السرعة القصوى صفر!

الرأى13-10-2023 | 20:47

فوجئت بالصديقة "أمينة أباظة"، تكتب على صفحتها بـ"الفيس بوك"، ما يشبه النداء.. إلى الأصدقاء المحبين للقراءة..، لو ما قرأتوش رواية الأديب أشرف بك العشماوى الأخيرة، هيفوتكم كتير!".

ولأن السيدة "أمينة"، بلدياتى، وأثق فى رأيها – كريمة أستاذنا المرحوم الأديب ثروت أباظة.. و"شىء من الخوف".. وجواز عتريس من فؤادة باطل! – فضلًا عن إعجابى بما تقوم به من رعاية خاصة لـ"مخلوقات الله"!

سارعت بتنفيذ النصيحة وحصلت على ال رواية من الصديق أحمد رشاد، مدير الدار المصرية للنشر، وبدأت فى قراءتها متأنيا، وأنا أخشى أن تكون "اجترارا لماضى أنهك الجميع"، كما كتب أحد المثقفين!

ال رواية تاريخية ومستوحاة من أحداث حقيقية –كما وصفها مؤلفها– وتعالج أحداثا مصرية من بداية الثلاثينيات، وحتى نهاية الستينيات.. وهى فترة "الفوران السياسى"، والصراع بين القصر والإنجليز والوفد والإخوان، ثم بدايات ظهور تنظيم "الضباط الأحرار"، وعضوية بعض مؤسسيه فى تنظيم "الإخوان المسلمين"، ومحاولة فرض الأخير وصايته على "الحركة المباركة"، بعد ما نجح من قبل فى تجنيد بعض ضباط الشرطة، وأعضاء من النيابة العامة والقضاة بخلاف فئات أخرى من المجتمع.

وتدور أحداث ال رواية فى حى جاردن سيتى، وأشخاصها قليلون.. عبارة عن عائلتين: تاج الدين وسعادة متجاورتين فى السكن ؛ مما سهل "التقارب" بين شابين من الأولى وفتاة من الثانية.. انتهت بزواجها من أحدهما!

أما أبطالها فهم أربعة فقط: ضابط شرطة إخوانى، شكرى تاج الدين، وشقيقه فهمى، عضو النيابة العامة "المستقل عن الأحزاب والناس والسياسة"، وزوجة الأول أمينة سعادة الفتاة الارستقراطية، التى تحولت إلى إخوانية، ثم عادت إلى سابق عهدها بعد معاناة شديدة مع الزمن والأحداث!، ثم فايز حبشى، نجل مديرة المنزل والذى خدمته الظروف وأصبح مقدم برامج ومذيعا بعد قيام الثورة!

ولدى اعتقاد – أرجو ألا يكون صحيحًا – أن المؤلف صك العنوان الجذاب.. ثم بدأ فى نسج خيوط الرواية، لأنه "غاوى" تعبيرات معبرة، منها "كل شىء ينال بالصبر"، و"الموضوع مسألة وقت"، و"أنا.. نصف أب.. ونصف عاشق".

وهو ما عبر عنه أحد أبطالها بالتعبيرات التالية: "الملك فاروق يرى الضباط الأحرار يفترسون عرشه، ولم يحرك ساكنًا، والإخوان ظنوا أن عبد الناصر يبتسم لهم عندما رأوا أنيابه فالتهمهم، كما أن (فهمى) أجبر على السرعة صفر بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية".

ال رواية ممتعة فى قراءتها، جميلة فى أسلوبها، متدفقة الأحداث، مسلية تذكرنا بما مضى!

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2