​المنطقة تحتاج للسلام وليس لبوارج حربية

​المنطقة تحتاج للسلام وليس لبوارج حربيةسوسن أبو حسين

الرأى23-10-2023 | 16:01

تطورات متسارعة لتداعيات الحرب بين حركة حماس فى غزة، وقوات الاحتلال الإسرئيلى، فجأة تحركت أسلحة متقدمة، وبوارج حربية، وإعلان بالدعم المادى والعسكرى يصل إلى درجة الشراكة أو حتى القيام بالحرب إلى جانب تل أبيب، وهنا أعنى الموقف الأمريكى، وكنت أظن أن الرد سيكون باتجاه حلول للسلام، ومنع الفوضى، التى يمكن أن تشهدها منطقة الشرق الأوسط حال تدخلات إقليمة أو أطراف محددة، مثل إيران وحزب الله.

وهنا، فإنه وللحقيقة فإن تحييد حزب الله، أمر غير قابل للنفاذ لأن الهدف الراهن من استمرار الحرب، وربما استمرارها إلى أسابيع أو شهور، كما أعلنت واشنطن القضاء على حركة حماس، ويبقى بعد ذلك الدور أو الهدف التالى، هو حزب الله، ولأول مرة يعقد وزير الخارجية الأمريكى، "أنتونى بلينكن"، مفاوضات مع تل أبيب مرتين خلال أسبوع حول نتائج جولته فى كل من السعودية، والأردن، والإمارات، ومصر، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ثم عاد إلى تل أبيب، لكن هناك فرق كبير بين رد الفعل المصرى والأمريكى، عندما تحدث الرئيس عن أهمية السلام، وأن اجتياح غزة يفوق مسألة الدفاع عن النفس، لأن الخسائر البشرية والمادية يفوق أضعاف ما حدث فى إسرائيل.

والرسالة هنا واضحة أنه العمل مع المجتمع الدولى على ثلاثة محاور فى توقيت واحد، هو وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وإيجاد ممرات آمنة للمدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية لشعب تراكم غضبه أكثر من 40 عاما، دون وجود أفق للحل، وكذلك إشارة الرئيس إلى أهمية بذل الجهد والتحرك لتجنيب المنطقة أزمات خطيرة، ولمنع دخول أطراف أخرى فى الصراع.

وفى سياق اهتمام مصر بالسلام، وجهت الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات، ومستقبل القضية الفلسطينية. وخلال ترؤس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماع مجلس الأمن القومى، الذي تناول استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري فى قطاع غزة، صدر عن المجلس عدد من القرارات، حيث أبرز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام.

وعلى الجانب الأمريكى نجد المشهد مختلفًا، حيث تواجد وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن"، فى إسرائيل، تزامنا مع إرسال واشنطن بوارجها الحربية، وأعتقد أن هذا المشهد يعد تطورًا خطيرًا من حيث حالة الاستنفار التى فرضتها واشنطن، وهو ما استدعى فى المقابل وجود تحرك دبلوماسى مكثف على مدار الساعة بين مصر ودول العالم.

وعلى الرغم من كل ذلك أتوقع مفاجآت وتحركا مختلفا، خلال الأسابيع المقبلة، كل وفق مصالحه مع قيام كل من مصر، والأمم المتحدة، والجامعة العربية بدور كبير للعمل مع المجتمع الدولى لوضع قواعد لمحاصرة الأزمة، والإعداد لمؤتمر إقليمى للسلام.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2