مع تولى عبدالفتاح السيسى، رئاسة الجمهورية عام 2014 ، ظهرت خطوات نحو توطين صناعة التكنولوجيا، وظهر عدد كبير من المشروعات القومية والخدمية والتنموية، والتى أثرت في حياة المواطن اليومية. ومن هنا كانت "لؤلؤة الصعيد" محافظة بنى سويف من المحافظات المحظوظة حيث تم إنشاءأول مصنع لـ شركة سامسونج.
ويعد هذا المصنع الأول الذى تدشنه الشركة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو واحد من ضمن 17 مصنعا فقط للشركة حول العالم، وتم تصميمه وفقا للطراز الموحد الذى تتسم به جميع مصانع سامسونج.
ويعمل المصنع بطاقة إنتاجية تبلغ 6 ملايين شاشة سنويا، يتم تصدير 85% من منتجات المصنع، والنسبة الأخرى يتم توزيعها محليا، باستثمارات بدأت بـ270 مليون دولار، يعمل بالمصنع نحو ألفى موظف جميعهم مصريون، عدا 11 موظفًا كوريًا فقط.
وتضمن المشروع إنتاج أحدث الموبايلات فى بنى سويف، ويوفر المصنع الجديد نحو 1400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للعمالة المصرية، خاصة فى صعيد مصر، ومن المخطط أن يتم البدء في إنشائه في الربع الأخير من هذا العام، 2023.
شركة سامسونج
جدير بالذكر أن مجموعة سامسونج، هى تكتل كوري جنوبي متعدد الجنسيات يقع مقره الرئيسي في سامسونج تاون، سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، ويضم التكتل العديد من الشركات التابعة، معظمها متحد تحت علامة سامسونج التجارية، وهي أكبر شركة تجارية كورية جنوبية.
وسيتم من خلال خط الانتاج الجديد، إنتاج الإصدارات الحديثة لأجهزة المحمول التي تصنعها شركة سامسونج بأيدي مصرية وتكنولوجيا عالمية، علاوة على نقل التكنولوجيا والمعرفة التقنية للسوق المصري والتي بدورها تؤكد توطين صناعة المحمول فى السوق المصرى.
وتعمل مصر على توطين التكنولوجيا المتقدمة في الصناعة وتهيئة البنية التحتية التكنولوجية من أجل جذب أكبر قدر ممكن من رؤوس الأموال الجنبية للاستثمار في مصر، جنبا إلى جنب مع توفير العنصر البشري المدرب على أحدث التكنولوجيات الحديثة، من خلال المدارس والجامعات التكنولوجية، بالاعتماد على مناهج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من أجل تخريج جيل واعي متطور قادر على قيادة مستقبل مصر.
تنمية صناعة الإلكترونيات
وأطلق رئيس الجمهورية فى 2015 مبادرة تصميم وصناعة الالكترونيات "مصر تصنع الالكترونيات" التى تهدف إلى توطين صناعة الإلكترونيات؛ وفى إطار تنفيذ الإستراتيجية تم طرح أول تليفون محمول يحمل علامة صنع فى مصر بالسوق المحلى.
التعريف بالمبادرة
مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات" هي مبادرة وطنية أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا لتصميم الإلكترونيات المتطورة وتصنيعها وتصديرها للأسواق الأفريقية والعربية والأوربية. وتُنفذ المبادرة على ثلاث مراحل من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات عن طريق فريق من الكوادر القيادية من ذوي الخبرة في الإدارة وتكنولوجيا صناعة الإلكترونيات. كما تتعاون الهيئة مع عددٍ من الشركاء الاستراتيجيين، من وزارات وهيئات وجامعات ومراكز بحوث ومعاهد تدريب لتنفيذ هذا المشروع القومي.
وأوضحت وزارة الاتصالات أن البرنامج يتم تنفيذه لبناء قدرات الطلاب وخريجي الهندسة وعلوم الحاسب للتوظيف في قطاع الإلكترونيات، لافتة إلى أن التدريب يستمر من أغسطس 2023 إلى يناير 2024.
وأضافت أن برنامج بناء القدرات يستهدف طلاب السنة النهائية بالجامعة والخريجين بدءا من دفعات 2018، في تخصصات هندسة الاتصالات والإلكترونيات، وهندسة الحاسب، وهندسة الميكاترونكس، والحاسبات والمعلومات، وعلوم الحاسب، والهندسة الطبية الحيوية من مختلف المحافظات.
ولفتت الوزارة إلى أن البرنامج يشمل مسارين، هما تصميم الدوائر الإلكترونية المتكاملة التناظرية والتردد الراديوي، وتصميم الدوائر المتكاملة الرقمية، كما يهدف إلى إعداد الشباب للعمل في كبرى شركات الإلكترونيات وزيادة قدرتهم التنافسية في سوق العمل.
الاطار الاستراتيجى
ويهدف الإطار العام لاستراتيجية "مصر تصنع الإلكترونيات" التي تتبناها الدولة إلى التالي: (1) التطوير والترويج لصناعة الإلكترونيات المصرية (2) جعل صناعة الالكترونيات واحدة من دعائم نمو الاقتصاد المحلي (3) جعل صناعة الالكترونيات مساهم رئيسي في مضاعفة الصادرات المصرية (4) خفض واردات الدولة المصرية من المنتجات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية (5) توفير فرص عمل جديدة للمتخصصين والباحثين والفنيين العاملين في هذا المجال
وتقدم المبادرة مجموعة من الحوافز للشركات المعنية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية، وتخفيضات على أسعار الأراضي، وتوفير مرافق التدريب والبحث. وتهدف المبادرة إلى العمل على تطوير المجالات الأساسية لصناعة الإلكترونيات، بما في ذلك أشباه الموصلات والأنظمة المُدمجة وتصميم الإلكترونيات. كما توفر الدعم للشركات الناشئة والشركات الصغيرة من خلال برامج الحاضنات ومسرعات الأعمال.
الركائز الأساسية للاستراتيجية:-
جذب المستثمرين لتصنيع منتجات إلكترونية واعدة بعائد ربحي عالي وسريع، مع التركيز على تصنيع المنتجات التي تلبى الطلب المحلي/الإقليمي المتزايد. وتشمل المنتجات الواعدة الأولية، على سبيل المثال لا الحصر، الهواتف المحمولة، والحاسبات اللوحية، وأجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (نظام وحدات التعقب الجغرافي)، ومنتجات الإضاءة والتليفزيونات وشاشات العرض، ووحدات الإضاءة المزودة بوحدات العرض البلورية السائلة (LED)، والعدادات الذكية وأنظمة الطاقة الشمسية كالخلايا الشمسية ومحولات الطاقة ووحدات التحكم وبطاريات تخزين الطاقة.
وتركتز الاستراتيجية إلى تمكين البحث والتطوير والابتكار في مجال الإلكترونيات، وتعزيز التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية، وتشجيع الصادرات وتسريع الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مع مصر، والاستثمار في المعدات والآلات الصناعية والكوادر البشرية المحترفة لتلبية احتياجات صناعة الإلكترونيات، والترويج لمصر كمركز إقليمي رائد للتصاميم الإلكترونية المبتكرة.
كما تم افتتاح وتشغيل ثلاثة مجمعات لإبداع الإلكترونيات فى كل من القرية الذكية، والمنطقة التكنولوجية ببرج العرب، والمنطقة التكنولوجيا بأسيوط كمركز للتطوير والإبداع والتصنيع الرقمي للتطبيقات والمنتجات الإلكترونية، وتحفيز الشركات الناشئة وتنمية الكوادر فى مجال الإلكترونيات المتقدمة.
يشار إلى أنه تم التعاقد مع شركة سامسونج العالمية لتصنيع التابلت التعليمى فى مصنع بنى سويف باستثمارات تصل إلى 30 مليون دولار، ويُسهم المصنع فى توفير فرص عمل لأكثر من خمسمائة شخص، ويتضمن التعاقد كذلك تدريب ألف فنى على أحدث التقنيات، وتم الانتهاء من إنشاء مصنع التابلت الجديد وبدء تصنيع التابلت فى مارس 2022.