ليس بالبنادق والدبابات فقط | المرأة المصرية.. محارب على الجبهة الداخلية

ليس بالبنادق والدبابات فقط | المرأة المصرية.. محارب على الجبهة الداخليةحرب أكتوبر

كانت تقف فى طابور الجمعية من أجل شراء الطعام الذى تطهيه بحب لأبنائها، وتشجِّع الرجال منهم على الذهاب ضمن الجنود للدفاع عن أرض مصر الحبيبة، وهى فى ذات الوقت تربط على قلبها بنعمة الصبر والإيمان، فعلى الرغم من أن غريزة الأمومة تمنعها من فعل ذلك إلا أنها كانت تجعل من أبنائها رجالا يتحملون مسئولية الدفاع عن الوطن حتى «النصر».
كانت الزوجة التى تتحمل صعاب فراق الزوج لسنوات عديدة، والذى تركها ليحارب على الجبهة لمدة 6 سنوات كاملة منذ نكسة 1967 إلى حرب انتصار أكتوبر 1973.
6 سنوات كان يغيب عنها الابن والأب والزوج وهى على الجانب الآخر دورها لا يقل أهمية عن دورهم على الجبهة، إنها المرأة التى تقف خلف الرجال فى الحروب والأزمات.
فجميع المعارك والحروب التى خاضتها مصر عبر تاريخها كانت دائماً المرأة ما تقف فى الصفوف الأولى من أجل مداواة جروح المصابين، وعلى الرغم من أن قلبها يعتصر خوفاً وقلقا على زوجها أو ابنها أو أبيها إلا أنها لم تكن تظهر ضعفها أمام أحد فقد كانت دائماً تشجع وتداوى وتربى من أجل الوطن.

فاطوم من السويس
سيدة مصرية بسيطة لم تكن على الجبهة ولم تكن بجوار الجنود، لكن ما فعلته على الرغم من بساطته قد يعبر عن مدى حبها للوطن، فقد كانت تمتلك 10 دجاجات هى كل ثروتها والتى كانت من خلالها تستطيع إطعام أطفالها، وقررت أن تذبحها جميعها من أجل «رجال المقاومة»، حيث إن مدن القناة لم تكن تملك أى إمدادات غذائية فى ظل القصف والأوضاع الصعبة خلال فترة حرب الاستنزاف، وقد يعتقد البعض أن هذا الأمر هين ولكنها ضحت بكل ما تملك من أجل الوطن، ولم تبخل تلك السيدة بمصدر إطعام أبنائها وأحفادها فى وقت الشدة، فقد كانت تعتقد أنها تمد الجنود بالقوة من خلال هذا الطعام من أجل النصر على العدو الذى كان يحاصر مدينة السويس فى وقتها، وهذا حسبما ذكر الكاتب الصحفى مصطفى عبيد فى كتابه «هوامش التاريخ.. حكايات منسية».

سيدة الخبز
قصة «سيدة الخبز» لا تقل أهمية عن «فاطوم» حيث كان يحكى البطل اللواء باقى زكى يوسف، قصة امرأة من السويس أيضا كانت تخبز الخبز كل يوم للجنود فى أيام الحرب وكانت تذهب إليهم وتعطيهم الخبز، حتى أن أحد الجنود من خوفه عليها قال لها «العيش كتير يا أمى متجبيش تاني»، فقالت له إن ابنها مجند مثلهم وإنها تشعر عندما تطعمهم أنها تطعم ابنها الذى يغيب عن عينيها، وكانت تصر أن تأتى بالخبز كل يوم للجنود من أجل إطعامهم.

وعى المرأة الفلاحة
ولم تكن المرأة الريفية بمعزل عن الحروب فقد كان لديها من الوعى الكافى بأهمية الدفاع عن الوطن وعودة السلام والأمان إلى مصر، واشتركت بجانب زوجها فى إقامة القواعد، وعملت تحت قصف القنابل الإسرائيلية فى بناء الدشم ولم تخش الموت والتضحية بروحها من أجل الوطن، وهو الحائط الذى بنى بدماء آلاف من رجال وسيدات مصر عمالاً وفلاحين، وهو الحائط الذى جعل طائرات الفانتوم تتساقط.

فلاحة فايد
كانت تحمل ابنها الصغير الذى لم يكمل عاماً على كتفها من أجل تمويه العدو، ولم تخش لا على نفسها ولا طفلها الرضيع من الموت، كانت تقيم بمدينة فايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية، إحدى مدن قناة السويس فقد كانت تختبئ بين الأشجار الكثيفة فى منطقة فايد وسرابيوم لذا سميت بـ «فلاحة فايد» وكانت تلح على الضباط أن يجعلوها مشاركا أساسيا فى الحرب، وبالفعل سمح لها أحد الضباط أن تقوم بعملية الاستطلاع وعادت تخبر الضابط بما رأت، وبذلك جعلت «فلاحة فايد» ابنها الرضيع من أبطال حرب أكتوبر دون أن يفعل شيئا ولكنها غرست بداخله معنى حقيقيا لحب الوطن والفداء بالروح من أجل سلامته، وقصة تلك السيدة من القصص المثيرة التى رواها المشير الراحل حسين طنطاوى فى كتابه «بطولات حرب أكتوبر».

فردوس «أم الشهيد»
فردوس فرحات هى تلك الأم التى تركها زوجها وتوفى وهى فى ريعان شبابها، وترك لها طفلا رضيعا «صبحي»، الذى عاشت من أجله وكانت تعمل جاهدة على توفير لقمة العيش له، ورفضت أن تتزوج لتعيش من أجل تربية ابنها وغرس حب الوطن فى دمائه.

اقرأ باقى التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2