عاطف عبد الغنى يكتب: إنهم يدعون إلى دين جديد (!!)

عاطف عبد الغنى يكتب: إنهم يدعون إلى دين جديد (!!)عاطف عبد الغنى يكتب: إنهم يدعون إلى دين جديد (!!)

* عاجل28-7-2018 | 21:11

«ما هذا الدين الجديد الذى يُفرِّق بين الزوج وزوجه؟!»..
كان كفار قريش يرددون هذا السؤال الاستنكارى كثيرًا حين غزا الإسلام الحنيف أفئدة منكري التوحيد.
وتاريخيًا ليس هناك ما يثبت أن هذه الجملة كانت تتردد على ألسنة الكفار، فهى جملة مؤلفة من خيال كُتّاب السيناريو للتعبير عن ظاهرة حقيقية وقد نحتوها اعتمادًا على ما عرفوه وفهموه من مصادر ووثائق مقدسة (القرآن والسُنّة الصحيحة) وروايات السيرة وغيرها من الوثائق التاريخية التي تناولت مجتمع الدعوة .
و بعد ما يزيد على أربعة عشر قرنًا وثلث القرن من خطبة الوداع التى أعلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتم مهمته الإلهية ووصل رسالته السماوية بما تشتمل عليه من عقيدة وشريعة وعبادات وقيم وتعاليم، وغيرها إلى الناس..
يأتى الآن من يشكك ويزعزع هذا اليقين من العقيدة إلى القيم والتعاليم، ويخلق دينا جديدا على الحقيقة والمجاز، وهذا ما يدفعنا إلى أن نسأل ما هو دين الألفية الثالثة هذا الذى يفرِّق بين الزوج وزوجه؟! الإجابة: دين الإخوان ودين العولمة!
(1)
هل تنكر أن هناك موجة عالية وغير مسبوقة من الإلحاد بدأت تجرف فى طريقها عددًا نعده الآن غير مسبوق من الشباب العربى والمصرى؟!
وللأسف هذه الموجة تغرق الشباب فى بحور الشك والإنكار ليس لوجود الله سبحانه وتعالى، أو ازدراء الأديان، ولكن أيضا لإنكار قيم هى فى المحصلة النهائية حال إنكارها تهدد الأمن القومى.
وتصوروا أن فهم الإخوان وما يتفرع عنهم من جماعات، (مثل القاعدة وداعش) للشريعة والقيم والتعاليم الإسلامية كان أسرع فى تحويل منهج التكفير إلى واقع ملتصق بالمسلمين أكثر وأسرع من الغرب، بمعنى أنه يكفى التكفيريون من أتباع بن لادن والظواهرى أن يحكموا على الإخوان بأنهم كفار لأنهم أعلنوا قبولهم للديمقراطية، أو حتى تظاهروا بهذا، وسعوا إلى تكوين حزب سياسى.
لقد اعتبر الظواهرى ونظراؤه هذا الإعلان خروجًا من الملة.
والإخوان الذين ظهروا على حقيقتهم بعد 30 يونيو 2013 وسموا كل من ليس فى معسكرهم، أو وقف ضدهم فى معركة الصراع على استلاب السلطة من المسلمين «كافر»، وتابع للطاغوت، واستحلوا دمه، وقتلوا من استطاعوا قتله من ضباط الجيش والشرطة.
(2)
أما الليبراليون الجدد فلهم عمل آخر ومنهج آخر للتكفير والتغيير، الليبرالية الجديدة ومعقلها الغرب فى هجمتها الشرسة التى تحمل اسم العولمة تتوجه نحو مجتمعاتنا، بمنهج شيطانى.
وهذا المنهج لا يعتمد ولا يستخدم القسوة الداعشية ولا الغلظة ولا يدعو أو يوسم أحدًا بالتكفير، على العكس يرتدى أقنعة زاهية الألوان، ويرفع شعارات الإنسانية، وقبول الآخر، والدفاع عن حقوق المظلومين، والمهمشين، فى المجتمعات الإسلامية والعربية المختلفة، وكذا تشمل دعايات ومناهج هؤلاء الليبراليين فئات نوعية مثل المرأة، وقيم وسلوكيات مثل الحرية  الجنسية، والمثلية (الشذوذ) وثقافة النوع (الجندر)، وبالطبع تتماس هذه القيم وتتماهى مع العقيدة والقيم الدينية لتصل بصاحبها حال تبنيها إلى الحالقة التى تحلق الدين، وتقود إلى عدم الإيمان بالله ورسالات السماء، وقيم أخرى تقود إلى الكفر بالوطن، وتنتهى إلى تسييل الإنسان وتحويل المجتمعات إلى كتل رخوة أو هشة، بعد أن يتم نزع أفرادها من جذورهم، ويتحول فيها الكل إلى باطل، ولا تتبقى للناس إلا قيمة اللذة والمنفعة اللحظية والحرية التى لا تقف عند حدود أو نهايات.
(3)
وفى الألفية الثالثة مع تفجر ثورة المعلومات يعتمد أصحاب هذه الأفكار على أسلحة أهمها وأخطرها وسائل الإعلام، وخاصة «السوشيال ميديا» فى نشر وتمرير هذه الأفكار وتحويلها إلى واقع.
منذ حوالى أكثر من عقد انتشرت فى مجتمعنا دعايات مكثفة ومبالغًا فيها عن العنف الأسرى، والتحرش الجنسى، وبالتوازى انطلقت دعايات أخرى تتناول حقوق المرأة المحرومة والمهضومة، وتصف المجتمعات العربي بالذكورية.
وانتفض ما يسمى بنشطاء المجتمع المدنى الممول إلى قبول مقاولات لتبنى هذه القضايا، وتم الدفع من الخارج (ماديًّا ومعنويًّا) لصنع مواد إعلامية مختلفة (أفلام ونشرات ومؤتمرات إلخ) وتم منح جوائز لمن يبدع فى إظهار المشكلة والتركيز على الموضوع حتى تحول بالفعل إلى ما يشبه الظاهرة والموضة، مع محاولات من المراهقين لخوض التجربة المغرية التى سمعوا عنها وبها كثيرا، وراحوا أفرادا وجماعات يجربون التحرش.
والمدهش أن الغرب الذى صدّر لنا ما ادعى أنه يقاوم الظاهرة يوجد به أعلى معدلات الجرائم الجنسية والتحرش، وكان أولى به أن يصلح شأن مجتمعاته أولا (!!).
(4)
أما الدعايات عن العنف الأسري فحدث ولا حرج وأحدث المهازل فى هذا الصدد ما أشار إليه موقع هيئة الإذاعة البريطانية» (بى بى سى عربى) فى معرض توضيحه لما تداولته وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر بشأن خبر يزعم أن بريطانيا فتحت باب الهجرة أمام المصريات اللواتى يتعرضن للعنف والاضطهاد القائم على الجنس.
وقال موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» إن الخبر لا يخص مصر تحديدًا وأن أصل الموضوع مجرد وثيقة إرشادية داخلية للعاملين ومتخذى القرار فى بريطانيا بشأن طلبات اللجوء..
لكنها عادتهم التى لم يشتروها، فلم يمرروا التوضيح مرور الكرام ، بل حرصوا على الإشارة إلى أن هناك عددًا هائلًا من نساء مصر يعاملن بشكل غير آدمى ويتعرضن للعنف المادى والمعنوى من جانب الزوج أو من أحد أفراد الأسرة..
وفى الكلام ظل من الواقع، لكن هذا الواقع يمكن التعامل معه بطريقتين، الأولى: أن نسعى لتصحيح المفاهيم والأفكار والسلوك، والثانية: أن نصرخ فى وجه المجتمع: « الرجل يقهر المرأة، خذى يا امرأة حقك»، وفى التحرش « البسى زى ما أنتِ عايزة ، وليخبط الرجل دماغه فى الحيط»، وفى دعايات النوع أو الجندر: «أنت بتكسبى وبتنفقى على نفسك يا زوجة أنت حُرة.. هو بيشرب سجاير، اشربى أنت مخدرات» وفى باقى الموضوعات: «نقولك تزوجى زواجًا مدنيًا عقد على ورقة، اكتبوه وأنتم قاعدين على مقهى فى شارع 26 يوليو أو وسط البلد أو الكوربة .. أو: « اعملى اللى أنت عايزاه، العفة والبكارة ده كلام قديم عفا عليه الزمن».
والنتيجة: احكم أنت بنفسك على ما آلت إليه القيم والأخلاق، وانظر إلى مجتمع ينزلق الآن على أرض زلقة تقوده إلى فقد هويته ويقينه.
والعلاج: أن يسرع لإيجاد وقفة مع النفس ومع الغير
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2