«دار المعارف» تحتفل بالذكرى الـ(66) لثورة يوليو.. السلاح السرى لجمال عبد الناصر

«دار المعارف» تحتفل بالذكرى الـ(66) لثورة يوليو.. السلاح السرى لجمال عبد الناصر«دار المعارف» تحتفل بالذكرى الـ(66) لثورة يوليو.. السلاح السرى لجمال عبد الناصر

*سلايد رئيسى24-7-2018 | 13:34

- الحديدي: عبدالناصر صار بعد مؤتمر “باندونج” زعيما دوليًّا

- الحديدي: قابلت عبدالناصر مرتين.. ولم أكن أقوى على النظر في عينيه طويلا

- أمل مسعود: أرفض مصطلح “تمكين المرأة” لأنه يجب ربط الكفاءة بالعمل

- أمل مسعود: أدعو لأن تعود المرأة المصرية منتجة.. وراعية للأجيال وصانعة للمستقبل

- محمد أبوالمجد: يوليو آمنت بانتماء مصر لأفريقيا وآسيا

خالد سالم: أبناء الثورة من السينمائيين أنتجوا أفلاما لا تعبر عنها.. وجنازة عبدالناصر يمكن أن تنتج منها دراما شديدة القوة والتأثير

أدار الندوة: عاطف عبد الغنى

شارك فيها وأعدها للنشر محمد أبو المجد

ضيوف الندوة

- الدكتور حلمى الحديدى السياسى والمفكر وزير الصحة الأسبق ورئيس منظمة الشعوب الأفرو- أسيوية الحالى

- أمل مسعود نائب رئيس الإذاعة وعضو الهيئة الوطنية للإعلام

- خالد سالم الإعلامى والمخرج الدرامى

اليوم، نعيش ونحتفل بذكرى حدث ضخم وكبير.. غير مجرى التاريخ، وغير وجه  المنطقة والعالم بأسره، وهى الذكرى الـ (66) لثورة 23 يوليو 1952، التى قام بها الضباط الأحرار.

واستضافت بوابة “دار المعارف”، مجموعة من المتحدثين لكى يدلوا بشهاداتهم عن ثورة 23 يوليو، وثقلها فى ميزان التاريخ.

ثورة 23 يوليو – كما هو معروف – أنجزها مجموعة من ضباط الجيش المصرى، خرجوا فى فجر 23 يوليو قبل 66 عاما لإنجاز مهمة محددة، وهى فرض مطالب إصلاحية على الملك فاروق ملك مصر، والحكومة، لكن سرعان ما تطورت هذه الحركة لتتحول إلى ثورة شعبية انضم لها وباركها أغلب فئات المجتمع المصرى، بينما ناوئها وقاومها قلة من المنتفعين بالأوضاع التى كانت موجودة قبل هذا التاريخ، يساندهم أعوان الرجعية والاستعمار.

ولم تمر شهور قليلة، وبعد نجاح ثورة الضباط الأحرار، وتثبيت أقدامها، تم الكشف عن رموزها الحقيقيين، وأبرز هذه الرموز كان الضابط الشاب البكباشى جمال عبد الناصر، القئد الفعلى لمجموعة الثوار، ومحرك الحدث الأول.

وعندما أخذ عبد الناصر موقعه من القيادة السياسية، ظهر بجلاء تأثير فكره وأيديولوجيته، فى تحريك الأحداث على كافة المستويات وفى كل الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، هذا الفكر وهذه الأيدلوجية التى غيرت مجرى التاريخ، وجغرافيا المنطقة، والأقليم والعالم بدون مبالغة.

كيف كانت الأوضاع وخاصة على الجانب الاجتماعى، وفى القلب منه ملف العدالة الاجتماعية؟! ، هذا السؤال هو ما أجاب عنه ضيف الندوة الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، ورئيس منظمة التضامن الأفريقية والآسيوية.

الأوضاع قبل الثورة

د. حلمى الحديدي: أنا عاشق للثورة، ولست منتفعا.. ولا مؤرخا.. فللتاريخ رجاله..وأنا ولدت عام 1936، أي عاصرت الثورة وعمري 16 سنة،  بعدها التحقت بكلية الطب.

أقول إن العاشق يرى ما لا يراه المعاصرون.. وأنا لن أدافع عن الثورة فهي قادرة على الدفاع عن نفسها.. بل إنني انتقدت ثورة يوليو، نقد المحب لها، لا المعارض.. ولن أقدم شهادة للتاريخ، بل سأروي واقعًا.. شهادة مواطن مصري عاش عدة أجيال.

أنا من قرية “شرباص”، مركز فارسكور بدمياط.. هذه البقعة تقع في بطن نهر النيل.. حاليا بها متعلمون بأعداد كبيرة، قبل الثورة كانت هناك أعداد قليلة جدا.

القرية لا تعمل إلا بالزراعة.. في الأربعينيات بعد الحرب العالمية الثانية، كان الفلاح الذي يمتلك 10 أفدنة مثلا، يقوم بزراعة 5 منها بالقمح، و5 برسيم.. وفي شهر فبراير من كل عام يقوم بزراعة جزء بالقطن، والمقابل الصيفي هو الأرز.

مال كالأرض كان يحصل على كل المحصول من البرسيم والقطن، والفلاح لايحصل على شيء إطلاقا.. أما بالنسبة للقمح والأرز فيحصل الفلاح على الثلث، والثلثين لصاحب الأرض.

أمثلة

أضرب هذه الأمثلة الآن لنقارن بين الأوضاع قبل ثورة يوليو، والأوضاع بعدها.. ومن نتائج ثورة يوليو أن الفلاح أصبح يشارك بالنصف، ويحصل على 50% من كل محصول.

قبل الثورة كانت القرية المصرية تعيش بلا ماء ولاصرف صحي، ولا كهرباء.. كان هناك قلة يملكون الراديو.. في قريتنا لم تكن هناك سوى مدرسة واحدة إلزامية.. اليوم أسعد عندما أرى التلاميذ بثيابهم المميزة، بأعداد كبيرة.

لم يكن هناك مواصلات لا أتوبيسات ولا سيارات لنستخدمها في الذهاب للمدرسة..

في مركز فارسكور، حيث المدرسة الابتدائية كانت الطرق متربة، إذا سقط المطر صارت أوحالا، ولا نستطيع المشي، ولا حتى السيارات.. الوسيلة الوحيدة كانت الحمار.. كنت أذهب إلى المدرسة الابتدائية، راكبا حمار.. أتركه في “الوكالة”، وأدفع مبلغا من المال كل يوم، وأتسلمه بعد انتهاء اليوم الدراسي، لأعود به إلى البيت بعد العشاء.

لا طبيب ولا إسعاف

لم يكن لدينا طبيب.. إذا حدث وطلب أحد الإسعاف، فهذا معناه أن يترحم أهل المريض عليه، لأنها لم تكن تصل إلا بعد موته.

قريتنا تأثرت بالأحداث التي تلت الثورة.. مثل حرب 1956 كانت قريتنا المنطقة التالية لجبهة القتال، ومنطقة الحرب.

لولا عبدالناصر

باختصار.. أروي واقعة تعد دليلا على أثر الثورة على المجتمع المصري.. كنا نحضر الاحتفال بعيد ميلاد عبدالناصر، عندما قال مقدم الحفل: “لولا عبدالناصر ما كنت أمامكم”.

وأنا أقول اليوم: “لولا عبدالناصر ما كنت بينكم”، وأضيف (الكلام للدكتور الحديدى: لا المحب ولا الكاره يصلحان للحكم على الثورة، والتاريخ لا يعني برأيي، ولا رأي الآخر.. لكن لو كنا صادقين في رصد الشواهد، يمكننا الإنصاف..

النظرة الموضوعية يدخل فيها قانون الإصلاح الزراعي.. ولا شيء يساوي الكرامة.. الإحساس بالمواطنة، وأنه مالك للأرض.. إنني إن لم أكن ابنا للوطن، ومالكا للأرض لما كان لدي انتماء.

وعامة فالأرض الزراعية تحتاج لأيدٍ عاملة.”

ويواصل د. الحديدى فيقول: ” انتقلت إلى المدينة بين عامي 46 – 1947.. مركز فارسكور كان به مستشفى مركزي فارغ من مقومات المستشفى.. أذكر الطبيب وكان خالي.. كان يعطيني مصل لمقارومة البلهارسيا “الطرطير”.. فيحقن التلاميذ جميعا بنفس الحقنة، وتعطى لنحو 300 أو 400 تلميذ.. فنخرج جميعا بخراريج.

لم تكن هناك مدرسة ثانوية.. ثم انتقلت إلى دمياط، وهي بلد ساحلية، لاتعرف البطالة، ولا يوجد بها عاطل.. وهي ليست مقياسا لمدن مصر.. المدن الساحلية دائما نشيطة.. الدنيا بها مفتوحة.. الطالب يعمل مع والده.. الكل يعمل والكل يكسب.. محافظة ذات مدينة واحدة.. لكن كان يكثر انقطاع الكهرباء والمياه، وكان هناك سوء توزيع للموارد والبنية الأساسية.

هذا الاختلاف والترقي في الخدمات لابد أن نرجعه لأصله وهو الثورة.

وحاليا – طبعا – اللامركزية شيء جيد.. عندما يكون هناك مجلس مدينة ومجلس قرية.

وما سبق مجرد استرجاع لبعض مشاهد للمقارنة، ولابد من المقارنة بين ما كنت أراه، وما كان يحدث.

النظرة الدولية

دار المعارف: بالنسبة للنظرة الدولية قبل وبعد ثورة يوليو.. كانت مصر محتلة، وكان من المستبعد أن يقوم شعب ينظر إليه العالم على أنه شعب خانع بثورة.. ما أهم الآثار الدولية التي ترتبت على الثورة؟

د. حلمى الحديدي: من أهم الآثار؛ دولية عبدالناصر، فقد كان زعيمًا محليًّا، لكنه بعد مؤتمر “باندونج” عام 1957، صار زعيمًا دوليًّا.. أنا قابلت عبدالناصر مرتين؛ الأولى في عيد العلم الأول الذي حضره الدكتور طه حسين، حيث كنت أتسلم شهادة البكالوريوس.. والثانية كنت أتسلم شهادة الدكتوراه، وكان يقف معه على المنصة “الخشبية” الزعيم الصيني “شواين لاي”.. وكان ذلك مكان دار الأوبرا الحالية.

وضعت يدي في يده مرتين.. وفي المرتين لك أن تتصور عيونه التي كانت تشع نورًا، ونظراته كانت من القوة بحيث لا تستطيع أن تستمر بالنظر فيهما طويلًا.

ثورة عبدالناصر ستظل حية، وإن كان البعض يقولون إنها ستموت.. منذ أيام سمعت من يقول إن هزيمة 1967 أنهت الثورة، ولكنها لم تنه آثارها البشرية.. النفسية.. الدولية.

السلاح السرى

دار المعارف: ننتقل الآن إلى السفيرة أمل مسعود، نائب رئيس الإذاعة المصرية، والتي ستحدثنا عن السلاح السري لوصول مصر إلى قلب أفريقيا.

أمل مسعود: مكتسبات الثورة للمرأة المصرية كثيرة.. فقد أصبحت هناك وزيرات، ومحافظات، وسفيرات..

في البداية كان التعليم، وكان مقتصرًا للمرأة على بعض الكليات.. وكانت هناك كليات معينة ممنوعة على المرأة، ففتحت أبوابها، وتعلمت فيها الفتيات.

المرأة المصرية منتجة طوال تاريخها، خصوصا في الريف، وأنا أطالب بأن تعود المرأة للإنتاج.

قديما كانت ذكرى الثورة بمثابة عيد تقدم فيه الأسر المصرية الأطعمة، والفطائر، والحلويات، احتفالا بذكرى قيام ثورة يوليو.

أين المرأة المصرية المنتجة الآن؟! لو عقدنا مقارنة بين الحال بعد قيام الثورة، والوضع الحالي، لكانت الأفضلية للحالة الأولى؛ فالمرأة كانت تساهم في إنجاح أي مشروع.

إذا أردنا أن نهتم ببناء شخصية الإنسان المصري، فعلينا التركيز على دور الأم.. دور الأم متابعة الأبناء وبنائهم وزرع الانتماء في نفوسهم، بالتجمع على “طبلية” أو سفرة.. كل الأسرة كانت تجتمع.. عدة أجيال.. تدور حوارات بينهم.

حاليا ابتعدنا عن القراءة، صارت المعلوماتية تصل إلى الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. معلومات معظمها خاطئة.

المصريون أحبوا عبدالناصر.. وخرجوا بعد نكسة 67 للمطالبة ببقائه.. وكانت المرأة وراء كل ذلك.

المرأة تقدم العطاء والحلم اللامحدود.. وهي تمثل 50% من المجتمع، وفي نفس الوقت مسئولة عن توجيه الـ 50% الأخرى.. ولذلك فمن المحتم عليها أن تعود لبيتها، مع العمل والتعليم، وأن تتواصل مع أبنائها.

دار المعارف: بعد 66 عامًا على الثورة، ماذا أخذت المرأة المصرية؟ وماذا استفادت؟ وما هي طموحاتها؟

أمل مسعود: أنا ضد مصطلح “تمكين المرأة”.. لأنه يعني تقديم استثناءات، وأنا أحب أن أربط الكفاءة بالعمل.

وأنا شرفت باختيار مؤسسة إعداد الفادة لي مسئولة عن المرأة والطفل بكل المحافظات على مستوى الجمهورية؛ القاهرة.. المنيا.. السويس.. جنوب سيناء.. مطروح.. سيوة.. وغيرها… زرتها كلها، ودرست أوضاع المرأة فيها..

المرأة كانت تأخذ قسطًا غير كامل من التعليم، وفي سن الـ 16 تكون قد تزوجت، وربما أنجبت.. وفي الوقت نفسه لم تكن بعيدة عن العمل، كان لابد أن تكون منتجة.. وأنا أسعى لإعادة تلك المفاهيم من خلال مشروعات “مصنعك في بيتك”.. “مشروعك في بيتك”.. “لازم كله يشتغل”.

الكثيرون يعتمدون على المبالغ الشهرية التي يتقاضونها من “تكافل وكرامة”.. وهذا لا يصح الاعتماد عليه.. هناك قرض “ميسورة”، وهو يتراوح بين 5 ألاف إلى 20 ألفًا، ويضمن المقترض صندوق الزكاة بالمحافظة.. والجديد أن المقترض لا يأخذه في صورة “فلوس”، ولكن عبارة عن ماكينة تريكو، أو خياطة، مثلًا، أو فاكهة لمن يريد الاتجار في البيع، أو دواجن للتربية، أو ماشية، والفائدة 7% تخصم من المنبع، من أصل المبلغ.. وبالطبع فلا خوف من السجن في حالة الخسارة وعدم السداد؛ لأن الضامن هو صندوة زكاة المحافظة، فهو يسدد.. وهذا المشروع من الممكن أن ينهض بصناعات مهمة جدا، كالسجاد اليدوي، وغيره من الصناعات اليدوية.

وهناك تجربة ناجحة لرجل أعمال تواصل مع الشباب والسيدات العاملين في مصنع للأحذية، وأعطاهم الجلود، لتشغيلهم في بيوتهم.

دار المعارف: وماذا عن الإعلام والإذاعات الموجهة التي أوصلت صوت الثورة إلى قلب القارة السمراء؟

أمل مسعود: أنا أدعو إلى إعادة هيكلة الإذاعات الموجهة، بحيث توجه إلى الدول التي أريدها وأحددها.. وحاليا مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور مهم، وكذلك الموقع الموحد للإذاعة المصرية.. وقد تواصلت مع مستمعين للبرنامج الإيطالي في “الموجهات”.. كان مسموعًا جدا.. وأنجح مليون مرة من غيره.

هنا يتدخل الدكتور حلمي الحديدي، قائلًا: هذه الأيام يحتفل العالم بالذكرى الـ 100 لميلاد الزعيم الأفريقي نيلسوم مانديلا، ولم أستمع إلى شيء يذكر في الإذاعة بهذه المناسبة.

أحب هنا أن أؤكد أن الإمكانيات لا تعتبر مبررًا لعدم التفوق.. أذكر “صوت العرب”، والمذيع الكبير أحمد سعيد، رحمه الله، والذي، وحده، حرك الدنيا.. المهم المحتوى والإبداع، والإيمان بالقضية.. مثلما يقول المثل الشعبي:

“الشاطرة تغزل………..”.

دار المعارف: الكاتب الصحفي محمد أبوالمجد، درس في العلاقات الممصرية الأفريقية، والتاريخ الأفريقي، فليحدثنا عن دور الثورة في أفريقيا.

محمد أبوالمجد: أود أن أثمن حديث الدكتور حلمي الحديدي، وما ذكرته السفيرة أمل مسعود؛ ذلك أنني فرغت منذ أيام قليلة من قراءة مذكرات أول سفير للاتحاد السوفيتي “السابق” في مصر، وكان اسمه “فلاديمير فينوجرادوف”، وقد عاصر كلا من الملك فاروق، ثم شهد قيام ثورة يوليو، وفترة حكم عبدالناصر، ثم السادات، وحتى انتهت حرب أكتوبر، وبدأت مفاوضات السلام، فغادر مصر.

في كل تلك الحقبة الطويلة كان شاهدا على تلك العصور، وفسرت مشاهداته كل كلمة قالها د. الحديدي عن الفلاح والطالب، والإقطاعي والمجتمع، والسفيرة أمل عن المرأة والأطفال والمجتمع.

منذ بداياتها المبكرة آمنت ثورة يوليو وقادتها بالانتماء المصري لأفريقيا وآسيا تاريخا وجغرافيا، وبأن القارة الأفريقية تمثل إحدى أهم دوائر الأمن القومي لمصر، والوطن العربي، وأن ذلك الانتماء من مكونات الهوية المصرية

معهد الدراسات السودانية الذي أنشئ عام 1947 تحول إلى معهد الدراسات الأفريقية، وكان من حسن حظي أن درست عامين بهذا المعهد، وفوجئت بأنه يمثل بقعة مختلفة عن باقي البلد.. فالمحاضرون والأساتذة يحبون عبدالناصر، ويؤمنون بقيمته وإنجازاته، وكانوا يستقدمون سياسيين ومتخصصين وأساتذة جامعات من دول القارة.. في هذا المعهد عرفت الكثير عن دور الثورة في حركات التحرر الأفريقية.

قبل الثورة كان عدد الدول المحررة 4، وبعد قيام الثورة وبفضلها تحررت 30 دولة، حتى عام 1963.. ودعمت الثورة كفاح جومو كينياتا في كينيا، ثم ساندت الكونغو، وجنوب أفريقيا حتى قضت على نظام الفصل العنصري، ودعمت المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة نيلسون مانديلا.. وأنشأت كتلة الدار البيضاء لدعم لومومبا في الكونغو ضد الاستعمار، الذي كان مصمما على البقاء، ورافضا للرحيل بسبب الثروة الهائلة من الماس.. وكان لها الفضل في نجاح كفاح نكروما ضد المحتل.

وأسهمت في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في مايو 1963، لتكمل تحرير باقي دول القارة السمراء.

دور الفن

دار المعارف: أريد أن أسال المخرج الكبير خالد سالم؛ ما هو السلاح السري للثورة؟

خالد سالم: إنه الفن.. أذكر أن عبدالناصر كان في زيارة للمغرب فإذا بأحد المغاربة يقول له: “أهلا بك في المغرب، ونحن فخورون بك.. وأرجو منك أن توصل سلامي لإسماعيل ياسين”.. الفن هوالقوة الناعمة.. الثورة أنشأت التليفزيون.. ومعهد السينما.. لكن السينمائيين خذلوها وقدموا أفلامًا لا تليق بالثورة.. مثل “الأيدي الناعمة”، و”رد قلبي”.. فقط الأمير وابن الجنايني.. حتىالحبكة الدرامية ضعيفة، فيها نوع من “لي الدراما”.. الثورة استخدمت الدراما في عرض مساوئ النظام السابق فقط.

الأفلام التي تناولت الثورة قليلة، مثل “غروب وشروق”.. “الحقيقة العارية”، وهي تشبه دعاية “جلوبز” وزير الدعاية الأملانية أيام هتلر.. وكذلك الدراما المصرية، مثل “سوق العصر”… “صديق العمر”.. “حارة اليهود”.. “الوسية”… وغيرها… رغم أن هناك أفلامًا برازيلية، وفنزويلية أرخت لثورة يوليو.

كان من الممكن أن تستغل جنازة عبدالناصر، التي انتحر فيها العديدون.. في إنتاج دراما.. باختصار كل الدراما أيام الثورة كانت موجهة.

دار المعارف: المقصود بالسلاح السري لثورة يوليو هو عبدالحليم حافظ، وصلاح جاهين.. كان الفنانون مؤمنين ومصدقين للحلم الثوري.

أمل مسعود: الفن يعتبر أمنا قوميًّا.. كان له دور كبير في إنجاح الثورات.. مطلوب عودة القوة الناعمة لأفريقيا.. الدراما.. الأفلام.. الأفلام الحالية فيها تغييب للوعي، حيث تركز على الإدمان والهجرة.. وأشدد على تفعيل دور منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية.

التوصيات

دار المعارف: نستطيع الآن أن نخرج بالتوصيات التالية:

– التركيز على دور الفن في تفعيل الانتماء.. لأنه كما يقولون: “قوتنا في لمتنا”.. والتواصل مع الأجيال الجديدة.

– نحاول أن يكون الإبداع حقيقيا نابعا من القلب، ليكون الفن صادقا ويصل إلى وجدان متلقيه ويؤثر فيهم..

– تفعيل دور منظمة التضامن، فالتحرك الفعال من خلال هذه الدوائر يمثل عمق وإضافة إيجابية للأمن القومي المصرى.

– إطلاق مبادرة لتعميق الوعي والانتماء لدى شباب الإعلاميين والصحفيين، بمشاركة مؤسسة “دار المعارف”، وعدد من الهيئات والمنظمات المعنية.

    أضف تعليق

    خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2