فى حياة الأمم والشعوب مواقف تحتاج إلى مزيد من اليقظة للحفاظ على أمن وسلامة ومقدرات الوطن، ويعيش العالم مرحلة حرجة فى ظل التطور التكنولوجي، وتحديات طالت كافة بلدان العالم، وأصبح من السهل جدًا خلق مشكلات لا أساس لها أو ترويج شائعات لزعزعة أمن المجتمعات أو إختلاق شبهات لهدم وتفكيك وعدم استقرار دول وشعوب، ومصر ليست فى منأى عن ذلك، ونظرًا لأنها استطاعت القضاء على الإرهاب وصمودها ضد محاولات قوى الهدم والتفكيك على الرغم من الآثار المترتبة على التقلبات الاقتصادية و التوترات الإقليمية و التغيرات البيئية إلا أنها استطاعت الصمود، وذلك بفضل تماسك شعبها وإيمانه بوحدتها والحفاظ على مقدراتها.
ومن آن لآخر تزداد وتيرة محاولات بث الفتن بين أبناء الوطن، وإختلاق العديد من الشائعات وحملات التشكيك والتخوين وستزداد خلال مرحلة الإستحقاق الدستورى القادم، ولأن عدم استقرار الأوضاع الأمنية والاجتماعية هدف أساسى لكارهى الوطن، فأصبح لزامًا على الجميع رفع معدلات الوعى والاستمرار فى التحلى بأعلى درجات الحيطة والحذر، فضلاً عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة فى مختلف أنحاء الجمهورية، بما يحقق الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، واليقظة التامة تتطلب الوعى الكامل بحجم التحديات وخطورة المرحلة والتكاتف المجتمعى من أجل إفشال أى مخطط لزعزعة أمن واستقرار البلاد.
فاليقظة اليقظة يا أهل مصر، إن دول الجوار مع مصر تُعتبر حدود ملتهبة وغير مستقرة، لذا فاليقظة واجبة على كافة المستويات، وأن يكون هناك رصد ومتابعة مستمرة لأى مظهر من مظاهر التشكيك أو شائعة من الشائعات، فلابد من تفنيدها والرد عليها وتصحيح المفاهيم حول هذه الشائعة .
فالمرحلة التى يمر بها العالم وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على بلادنا تتطلب اليقظة والإنتباه من الجميع حرصًا على سلامة بلادنا الحبيبة، والمساهمة فى الحيلولة دون تقويض حالة الإستقرار التى تنعم بها بلادنا، والعمل على درء الفتن وتفويت الفرص على كل من يستهدف أمن وسلامة المجتمع، وذلك بإستدعاء القيم والأخلاق والموروثات التى يتميز بها أبناء مصر على مر التاريخ، وعلى كافة مؤسسات الدولة تعميق منظومة الوعى، وأن لا نسمح بإنزلاق أبنائنا نحو المجهول والاستجابة لشائعة مغرضة أو شبهة تافهة.
ولابد لنا جميعًا أن نُثمن جاهزية قوات أمننا من رجال الجيش والشرطة فى يقظتهم المستمرة والتصدى لكل من يحاول العبث بأمن الوطن وسلامة المواطنين، ونثمن دورهم الهام فى حماية مقدرات الوطن والحفاظ على مكتسباته.
اليقظة يا شعبنا العظيم، فتاريخ شعبنا العظيم ذو الأصل العريق الذى دائمًا ما يرفض دعوات التآمر والخيانة والعمالة، فاليقظة اليقظة لما يحاك ضد دولتنا العظيمة من الأكاذيب والافتراءات التى لا تمتلك غيرها قوى الشر.
وبوضوح تام يجب أن ننظر حولنا لنتأكد ونتيقن أن الخيانة والعمالة والتآمر هى العوامل التى دمرت دولاً كانت تنعم بالاستقرار.
وفى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخنا فإن لكل مواطن دورًا هامًا فى موطنه وكل عامل فى مصنعه وكل عابد فى محرابه ومسجده وكل طالب فى مدرسته ومعهده وجامعته، لكل من هؤلاء دور فى تعميق الوعى وأن نتمتع بأعلى درجات الاستعداد النفسى فى مواجهة أية مخاطر تحيق بوطننا الغالى.
أيها المصرى البطل، إعلم أنك حائط الدفاع الأول عن مصر، فلا تستهين بدورك فى حفظ استقرار الجبهة الداخلية للمجتمع المصرى، فاليقظة تُفشل مخططات أهل الشر سواء بالدخل أو بالخارج.