لا تتعلم أبدًا.. وما تزال العنجهية والغطرسة تتملك منها، وما تزال تظن أنها الدولة الأسطورة صاحبة الجيش، الذى لا يُقهر، ورغم "الكف" المصرى، الذى علّم عليها، إلا أنها ماتزال تكابر وتكذب وتحاول أن تتجمل بأكذوبة هنا، ولجنة وهمية هناك .. ما تزال إسرائيل حتى بعد أن أخذت "كف ثانى" تكذب وتعيش فى وهم "الفتوة"، الذى لا يُهزم.
لقد كان "الكف المصري" فى 1973، ثقيلا، كسر شوكتهم، حطم أسطورتهم، وخارت قوى جيشهم الذى لا يُقهر.. حتى صرخت رئيستهم "انقذوا إسرائيل".
ورغم ذلك ظلوا فى وهمهم، واستمروا فى غيهم، حتى تحول الأمر فى داخلهم إلى "عقيدة"، وبات المواطن الإسرائيلى "المخدوع"، منذ أكثر من 50 عاما، يؤمن ويصدق أنه يعيش فى كنف دولة قوية وجيش لا يُقهر، حتى حان الوقت لـ"كف جديد" –مع الفارق طبعا – وفوجئنا جميعا بأعظم وأشرف العمليات الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال "طوفان الأقصى"، طوفان من البر والبحر والجو، لتنهار كل أساطير الأمن الإسرائيلية من جديد، أمام الإرادة والعزيمة والشجاعة العربية.
ومايزال الأبطال فى غزة صامدين فى وجه الآلة العسكرية الصهيونية بكل قوة وثبات، ورغم أننا لا نستطيع التنبؤ بما قد تنتهى إليه هذه الحرب، إلا أننا فخورون بما حققته "طوفان الأقصى"، فهى بجانب إسقاطها لأسطورة الأمن الإسرائيلى، فقد أسقطت أقنعة كثيرة.. منها ذلك القناع الذي ترتديه أمريكا ويخفى دولة "ذئب" لا يعنيها غير مصلحتها وانتخابات رئيسها.
وأقنعة أخرى ترتديها دول، وكيانات أخرى كثيرة، صدعت رؤوسنا بدعمها الظاهر، والكاذب لحل الدولتين، وحقوق الفلسطينيين، مثل الاتحاد الأوروبى، وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ومنظمات مثل هيومان رايتس، والعفو الدولية، وغيرها من المنظمات "العوراء".
لم تكن أقنعة فقط هى التي أسقطها طوفان الأقصى، بل هناك وجوه أحرجها الطوفان، وأخجلها، وجعلها تحتار أين تقف، وكيف تتصرف.
وبين هذه الأقنعة الزائفة، والمواقف المخجلة، يبرز دائما موقف واحد لا يحيد، ولا يتغير لا يقل ولا يتأثر، موقف تاريخي.. صامد.. مدافع.. داعم.. ولا يقبل أى مزايدة، هو الموقف المصري، فلقد كانت مصر هى الأولى التى أعلنت تضامنها مع الفلسطينيين وحذرت "دولة الاحتلال" - نصا - من مغبة ما تقدم عليه، وكانت أول من دفع بقوافل إغاثة إنسانية غير مهتمة بالتحذيرات الإسرائيلية.. وهى التى أجرى قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالات مكثفة، وقام بتحركات على أعلى مستوى ليحمي الدم الفلسطيني، ويصون الأرض العربية، مؤكدًا فى ذات الوقت على السيادة المصرية الكاملة على كامل الأراضي المصرية، ورفض مصر القاطع لأى مساس بهذه السيادة تحت أى ظرف ولأى سبب.
نعم.. أنه هو الموقف المصرى (السياسي – والشعبي)، الأكثر وضوحا، والأكثر عروبة ووطنية، دون تحيز، وإن كان ذلك مبعث فخر، لكل مصرى، فهو أيضا مبعث تأكيد على تاريخية القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني فى أرضه، ورفض أى دعوة، أو رغبة، أو إجراء، أو حتى قرار، يدفعه نحو الخروج منها إلى أرض أخرى.. ولتذهب كل أحلام الإسرائيليين والأمريكان والإخوان إلى الجحيم..أو نلقى نحن بها فى البحر.
حفظ الله وطننا الغالي مصر