أكد رؤساء وممثلوا الاتحادات والنقابات المهنية والعمالية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، اليوم عن الرؤية المصرية لتطور الأحداث في غزة ورفضه القاطع بتفريغ القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، إنما هو تعبير عن إرادة الشعوب العربية، والمصريين كافة بمختلف الطوائف والانتماءات، مجمعين على أن 100 مليون مصري مستعدون للنزول إلى الشوارع لتأكيد اصطفاف الشعب خلف قيادته التي عبرت عما يجيش في صدر كل مصري وعربي.
وشدد ممثلو الاتحادات والنقابات المهنية والعمالية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، على أن جموع المصريين على قلب رجل واحد إزاء نصرة القضية الفلسطينية، رافضين استغلال الانتهاكات التي تمارس بحق الفلسطينين الأشقاء من قتل للأطفال والنساء، وكذلك تفريغ القضية وتهجيرهم قسرًا حتى لا تضيع القضية المركزية.
اعتبر عبد الحليم علام نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، أن موقف الرئيس السيسي - الذي أعلنه اليوم بشأن رفض التهجير القسري لللفلسطينين إلى سيناء – يعد مشرفًا للجميع، مؤكدًا أن موقف مصر واضح للجميع، وأن استمرار فتح معبر رفح من الجانب المصري منذ تصاعد وتيرة الأحداث إنما يؤكد ذلك، بالإضافة إلى الربط بين دخول المساعدات الإنسانية وتأمين ممر إنساني عبر المعبر وفي المقابل إجلاء الرعايا الأجانب المتواجدين جنوبي القطاع يضع العالم أمام الحقائق التي يغض عنها الطرف بشأن القضية الفلسطينية.
وقال علام في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن موقف الرئيس السيسي يعد موقفًا بطوليًا في كافة الخطوات والإجراءات التي تتخذها القيادة المصرية ويؤيدها الشعب المصري والعربي؛ لإيمانه الكامل ومساندته لها، مؤكدًا أن ما يربو عن الـ500 ألف محام مصري مستعدون لتلبية نداء الرئيس بالنزول إلى الشوارع لتأييد تلك القرارات.
من جانبه، أكد أيمن عبد المجيد وكيل نقابة الصحفيين، تأييد الموقف المصري المتناغم مع الرأي العام الشعبي في الرفض التام في محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ورفض تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء، مشيرًا إلى أن هذا مخطط بات معلومًا للكافة عبر الاستهداف المستمر والمتواصل للمدنيين والذي بلغ ذروته باستهداف المستشفى الأهلي بالأمس ما جعل كافة المدنيين المحميين بالقانون الدولي في بؤر الصراع هدفًا رئيسيًا للكيان الصهيوني لتتضاعف أعداد الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكد عبد المجيد، أن التصريحات القاطعة التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي تعد مواجهة صريحة لإيقاظ العالم قبل أن تؤدي تصاعد وتيرة العنف إلى اتساع مجال الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أن دلالات كلمة الرئيس السيسي بأن مصر دولة كبيرة ذات سيادة وأن اختيارها للسلام يهدده ما تقوم به قوى الاحتلال من اعتداء غاشم وقطع سبل الحياة وإعاقة فتح ممر آمن لتقديم المساعدات الإنسانية، وكذلك الرسالة الواضح أن مصر لم تغلق معبر رفح من اندلاع الأزمة وإنما على الكيان الصهيوني الذي يستهدف المعبر ويعيق عمليات الترميم لإعادة تشغيله.
وشدد عبد المجيد، على التفاف الشعب المصري بكل قوة خلف القيادة السياسية في الدفاع عن الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي وعن الحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس إعمالًا للقرارات الأممية والمبادرة العربية.
واستنكر عبد المجيد الانحياز الإعلامي المفضوح من وسائل الإعلام الغربية، من الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية، وتبني الرواية الكاذبة التي يروجها الاحتلال، وإغماض الأعين وصم الأذان عن الجرائم التي تقتل الكثير من الشهداء والمصابين في القصف المستمر، مطالبًا بضرورة الالتزام بالمواثيق المهنية الدولية وتتخلى عن الإنحياز المضلل للرأي العام الغربي.
بدوره، قال مجدي البدوي نائب رئيس اتحاد عمال مصر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كشف اليوم أمام العالم أجمع بما لا يدع مجالًا للشك عن النوايا الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي والتي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، مؤكدًا اصطفاف الشعب المصري بمختلف أطيافه وكذلك الشعب العربي مع موقف القيادة السياسية المهم، والذي يرفض تفريغ القضية الفلسطينية تحت وطأة الضغوط المطالبة بهذا التهجير القسري.
وأكد البدوي، أن ما كشفه الرئيس السيسي من مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسرًا إلى سيناء، وإمكانية نزوحهم إلى صحراء النقب ينبئ بنوايا الاحتلال الحقيقية التي ستستهدف مستقبلًا التهجير القسري للفلسطينين في الضفة الغربية إلى الأردن، محققين أهدافهم بإخلاء فلسطين من شعبه، وإنهاء القضية الفلسطينية.
وشدد البدوي، على أن الانتهاكات التي تقع حاليًا في قطاع غزة تعد جرائم حرب، مطالبًا بإحالة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية واتهامه بقتل الأطفال والنساء، ومؤكدًا ضرورة أن يضطلع منظمات المجتمع الدولي بمسئولياته بإدانة وتوثيق الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، جدد عيد مرسال أمين عام اتحاد عمال مصر ورئيس النقابة العاملة للعاملين في الزراعة، التأكيد على وقوف كل عمال مصر ومزارعيها خلف القيادة السياسية، معبرًا عن شعورهم بالفخر بالكلمة القوية والمؤثرة التي تحدث بها الرئيس السيسي اليوم في حضور المستشار الألماني أولاف شولتس؛ بشأن التصعيد العسكري المستمر من قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، ومحاولته المستميتة لتصفية القضية الفلسطينية من مضمونها عبر إجبار الشعب الفلسطيني للنزوح القسري من القطاع إلى سيناء.
وأكد مرسال، الموقف الشعبي الذي عبرت عنه القيادة السياسية برفض مصر قيادة وشعبًا هذا النهج بالتهجير القسري للفلسطينيين والذي يعد تصفية لقضية العرب المركزية، مؤيدًا توجهات الدولة المصرية واستعداد كل أعضاء النقابة بإرادة صلبة وعزيمة مطلقة للخروج للتعبير الصريح والواضح عن رفض 5 ملايين عامل مصري للمؤامرة الإسرائيلية بترحيل الشعب الفلسطيني من أراضيه.
وأكد مرسال مساندة أعضاء النقابة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقًا للقرارات والاتفاقيات الدولية وعاصمتها القدس الشريف.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور أشرف زكي رئيس نقابة المهن التمثيلية، التأييد والاستجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاصطفاف والاحتشاد لدعم ومساندة الأشقاء في فلسطين، مشيرًا إلى كلمته اليوم حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي المؤسف الذي يستهدف العزل من المدنيين، وبلغ حد استهداف المستشفيات ومراكز الإغاثة في مخالفة صارخة لكافة الأعراف والمواثيق الحقوقية والإنسانية، وقواعد ومبادئ القانون الدولي.
وشدد زكي على موقف مصر الراسخ والذي ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومي المصري وبسط السيادة الوطنية على كافة الأراضي المصرية؛ أهمها وأولها وآخرها أرض الفيروز سيناء.
وأضاف أن جموع الشعب المصري تؤيد ومستعدة لتلبية دعوة الرئيس للخروج إلى الميادين للتعبير عن تلك الإرادة برفض تصفية القضية الفلسطينية والمساس بالأمن القومي المصري.
من جانبه، دعا المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسيين، جموع المهندسيين للمشاركة في الوقفة احتجاجية اليوم، كتعبير عن ملمح من الاستجابة لما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ بحضور المستشار الألماني، مؤكدًا أنه سيتم التنسيق مع مختلف النقابات المهنية خلال الأيام القليلة المقبلة، لتدشين فعاليات مماثلة، ومؤكدًا على القرارات السابقة للجمعيات العمومية للنقابة، بوقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وشدد النبراوي على تأييد موقف القيادة السياسية ورفض تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى سيناء، والذي يعني تصفية القضية الفلسطينية، ومعبرًا عن إدانة الهجوم الدموي واستهداف الأطفال والمدنيين الأبرياء والعاملين في الإغاثة والمنشآت المدنية بالمخالفة للقانون الدولي كجريمة إبادة جماعية تكشف الوجه الفاشي للاحتلال.
واستنكر النبراوي موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي تغض الطرف عن هذه المذابح، وتستمر في إبداء الدعم للكيان الصهيوني، وانتهاج سياسة ازدواجية معايير سافرة، واعتبرهم شريكا بشكل كامل في هذه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والتي أدت إلى استشهاد آلاف الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ تصاعد الأحداث.
وأدان نقيب المهندسين بشدة المجزرة البربرية البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، بقصفها المستشفى المعمداني بقطاع عزة، ما أسفر عن استشهاد المئات من الأبرياء والمدنيين والجرحى والأطفال والنساء، في جريمة لا يمكن السكوت عنها، وتجاوز فيها الكيان المحتل كل الخطوط الحمراء وانتهك القوانين والمواثيق الدولية.