أكد محافظ أسوان أشرف عطية، السعي الدائم لمد جسور التعاون مع الجانب الصيني، التي ترتكز على استثمار المزايا النسبية، واستغلال الحوافز الاستثمارية العديدة التي تزخر بها "عاصمة الاقتصاد الإفريقي"، وهو ما يؤكد عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصين، التي تشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة الحالية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية المتبادلة في ظل الرؤية الشاملة للرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
جاء ذلك خلال استقبال محافظ أسوان، "لي شي" عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأمين اللجنة المركزية للحزب الحاكم، في زيارته لمدينة أبو سمبل السياحية (جنوب أسوان)، على رأس وفد برلماني كبير بدعوة من مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق.
وأفاد بيان صحفي صادر عن محافظة أسوان اليوم السبت، بأن محافظ أسوان استقبل الضيف الصيني، بـ مطار أبو سمبل الدولي، بحضور المهندس كامل مشيل عضو مجلس الشيوخ، واستمتع الوفد الصيني لأنغام الأغاني التراثية الأسوانية والنوبية لفرقة أسوان للفنون الشعبية، التي قدمت عروضها وفقراتها الفنية والفلكلورية المتنوعة، ثم تفقد الضيف معبدي رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية، وأعرب عن انبهاره بعظمة وعراقة الحضارة المصرية، والتاريخ الذي تجسده هذه الأثار الخالدة.
وأوضح محافظ أسوان أن المحافظة لها جهوداً كبيرة في مكافحة الفساد الإداري والمالي من خلال إطلاق مشروع التحول الرقمي، ويضم مركزاً متكاملاً كبيراً للمعلومات مجهز بأحدث الأجهزة، ومربوطاً بـ11 مركزاً تكنولوجياً بمختلف المدن والمراكز لتقديم 82 خدمة متنوعة، كما تم استحداث 40 تطبيقاً تكنولوجياً يقدم خدمات في قطاعات العمل العام، وحققت تفاعلاً كبيراً مع المواطنين بشكل مباشر، للتعرف على مطالبهم ومشاكلهم وإحتياجاتهم.
وأضاف، أن أسوان تضم أكبر وأول مركز لخدمات مصر، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي « مصر الرقمية»، الذي يؤدي خدمات مرورية وبه سجل مدني وشهر عقاري وتموين وغيرها.
وأشار "عطية" إلى أن أسوان هي الباب الملكي نحو الأسواق الإفريقية، لذلك فإن المحافظة تعمل بالتعاون مع الوزارات والهيئات لتنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية، خاصة أن لدينا فرص هائلة من أبرزها استخراج وتصنيع وصقل الثروات التعدينية والمحجرية، في مقدمتها صناعات الجرانيت والرخام والحديد والذهب والفوسفات والتلك وغيرها، بالإضافة إلى تنوع مصادر الطاقة، حيث تضم أسوان ثالث أكبر مشروع على مستوى العالم للمحطات الشمسية ببنبان.
وأوضح أن هذه المشروعات تشهد مشاركة لشركات وعمالة صينية، ولدينا اهتمام كبير بإنشاء أكبر منطقة لوجستية بكركر، لتكون قاعدة إنطلاق للعديد من الصناعات نحو الأسواق الإفريقية، وهو الذي يتوازى مع اهتمامنا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة للحرف والمشغولات اليدوية، ويتواكب ذلك مع التؤامة بين مدينة أسوان ومدينتين صينيتين وهما (سوتشو، وجينغدتشن)، عاصمة الخزف في دولة الصين الصديقة، بإعتبارها من مدن التعلم التابعة لمنظمة اليونسكو.
وفي نهاية اللقاء قدم المحافظ مفتاح المدينة لـ"لي شي"، كما أهدى "عطية" الدروع والهدايا التذكارية لكبار المسئولين المرافقين للضيف الصيني الكبير، تعبيراً عن علاقات الصداقة بين الجانبين.