كتبت: أمل إبراهيم
إسبانيا هى البلد التى تتمتع بثقافة تذوق الطعام على مستوى العالم، الإسبان العاشقون للطعام يتبعون طريقة الفلامنكو والرقص في تناولهم لوجباتهم الخفيفة على مدار اليوم مع وجبات كبيرة أيضا.
يعتبر المطبخ الاسباني من المطابخ العالمية العريقة التي تشتهر بألذّ الأطباق والوصفات وهو مزيج من عدّة مطابخ أبرزها المطبخ التركي، اليوناني والعربي على امتداد البحر الأبيض المتوسط.
والمطبخ الإسباني من أهم المطابخ في الساحة العالمية إلى جانب المطبخ الفرنسي والياباني.
وفي السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بالطعام ينمو تدريجياً في إسبانيا كغيرها من بلاد الغرب إلى درجة أنه أصبح يعتبر نوعاً من الفنّ كغيره من الفنون الإنسانية.
وقد انتشر مؤخراً المطبخ الاسباني في عدد من عواصم الدول الأوروبية والمدن الأمريكية، على نطاق واسع شعبياً، وأصبح طبق “البايلا” الإسباني مطلباً للكثير من الزبائن الذين أسرهم مذاق هذا الطبق التاريخي الذي يعود إلى اوائل القرن التاسع الميلادي في بلاد “الأندلس” التى أسسها العرب في منطقة شبه الجزيرة الأيبرية، وكلمة “بايلا” الاسبانية أصلها عربي “بقايا” وتعني بقايا السمك والدجاج واللحوم أي جميع أنواع البروتينات الحية، يتم جمعها في نهاية الأسبوع وطبخها بطريقة مميزة وسط الأرز المفلفل والمنكه بالزعفران، وكان عرب الأندلس في القرن التاسع الميلادي قد ابتدعوا هذا الطبق وتفننوا في إعداده وتقديمه، وتوارثته الأجيال في اسبانيا خلال أكثر من أحد عشر قرناً، وأصبح الآن سفير المطبخ الاسباني حول العالم.
ويتكون طبق البايلا، من الأرز والزعفران ولحم الأرانب أو الدجاج، حيث تقطع اللحوم بحجم صغير “مكعبات”، وتضاف إليها الخضروات الفلفل الأحمر والفلفل الأصفر الرومي والقرع، والفاصولياء الخضراء والفاصوليا البيضاء والبازيلاء ومسحوق الطماطم “الصلصة”، وبلح البحر، والجمبري، والأسماك، وتحضر عن طريق تحمير الثوم والبصل المقطع بحجم صغير مع اللحوم المقطعة في قليل من زيت الزيتون لمدة 20 دقيقة.
يتميز شمال إسبانيا بأطباق اللحم الغنية بالدهون أما في جنوب إسبانيا فتكثر المأكولات البحرية والأسماك، الأمر الذي يشتهر به عموماً المطبخ الاسباني إذ يشتهر بمأكولاته المعتمدة على السمك كثيراً. ما يتميّز به المطبخ الاسباني أيضًا هو اعتماده على الخضروات مثل الباذنجان، البازيلاء والفلفل الرومي، والأعشاب المطيّبة للوصفات بخاصة اكليل الجبل بالاضافة إلى استخدام الزيتون وزيت الزيتون والثوم لكثرة هذه المكونات في المنطقة.
تتنوّع الاطباق الاسبانية وتتفرّع بين اطباق رئيسية، مقبلات، سلطات وغيرها، فيشتهر مثلاً طبق الباييلا والكلاماري كطبق رئيسي، في حين تشتهر الاومليت الاسبانية والكعكات الاسبانية على الفطور، مع العلم أنّه يمكن للاومليت أن تقدّم كنوع من المقبلات أو من الاطباق الجانبية. أمّا خبز التورتيلا فهو الأكثر شهرة ويقدّم عادة ساخناً إلى جانب الاطباق المحضّرة و نادراً ما تقدّم الصلصات إلى جانب الاطباق في حين تقدّم السلطات من دون الكثير من التوابل أيضًا. ويتمثّل سحر المطبخ الاسباني بحلوياته الاسفنجية اللذيذة مثل التشوروز المقدّم مع صلصة الشوكولاتة اللذيذة.
ويبدأ اليوم في العادة بإفطار خفيف يتكون أحيانا من القهوة والشوروس، وهي شرائح مقلية تغمس في الشوكولاته. ولكن وجبة منتصف اليوم تتكون من ثلاثة أطباق وهي الوجبة الرئيسية في اليوم، وتبدأ في الثانية ظهرًا. ويتناول الإسبان وجبة العشاء في وقت متأخر لا يقل عن العاشرة مساء وهي وجبة كاملة تتكون من الأسماك وبعض الفاكهة. وبين الوجبات يشتهر الإسبان بتناول مزات خفيفة تسمى «تاباس».
وللإسبان وجباتهم السريعة أيضًا، ومنها الشوروس والعجة الإسبانية وساندويتشات اللحم، ولكن في السنوات الأخيرة انتشرت مطاعم الوجبات السريعة الأميركية.
وتنتج إسبانيا كثيرًا من أنواع الجبن وهي تؤكل أحيانًا في وجبات خفيفة تسمى «تاباس» مع الخبز والزيتون وزيت الزيتون. ويفضل البعض تناول الجبن بعد الوجبات بدلاً من الحلوى أو الفواكه.
من العادات الإسبانية الغريبة تناول 12 حبة من العنب في ليلة رأس السنة من أجل جلب الحظ في السنة الجديدة. ويتناول الإسبان وجبة دسمة في ليلة رأس السنة ويحتفلون حتى ساعات الصباح الأولى.
ويهتم الإسبان بوجبة منتصف اليوم التي تسمى «لا كوميدا»، ويتم تناولها على مدى ساعتين يتخللهما حديث على الطاولة يستمر أحيانًا حتى الرابعة عصرًا. وفي المطاعم يتم تقديم كثير من الوجبات المتنوعة التي تنتهي بتقديم بعض الفاكهة والحلويات. أما في المنازل فيقتصر الأمر على شوربة أو سلاطة إلى جانب وجبة من اللحم أو السمك والمعكرونة أو الأرز ثم الفاكهة أو الجبن. وتقدم السلاطة الخضراء مع معظم الوجبات الإسبانية.
ومن العادات العربية التي اكتسبها الإسبان بدأ الوجبات بالخبز الذي يصاحبه زيت الزيتون والخل والجبن بدلا من الزبد