لم يكن العبور العظيم عملًا عسكريًا عبقريًا نفخر به فحسب، بل نقطة البداية لمرحلة جديدة في تاريخ تشكيل شخصية الإنسان المصري بعد سنوات من المرارة والوجع أشرقت شمس السادس من أكتوبر عام 1973، لتجسد بالفعل لا القول القدرة الكامنة في أعماقنا نحن المصريين، قدرة الصمود والتحدي ومواجهة الصعاب، قدرة الثأر ورد الاعتبار واستعادة الكرامة.
بهذه الكلمات أحيت الإعلامية مارينا المصري مقدمة برنامج “صباح جديد” والمذاع على "القاهرة الإخبارية"، مرور ذكرى خمسين عام على النصر، لافتة إلى أنه مر حتى الآن نص قرن على ملحمة العبور ضمن تاريخ عميق يمتد الالاف السنين، وها نحن اليوم نحتفل من جديد بيوم الملحمة الوطنية، فمن معدية نمرة 6 في مدينة الإسماعيلية، كانت أولى نقطة عبور للقوات المسلحة الي الجبهة الشرقية للقناة لخوض معركة تحرير الأرض وتطهيرها من العدو الإسرائيلي، هُنا كانت شرارة البدء واستشهاد البطل الذهبي الفريق عبد المنعم رياض أثناء تفقده قوات الجيش في مارس 1969.
وقال رمضان المطعيني، مراسل القاهرة الإخبارية، إن ذكريات عبور وانتصارات أكتوبر محفورة في عقول أبناء مدينة الإسماعيلية، موضحًا أن اليوم فرحت فيه المنطقة العربية على أول نصر حقيقي على العدو منذ خمسين عاما، بالتنسيق مع الجبهة السورية.
وعن اختيار موعد الحرب، يقول مراسل القناة، إن الجيش المصري قرر أن يستخدم عنصر المفاجأة في هذه الحرب، حيث هاجم إسرائيل في يوم عيد الغفران الذي يعتبر من الأيام التي يتم فيها تعطيل كافة الخدمات في الدولة كالخدمات الجماهيرية، وخدمات الإعلام، فتلقت الحكومة الإسرائيلية الخبر في الخامس من أكتوبر، مما دعا رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير إلى عقد اجتماع طارئ لحل هذه الأزمة.