بعد أكثر من 600 يوم من القتال.. لماذا تصر أوكرانيا على استهداف الأسطول الروسي؟

بعد أكثر من 600 يوم من القتال.. لماذا تصر أوكرانيا على استهداف الأسطول الروسي؟الأسطول الروسي

عرب وعالم28-9-2023 | 21:20

لم يكن الهجوم الصاروخى الذى شنته أوكرانيا الجمعة قبل الماضية على المقر العام للأسطول الروسى فى البحر الأسود، الواقع فى وسط مدينة سيفاستوبول فى القرم، الأول من نوعه، فعلى مدار أكثر من عام كثفت كييف من هجومها على الأسطول، ففى 31 يوليو 2022 تعرض مقر الأسطول لاستهداف أصيب خلاله 6 أشخاص بجروح جراء ضربة بطائرة مسيّرة متفجرة على مبنى المقر، الذى أنشئ على الطراز الكلاسيكى، ويقع فى وسط سيفاستوبول بالقرب من حدائق ومتاحف يقصدها العديد من الأشخاص، كما تعرض الأسطول فى أبريل 2022، لضربة موجعة بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطراد "موسكفا"، سفينة القيادة فى أسطول البحر الأسود الروسى البالغة الأهمية، غرقت بعدما تعرضت لأضرار.

ولكن هذه المرة، يمكن القول أن الهجوم كان أكبر، ووفقًا للجيش الأوكرانى، فإن القصف الصاروخى على مقر الأسطول الروسى فى مدينة سيفاستوبول بالقرم أسفر عن مقتل 34 ضابطا بينهم قائد الأسطول الأدميرال فكتور سوكولوف وإصابة 105 آخرين من العسكريين الروس ،وذلك على الرغم من ظهور سوكولوف على شاشة التلفزيون الرسمي الروسي في أثناء مشاركته في اجتماع لقادة الدفاع، بعد يوم من إعلان القوات الخاصة الأوكرانية أنها قتلته، وطبقا لوسائل الإعلام لم يتحدث سوكولوف، ولم يتضح موعد التقاط المقطع المصور.

ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسى فى ميناء سيفاستوبول، وهو أحد مراكز قيادة العمليات الروسية ضد أوكرانيا التى تواجه حربًا شاملة من روسيا منذ 19 شهرًا.

الاستهداف الأوكرانى المتكرر للأسطول أثار العديد من التساؤلات حول أهميته، حيث يعمل الأسطول فى البحر الأسود وبحر آزوف والبحر الأبيض المتوسط، وطبقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد تأسس الأسطول على يد الأمير الروسى بوتيمكين فى عام 1783، وبعد الثورة البلشفية، تحولت السيطرة عليه لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، قبل أن يصبح جزءًا من البحرية السوفيتية فى عام 1922 مع تأسيس الاتحاد السوفيتى.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى عام 1991، تم تقسيم الأسطول مع أوكرانيا، وحصلت روسيا على حق ملكية معظم الأسطول وسفنه فى عام 1997، ويقع المقر الرئيسى والمرافق الرسمية للأسطول فى مدينة سيفاستوبول الأوكرانية المحتلة فى شبه جزيرة القرم.

وعن أهمية الأسطول، ذكر تقرير لقناة "الحرة" الأمريكية أن الأسطول يضم ستة طرادات صواريخ موجهة، وطرادًا متعدد الأدوار، وسبع غواصات هجومية تعمل بالديزل، وسبع سفن إنزال إلى جانب زوارق إنزال عالية السرعة وطرادات وكاسحات ألغام بحرية وزوارق مكافحة التخريب.

واتخذت روسيا خطوات لتعزيز الأسطول، بما فى ذلك خطط لإنشاء سفينة هجومية جديدة بطائرات هليكوبتر لتكون السفينة الرئيسية، لكن تواريخ الانتهاء من هذه المشاريع لا يزال غير واضح.

وتصر أوكرانيا على استهداف الأسطول، بسبب رغبتها بتعطيل خطوط الإمداد الروسية ووضع حد للسيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود.

وتكشف النجاحات الأوكرانية المتكررة عن صعوبات تواجهها الدفاعات الجوية الروسية، بينما تحاول أوكرانيا فى خضم الهجوم المضاد الذى تشنه لاستعادة أراضيها، إرباك الدفاع الروسى من خلال مهاجمة خطوط إمداده ومراكز قيادته بعيدا عن خط الجبهة.

وبعيدًا عن الناحية العسكرية، تبحث كييف عن دعم عسكري غربى، حيث يناقش الرئيس الأوكرانى زيلينسكى مع الكونجرس الأمريكى ومسئولى إدارة الرئيس بايدن السياسيين والعسكريين طلب تقديم دعم يقلب موازين الحرب، وفى حين يبدو أن استهداف القرم المتواصل لن ينهى الحرب، إلا أنه قد يحقق للأوكرانيين ما يبحثون عنه من إضعاف القدرات العسكرية الروسية فى الجبهة الجنوبية بعد أكثر من 600 يوم من القتال.

وفى نفس السياق، قال "جولى ميتروخين" المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكى الأوكرانية، إن العملية الأوكرانية الأخيرة فى القرم تعزز قدرة كييف على إحياء الهجوم المضاد الذى تحدثت الكثير من الدوائر السياسية الغربية قبل الروسية عن بطئه وربما إخفاقه فى كثير من الأوقات، ولكن يمكن الآن الحديث عن قدرة الجيش الأوكرانى على استعادة زمام الأمور كما كانت عليه قبل سبتمبر 2022.

وأضاف "ميتروخين" فى حديثه لـ"سكاى نيوز"، أن بلاده تطبق منذ فترة الضربات عن بعد للى ذراع الجيش الروسى، بعيدا عن خطوط الدفاع الروسية الحصينة، كما تضع أولوية مطلقة فى المرحلة الحالية لنقاط الاستهداف وأهمها شبه جزيرة القرم.

أما "سولونوف بلافريف" الباحث الروسى فى تاريخ العلاقات الدولية، فحدد الأهداف المهمة لاستهداف سيفاستوبول، ومقر القيادة الروسية البحرية والأسطول فى القرم فى رغبة القوات الأوكرانية، بتعطيل خطوط الإمداد الروسية ووضع حد للسيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود، وأيضًا محاولة إرباك الدفاع الروسى من خلال مهاجمة خطوط إمداده ومراكز قيادته بعيدًا عن خط الجبهة.

ومن الأهداف الأخرى التى تسعى لها كييف، تجريد القيادة البحرية الروسية من مركز ثقلها فى البحر الأسود وآزوف وشل حركته على قيادة تلك المنطقة، بالإضافة إلى تفويت الفرصة على روسيا فى استهداف الإمدادات الأوكرانية الآتية إلى زابوريجيا على خطوط المواجهة.

وبعيدًا عن الأهداف، قال الخبير الروسى العسكرى "فاسيلى دانديكين"، إن الاستخبارات الأمريكية ساعدت كييف على شن الهجوم على مقر أسطول البحر الأسود، وأضاف لوكالة "سبوتنيك" الروسية"، أعتقد أن الضربة التى حدثت مؤخرًا، والتى يقولون إنها صواريخ "نبتون"، تمت على الأرجح باستخدام صواريخ كروز بريطانية الصنع. وبطبيعة الحال، يتم التخطيط لكل هذا بمساعدة المشرفين والمدراء الغربيين".

أضف تعليق