوبر أمام مؤتمر إيطاليا إفريقيا. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية إنها "خطة تعاون تنموية تحمل اسم مؤسس مجموعة إيني للطاقة إنريكو ماتّي، الإيطالي العظيم الذي عرف كيف يوفق بين المصلحة الوطنية الإيطالية وحق الدول الشريكة في التنمية والتقدم".
من ناحية أخرى، رأى وزير الداخلية الإيطالي، ماتّيو بيانتدوزي أنه ينبغي مساعدة السلطات في تونس بشكل أكبر في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، في وقت تحدثت فيه قوى يسار الوسط المعارض عن فشل في إشارة إلى مذكرة التفاهم الأوروبية-التونسية الموقعة في تونس العاصمة في منتصف يوليو الماضي، وقال بيانتدوزي في تصريحات متلفزة " تونس تعاونت كثيرًا حتى الآن، فقد منعت هذا العام حوالي 50 ألف شخص من مغادرة سواحلها، وهي تتعاون كثيرًا ولكن يجب أن نساعدها على القيام بالأكثر".
وفي السياق، دعا رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجو ماتّاريلا- في لقاء صحفي مشترك اليوم مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بعد زيارة جمعية صقليّة تُعنى باستقبال وادماج المهاجرين إلى وضع برامج مستهدفة لدعم الدول المصدِّرة للهجرة.
وقال "ماتّاريلا" :"لقد تناولنا مشكلة الهجرة، التي أصبحت تُدرج على جداول الأعمال بشكل مكثف للغاية في هذه الفترة، لا في أوروبا وحسب، بل وفي بلدان حوض المتوسط، وشمال أوروبا، عبر طريق البلقان أو تلك المارّة عبر بيلاروسيا، وكذلك في أنحاء أخرى من العالم أيضاً.. فالظاهرة عالمية ومنتشرة في جميع أرجاء المعمورة".
وأشار الرئيس الإيطالي إلى أن التجربة التي تم خوضها ليس فقط على صعيد استقبال المهاجرين فقط ، الذين يصلون بعد معاناة لا توصف من الرحلات عبر الصحراء وعن طريق ليبيا، بل وكذلك استقبالهم، وإدماجهم وإدراجهم في مشاريع تركّز على التنمية، وتعزيز تحقيق الذات وتشجيع برامج مستهدفة في بلدانهم الأصلية.
وتابع ماتّاريلا:" هذه البرامج قد تمكِّن شباب تلك الأماكن، عبر نقل بعض الخبرات والمهارات التي اكتسبوها هنا، من تولي تنظيم ومسؤولية أنشطة مهنية واقتصادية، تتيح لهم النمو، وتحسين أوضاعهم وخلق آفاق وفرص لحياة إيجابية في أماكن عيشهم، التي يبقون فيها عن طيب خاطر".
ومن جهة آخرى، أعلنت الحكومة الإيطالية، أن رئيسة الوزراء جورجا ميلوني عرضت ، خلال الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أولويات الرئاسة الإيطالية المقبلة ل مجموعة السبع وشددت على الحاجة إلى التزام أكبر ومنسق لصالح إفريقيا، مسلطة الضوء على إمكانية أن تصبح الأزمات في القارة فرصا للنمو.
وقال بيان لقصر (كيجي)، مقر الحكومة الإيطالية، إن جوتيريش يدعم بشكل كامل النهج الإيطالي تجاه إفريقيا، وقد أعرب عن استعداده للتعاون مع الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع، كما أعرب عن تقديره للمساهمة الكبيرة التي قدمتها إيطاليا للمنظمة في جميع قطاعات نشاطها.
وأشار جوتيريش إلى قمة النظم الغذائية الأخيرة في روما، واصفًا إياها بأنها "ناجحة جداً".
وفي سياق ملف الهجرة، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في تصريحات من نيويورك، أنه على اتصال وثيق مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بشأن موضوع الهجرة، معلنا اعتزامه إدراج هذا الملف على جدول أعمال الاجتماع المقبل غير الرسمي للمجلس الأوروبي، المقرر عقده في غرناطة.
وأشار إلى أن من المهم جداً توضيح أن إيطاليا ليست وحدها، فالهجرة تمثل تحديًا مشتركًا للاتحاد الأوروبي بأكمله ولجميع دوله الأعضاء.