«الذكاء الاصطناعي طلع صهيوني»

«الذكاء الاصطناعي طلع صهيوني»عاطف عبد الغني

الرأى5-11-2023 | 16:21

سألت برنامجا للذكاء الاصطناعى عن ترويجات إسرائيلية تفيد بأن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، مازالت تراوده أضغاث الأحلام، فى أن مصر يمكن أن تقبل ما وصفه من وجهة نظرنا "صفقة العار" التى تطلب فيها إسرائيل أن تقبل مصر مبادلة أرضها بالمال.

فجاوبني برنامج الذكاء الاصطناعي بالعبارة التالية:

"إن الصراع فى إسرائيل و غزة معقد ويتغير بسرعة. للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدِم "بحث GOOGLE".

وهكذا يا سادة اكتشفت أن برنامج الذكاء الاصطناعى الذى أحاول استخدامه منحازًا لإسرائيل، وغير موضوعى، وغير عادل.. وأنه صهيونى حتى النخاع، والسؤال التالى لماذا هو صهيونى يساند إسرائيل فى جرائمها فى فلسطين المحتلة، وقطاع غزة؟.. والإجابة

لا تحتاج أى نوع من الذكاء، وهي: لأنه اختراع غربي، ولد فى معامل الغرب، ويملك الغرب الـ "KNOW HOW" الخاص به، وبالتالى يستطيعون توجيهه والتحكم بمخرجاته، بناء على "الخوارزميات" أى المعادلات الرياضية التى يعمل من خلالها.

منصات التواصل الاجتماعي أيضا، سقطت ورقة التوت التى كانت تغطى عورتها، وانكشفت بما لا يدع مجالا للشك، أنها ليست فقط منحازة، ولكن فاجرة فى انحيازها لإسرائيل، شأن ملاّك شركاتها، وعلى رأسهم المدعو مارك زوكربيرج، الذى ينافس اليهود فى صهيونيتهم، ووصل الأمر بإدارة منصة "الفيسبوك" أن سرقت صفحات مواقع عربية، ومصرية إخبارية، من خلال "هاكرز" خاص بالمنصة، ونشرت وبثت عليها مواد إباحية، ليس فقط لتمنع المواقع عن نشر حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم فاقت حدود العقل والضمير البشرى، ولكن أيضا لتشوه سمعة هذه المواقع، ولكن انقلب السحر على "فيسبوك" وسمعته هى التى شاهت وتشوهت.

الغريب أن حملات المقاطعة العربية المنتشرة بين فئات عديدة من المجتمع، والأعمار، والتى وصلت إلى مقاطعة أنواع من البطاطس "الشيبسي" لم تتطرق إلى المناداة بمقاطعة "فيسبوك" وتكبيده الخسائر التى يستاهلها فى المنطقة العربية، ومرة أخرى نسأل لماذا؟ والإجابة لأن مثل هذه الوسائل، صارت مثل الإدمان لدى جمهور العرب، ليس هذا فقط لكن صار الجميع يعتمد عليها، فى وظائف التواصل، والإعلان، والترويج، والإعلام والتسلية وتضييع الوقت أيضا، ونسينا أنها برامج تسويقية فى الأساس، هذا غير المصيبة الكبرى والتى تتمثل فى لجوء البعض لهذه الوسائل للتربح، على حساب الأخلاق والقيم، وهذه إشكالية لم نستطع أن نصل فيها إلى حل، غير الحل الأمني، والسبب أننا لا نمتلك التكنولوجيا البديلة.

أضف تعليق