قال الإعلامي عادل حمودة، إن عبد الناصر شعر بسحب الاكتئاب السوداء التي تتحرك فوق رؤوس المصريين، حاول ان يخفف عنهم المعاناة فأمر بتنفيذ أعمال فنية تعيد البسمة للشعب الحزين، سمعت هذه الواقعة من سامي شرف الرجل الذي وُصف بـ ظل عبد الناصر: في منتصف الليل فوجئ بتليفون من الريس ،وطلب الرئيس إبلاغ رئيس الإذاعة بأن يكون مسلسل رمضان مسلسلا كوميديا يلعب بطولته فؤاد المهندس قائلا:"كفاية نكد يا سامي".
وتابع «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة» المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أنه جن فؤاد المهندس بتكليف الرئيس وذهب الي أحمد رجب طالباً منه أن يكتب المسلسل، لكن أحمد رجب لم يكتب المسلسل إلا بعد أن تأكد أنه بتكليف من عبد الناصر، في يومين كتب مسلسل "شنبو في المصيدة" الذي تحول إلى فيلم بالعنوان نفسه، وعرفت الطبقات القادرة ظاهرة من نوع آخر غير معتاد، في ملهي كان يسمي "لاروند" كان محمد نوح يغني "شد حيلك يا بلد" على ضوء ولاعات السجائر.
وأضاف حمودة :«في الوقت نفسه عولج صلاح جاهين من حالة الاكتئاب التي أصابته بعد الهزيمة، لم يعد قادرا على كتابة الأغاني الوطنية، شجعته سعاد حسني على كتابة فيلم "خللي بالك من زوزو" الذي عرض عام 1972، أما أم كلثوم فجمعت بذكاء بين الأغاني الوطنية والأغاني العاطفية، في عام الهزيمة غنت "حبيب الشعب"، و"حديث الروح"، لكن أم كلثوم قررت المساهمة في المجهود الحربي بإيراد حفلات تحييها في عواصم عربية وأوروبية، ومنحتها الدولة جواز سفر دبلوماسي، بلغت إيرادات الحفلات أكثر من 10 ملايين دولار بعملات مختلفة، على أن الأهم أن صوت مصر لم يخفت رغم ما حدث.