وجود المقاومة الفلسطينية جاء سببًا مباشرًا للاحتلال وممارساته ورفضه للسلام، وبالتالى فإن حرب تل أبيب ضدها هو أكبر هروب للخلف وأن السلام عند إسرائيل يعنى قتل وتشريد أصحاب الأرض، لكن هذا عبث كبير ستكون عواقبه كارثية ولأن السلام ليس له سوى معنى واحد إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإعادة الإعمار لما دمرته إسرائيل، ودفع تعويضات للذين تضرروا من الخزانة الأمريكية لا تقل عن الأموال التى تم دفعها لإسرائيل إلى الشعب الفلسطيني.
أهم من الدعم بالسلاح كل هذا هو العمل المهم لتحقيق الأمن للجميع الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولأن جميع الأديان ترفض القتل والتشريد والدمار والحروب ونذكر والعالم كله يعلم إصرار تل أبيب على القتل حتى من قبل وجود المقاومة، كما فعلت مع عرب 48 تفعل حاليا مع أهل غزة عندما تطلب منهم مغادرة الشمال إلى الجنوب، ثم تقوم برميهم بالرصاص وهم فى الطرق حتى قبل وصولهم، ثم تحاول وضع المساعدات الإنسانية فى الجنوب كنوع من الإغراء للنزوح هل رأيتم احتلالاً يساوم حتى على الماء والغذاء، ثم تأتى للتخلص من المقاومة التى تحاول انتزاع حقوقها التى طالبت بها دون جدوى وللحقيقة والتاريخ إذا حاولت تل أبيب على مدار أعوام قادمة التخلص من المقاومة فلن تحقق أي تقدم والحالة الوحيدة للتخلص من المقاومة هي إنهاء الاحتلال.
إنه من الملاحظ أن ثمة أخطاء فى إدارة الأزمة أو حتى وقف العدوان الإسرائيلي وهى أن حجم المساعدات الإنسانية تكدست فى معبر رفح المصرى مع تعنت إسرائيلي لمنع دخولها إلى قطاع غزة، وأيضا لا يوجد ضغط عربى ودولى كافٍ على واشنطن و تل أبيب للتوصل حتى لهدنة إنسانية، بينما يبرز الموقف المصرى القوى من خلال دعوته للسلام فى قمة السلام وهى رسالة تحذيرية ودعوة جادة لأن الحرب عندما تبدأ لا يعرف أحد متى تتوقف وكم تكلف حياة الشعوب واستنزاف اقتصادها؟!
والأكثر من ذلك فإن الحروب لا تحقق الانتصار لأى طرف فالكل خاسر، وهنا يحضرنا تصريح مهم لوزير الخارجية الإيراني: عندما قال إن المنطقة أصبحت كبرميل من البارود وأي أخطاء فى الحسابات يمكن أن تؤدي إلى تداعيات مؤلمة وواسعة ولن ينجو منها أحد بينما بدأ الإعلام الأمريكي فى توضيح الصورة عندما حذر الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، إسرائيل من ارتكاب خطأ فادح باجتياحها البرى لقطاع غزة، وقال إنه يمكن أن يشعل حريقا عالميا ويفجر هيكل التحالف المؤيد لأمريكا بالكامل، والذى بنته الولايات المتحدة فى المنطقة بعد حرب أكتوبر 1973.