فى خطابه أمام الأمم المتحدة.. على من يكذب نتنياهو؟

فى خطابه أمام الأمم المتحدة.. على من يكذب نتنياهو؟بنيامين نتنياهو

عرب وعالم28-9-2023 | 21:27

بينما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية كانت ناجحة للغاية، انهالت عليه الانتقادات من كل الجهات بسبب الخطاب الذى ألقاه أمام الأمم المتحدة، ليس هذا فحسب بل ارتفعت مؤشرات استطلاعية داخل إسرائيل تؤكد أن بينى جانتس وزير الدفاع الإسرائيلى ورئيس حزب معسكر الدولة هو منافس نتنياهو المقبل الذى يتنبأ له بالحصول على 30 مقعدا مقابل 27 لحزب الليكود الحاكم.

فى هذا السياق، رأى محللون سياسيون فى إسرائيل أن زيارة نتنياهو للولايات المتحدة لن تثمر عن شىء وكانت مليئة بالأكاذيب والألاعيب التى تزعم السلام، رغم حرصه على استمرار ثورة الانقلاب بسبب التعديلات القضائية، فى حين أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يرهن دعوة نتنياهو المقبلة لواشنطن قبل نهاية العام بإيقاف تلك الثورة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو يكذب بشأن الخريطة التى عرضها لإسرائيل فى عام 1948 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كونها "لا مكان فيها لحلّ الدولتين"، متسائلةً بشأن "الجانب الذى يريد أن يصنع معه السلام".

وتعليقا على خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة، قال المعلّق فى القناة الـ13 العبرية جيلى تمارى، إن " نتنياهو يتحدث عن السلام وعن رؤية لشرق أوسط جديد، لكن إذا نظرنا إلى التفاصيل، فمن الصعب جدا صنع السلام فى الشرق الأوسط، كما يرسم هو"، ولفت إلى أنّ نتنياهو عرض خريطةً لإسرائيل فى عام 1948 وحدودها نهر الأردن، مع غيابٍ للدولة الفلسطينية، مضيفاً: "انظروا إلى هذا الكذب. هل العالم لا يعرف خريطة إسرائيل عام 1948؟". وأشار المعلّق الإسرائيلى إلى غياب إمكان أى "حل للدولتين" فى الخريطة، قائلاً: "عن أى سلام يتحدث؟ ومع من يريد أن يعقد السلام؟".

وأثارت تصريحات نتنياهو غضب الجميع حيث انتقده اليساريون بسبب ادعائه السلام مع استمرار أزمة الانقلاب القضائى وتوسيع الاستيطان فى الضفة الغربية، فى حين واجه نتنياهو من ناحية أخرى هجوما شرسا من الائتلاف اليمينى المتطرف بحكومته بسبب تصريحه خلال الخطاب أمام الأمم المتحدة بأنه على استعداد لتقديم تنازلات للفلسطينيين فى سبيل إطلاق مشروع خلق شرق أوسط جديد.

وكان فى مقدمة المنتقدين ل نتنياهو من الائتلاف الحاكم بن غفير وزير الأمن الوطنى المتطرف، قائلاً إنه لن يسمح بالسلام مقابل الأراضى أو السلام مقابل المساس بسيادة دولة إسرائيل، فتقديم تنازلات هو انتهاك للسيادة الإسرائيلية أوعلامة على أن بينى جانتس سوف يأتى بحكومة جديدة يحل بها محل حكومة الائتلاف، خاصة بعد ظهور حزب الاحتجاجات الجديد الذى أعلن انضمامه إلى أحزاب المعارضة، والذى أكدت جميع المؤشرات داخل إسرائيل بأنه سيحدث تغييرا فى توازن الكنيست بالانتخابات التشريعية المقبلة بعد حصوله فى الاستطلاعات الأخيرة على 68 مقعدا مقابل 52 لحزب الليكود الحاكم.

كما علق بتسلئيل سموتريش وزير المالية الإسرائيلى على خطاب نتنياهو قائلا: "نحن لن نقبل إلا بالسلام مقابل السلام للإسرائيليين والحفاظ على أمن إسرائيل، والاستيطان فى كافة مناطقها وتطويرها، وخلق شرق أوسط جديد".

على صعيد آخر، صرح زعيم المعارضة يائير لابيد بأن نتنياهو تجاهل الطلب الأمريكى بوقف ثورة الانقلاب، ويتجاهل حقيقة أن البلاد ممزقة بسبب حكومته وتعديلاتها القضائية، دون محاولة تضميد الجروح وتوحيد الشعب، كما تجاهل الاتفاق الفلسطينى ولجأ إلى الذهاب إلى اتفاق مؤقت.

وأضاف لابيد أن نتنياهو لم يفكر كذلك فى إظهار موقف حاسم أمام الجميع عندما أشار إلى التهديد الإيرانى، مضيفا أنه كان يجب على نتنياهو أن يؤكد على عدم رفع العقوبات المفروضة على طهران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، حيث انتظر الإسرائيليون منه تهديدا نوويا لها ذا مصداقية وليس مجرد تهديد عسكري.

من جانبه، ذكر أفيجدور ليبرمان وزير المالية السابق أن نتنياهو يعبث بأمن إسرائيل، وأن رفضه إجراء نقاش منظم مع كافة المسئولين الأمنيين المعنيين يثبت مرة أخرى أن لديه مصالح شخصية وانتخابية فقط، وأن أمن ومستقبل إسرائيل لا يهمه بكل بساطة. وبحسب قناة الكنيست، قال ليبرمان، خلال الجلسة العامة للكنسيت: "هذه الحكومة هى الأكثر فشلاً فى تاريخ إسرائيل".

وجاء فى الموقع الإلكترونى لإذاعة 103 العبرية، أن عضو الكنيست السابق يائير جولان وقع إلى جانب 80 مسئولا أمنيا سابقا على رسالة لاذعة فور عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، تم تسليمها لأعضاء لجنة الشئون الخارجية والأمن بمجلس الشيوخ الأمريكى، يؤكد بها أن نتنياهو يصر على القيام بأعمال تؤدى إلى تفكيك الجيش الإسرائيلى والدولة والمجتمع الإسرائيلي.

كما صرح جولان بأن نتنياهو شخص فاسد للغاية، ولا يجوز له أن يكون رئيسا للوزراء، قائلا: "عندما أتحدث عن فساد نتنياهو، لا أقصد أنه متهما فى قضية جنائية فقط، بل هذا الرجل من وجهة نظر عامة يتصرف كمجرم، ويكذب يمينا ويسارا، نتنياهو يريد تغيير النظام القضائى بسبب فساده، ولم يُقدر مصلحة دولته وشعبه وأطاح بكل ذلك لتحقيق أهدافه الشخصية".

وظهرت دلائل تصريحات جولان فى اليوم الأخير من احتفالات يوم الغفران بعد الاشتباكات الكبيرة التى حدثت بين اليهود المتطرفين "الحريديم" واليساريين الأسبوع الماضى، فور عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، بسبب إصرار الحريديم على الفصل بين النساء والرجال أثناء تلك الاحتفالات وإجبار جميع الإسرائيليين على الصوم والصلاة خلالها، رغم أن المحكمة العليا أصدرت حكما بعدم الفصل.

على إثر ذلك، اتهم تيار المعارضة ومحللون أمنيون بالصحف الإسرائيلية نتنياهو بالتحريض بين صفوف الإسرائيليين، وأن هذا الصراع يعكس حالة الشرخ التى تضر بإسرائيل فى هذه الأيام، على خلفية الانقسام الذى خلقته التعديلات القضائية.

هذا الانقسام الذى قالت عنه "يديعوت أحرونوت" إنه تغلل داخل ائتلاف نتنياهو اليمينى وجعل الخلافات تتعمق بداخله وربما انهياره فى الدورة المقبلة للكنيست على خلفية الانقسامات حول القضايا السياسية الداخلية والخارجية، خاصة فيما يتعلق بالفلسطينيين وإخلاء البؤر الاستيطانية والتعامل مع استفزازات حزب الله، ويقدر المحيطون ب نتنياهو أن الائتلاف لن يستمر لفترة طويلة، فيما قال عضو بارز منه، "إن الحكومة ستنهار بسبب تطرف بن غفير وسموتريتش، ونحن بحاجة إلى معجزة حتى يتمكن الائتلاف من البقاء حتى نهاية المؤتمرالشتوى للكنيست".

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2