ظلت الموانئ المصرية تعاني من الإهمال وتهالك البنية التحتية، وتأخر التطوير بها لسنوات طويلة خلال العقود السابقة، وتحولت إلى مجرد منافذ بحرية تستقبل التجارة "صادر ووارد"، وغير قادرة على المنافسة بالأسواق العالمية، وكانت مدة انتظار السفن بهذه الموانئ تصل إلى 20 يوما.
كل ما سبق كان يكلف الدولة المصرية غرامات طائلة سنويا، كغرامات تأخير لصالح الخطوط الملاحية وشركات النقل وملاك السفن، إلى أن جاء عام 2014 ووضعت الدولة المصرية بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي خطة لإعادة تطويرها وتوسيعها وتحديث بنيتها التحتية.
وفى هذا الإطار، قطعت وزارة النقل شوطا طويلا لتطوير الموانئ البحرية، لتضعها فى بؤرة استراتيجيتها للتنمية الاقتصادية، وجعل مصر مركزاً عالمياً للتجارة العالمية واللوجستيات، بتوجيهات من الرئيس السيسي بالاستفادة من موقع مصر الجغرافي، ومن ضمن أهم المشروعات تطوير "ميناء دمياط"، وهو من أهم المشروعات التي نفذتها وزارة النقل فى مجال النقل البحرى، والتي تم تطويره ضمن خطة تطوير الموانئ المصرية، بعدما عانت لسنوات طويلة من عدم التطوير.
ويعد ميناء دمياط، واحدا من أهم موانئ حوض البحر المتوسط المواجهة لأوروبا، ويتميز موقع الميناء بقربه من مدخل قناة السويس بمسافة 70 كيلو مترا، وموانئ شرق البحر المتوسط وجنوب أوروبا، وهو أول ميناء فى مصر متوافق مع البيئة وحاصل على شهادات البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية، ومتوائم مع المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المينائية.
ويعتبر أول ميناء في الشرق الأوسط وأفريقيا يقوم بتطبيق نظام تزويد السفن المتراكية على الأرصفة بالكهرباء (OPS) ( Onshore Power Supply )، كما يعد أول ميناء يطبق منظومة الوصول الآني للسفن ( Just In Time ) (JIT) بموانئ البحر المتوسط، بهدف الوصول إلى صفر انتظار خارجى للسفن.
ويتوفر ب ميناء دمياط وسائط النقل المتعددة كونه مجهزا بشبكة سكك حديد بطول 11 كيلو مترا ومتصلا بنهر النيل فرع دمياط عبر قناة ملاحية طولها 4.5 كيلو متر، وبه 22 كيلو متر طرق برية متصلة بالطريق الدولى الساحلى ومنها إلى شبكة طرق تصل إلى قلب الدلتا وكل أنحاء الجمهورية.
وتبلغ مساحة الميناء الكلية 11.8 مليون متر مربع منها المسطح المائي 3.9 مليون متر مربع ومساحة اليابس 7.9 مليون متر مربع، كما يتمتع الميناء بميزة تنافسية كونه مفتوح للملاحة طول العام حتى فى النوات، وبه ممر ملاحي بطول 11 كيلو متر وتبلغ أطوال الأرصفة الحالية للميناء حوالى 6600 متر ويتوافر به صوامع للغلال تابعة لهيئة السلع التموينية بطاقة اجماليه 220 ألف طن.
وبلغت تكلفت تطوير مشروعات الميناء، 4.5 مليار جنيه، لرفع كفاءة حاجز الأمواج الشرقى بإضافة امتداد بطول 1520 متر، مشروع إنشاء حاجز أمواج غربى جديد بطول 5400 متر، بهدف خفض نفقات الصيانة السنوية للممر الملاحى وتقليل معدلات الإطماء.
ويحتوى على مشروع إنشاء محطة الحاويات "تحيا مصر 1" بطاقة 3.5 مليون حاوية مكافئة وأطوال أرصفة 1970 متر، وعمق 18 متر، بغرض زيادة الطاقة الاستيعابية ب ميناء دمياط في إطار إنشاء مشروع محور دمياط اللوجيستى المتكامل الذى سيحول الميناء إلى مركز عالمي لحاويات الترانزيت في البحر المتوسط، مشروع تعميق الممر الملاحى وحوض الدوران للوصول إلى عمق 18.5 متر.
وشملت خطة التطوير "إنشاء محطة متعددة الأغراض "تحيا مصر 2" خلف الحاجز الغربى بأطوال أرصفة 3400 متر وساحة خلفية 2.2 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى مشروع إنشاء رصيف بحرى بطول "600 متر وساحة 270 ألف متر مكعب "بجوار الحاجز الشرقى" وإنشاء المشروع بطاقة تداول 3.5 مليون حاوية مكافئة سنوياً، وبساحة خلفية 922 ألف متر مربع.
ونفذت هيئة ميناء دمياط مشروع تعميق الممر الملاحي ليتراوح بين ١٥ متر إلى ١٦ متر، وحوض الدوران من ١٤,٥ إلى ١٥,٥ لاستقبال سفن الجيل الخامس وتعتبر هذه أول عملية تعميق للممر منذ افتتاح الميناء وذلك استعدادًا للمشروعات المخطط تنفيذها به.
وكان نتاج ذلك، أن أعلنت العديد من الخطوط الملاحية العالمية، رغبتها في التعامل على الميناء، خاصة لسفن الحاويات العملاقة، كما يصاحب عملية التعميق للممر الملاحي، عمليات صيانة وتكريك بجوار الأرصفة البحرية، بهدف تحقيق أمان الرسو للسفن.
واستهدف مشروع تعميق الممر الملاحي وحوض الدوران، الوصول إلى عمق تصميمي 18.5 متر. ويتم تنفيذ المشروع بتكلفة 1.4 مليار جنيه. ويقوم بتنفيذ المشروع شركة الجرافات الوطنية.
ووصلت تكلفت مشروع إنشاء محطة متعددة الأغراض تحيا مصر 2 خلف الحاجز الغربى، 8.3 مليار جنيه. وكان إنشاء رصيف بحري بطول 600 م عمق 17 مترا وساحة خلفية 270 ألف متر مربع بتكلفة تقديرية 1.3 مليار جنيه.
للمزيد تابع # فكر_الأول