"حكماء المسلمين": عالمنا اليوم بحاجة ملحة إلى جرعة من الأمل تصنعها إرادتنا وصدق إنسانيتنا

"حكماء المسلمين": عالمنا اليوم بحاجة ملحة إلى جرعة من الأمل تصنعها إرادتنا وصدق إنسانيتنا الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، محمد عبد السلام

الدين والحياة5-11-2023 | 20:36

أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، محمد عبد السلام، أن سبب وجود الأديان هو الحفاظ على الأمل في تعزيز الخير العام، فالإسلام صنع الأمل في المستقبل من خلال العلاقات الكونية للإنسان بالله وبالعالم وبأخيه الإنسان، وكذلك التوكل على الله والثقة في قدره؛ وبالعالم إذ اعتبره مجالًا لاستخلاف الإنسان يتحمل مسؤولية إعماره وحفظه لصالح الأجيال القادمة، وبالإنسان من خلال العدالة والتراحم والتضامن.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "البحث عن الأمل في عالم أفضل" ضمن فعاليات مؤتمر السياسة العالمية: النظام الدولي بين العولمة والتفكك: أي القوى ستنتصر؟ المنعقد في أبوظبي.

وقال عبدالسلام إن إمكانات الإسلام في صناعة هذا الأمل وتجربته ترتبط تاريخها ارتباطًا وثيقًا مع الأديان السماوية التي نشأت جميعًا في منطقة جنوب شرق الأوسط، الذي نزلت فيه النبوات، وتشكلت الفلسفات التي لا زالت حاضرة بقوة ومؤثرة في ضمير الإنسانية وتفكيرها، وهي المنطقة التي تعاني اليوم للأسف الشديد من حرب دموية طاحنة، تخلف كل لحظة ضحايا أبرياء من المدنيين، في مشهد يحملنا جميعا مسؤولية تجاه إنسانيتنا، وبإزاء العالم الذي نعيش فيه، الذي هو في حاجة فعلا إلى جرعة من الأمل، تصنعها إرادتنا وصدق إنسانيتنا وإيماننا بالعدالة للناس جميعا.

وأضاف المستشار عبد السلام أن المشاهد التي نراها في غزة كل يوم تمثل جرحا غائرا في إنسانيتنا، مؤكدا أن علاج هذا الجرح ليس بالقطع، لكن بصناعة الأمل من خلال خطوات عملية وتحركات دولية مختلفة عن ذي قبل، وذلك إذا ما أردنا سلاما حقيقيا للجميع.

وأوضح الأمين العام أن القرآن حين يعتبر بعثة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الخاتمة لمراحل الوحي الإلهي إلى الإنسانية الذي تتابع به الأنبياء جميعًا، ويصفه بأنه رحمة للعالمين فإنه يرجع إلى اعتبار الوحي أو الدين عنوان أمل للإنسان ورحمة للمخلوقات جميعًا، وأن رسالة هذا النبي الخاتم، هي رسالة موجهة للإنسانية جميعًا دون تفريق بين الناس؛ لذلك فإن العالمية باعتبارها خاصية من خصائص رسالة الدين تقوم على الإيمان الروحي والالتزام الأخلاقي الطوعي والتضامن لصالح الإنسان.

وأشار المستشار عبد السلام إلى أهمية المبادرات التي تقوم على ترسيخ عالمية القيم الدينية مع الحفاظ على التنوع، واستثمار القوة الروحية للأديان في التعامل مع أسئلة الإنسان الراهنة وتحديات عالمنا المشتركة، تمامًا كما نصت "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها قبلُ فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، مع قداسة البابا فرنسيس في 4 فبراير 2019، وكما وفَّر "بيتُ العائلة الإبراهيمية" في أبو ظبي مساحة مشتركة لا للتعايش بين هذه الديانات الثلاث فحسب، بل فضاء للحوار والتعاون بينها كذلك، الذي مثل افتتاحه بداية هذا العام 2023، لحظة استثنائية بكل المقاييس.

وختم الأمين العام بتأكيد أنه بالرغم من أن الألفية الثالثة لا تمنحنا اليوم صورة مبشرة، بمقدار ما تُظهر من التحديات والمخاطر، فإنه لا يزال مجديا أن نتساءل كيف يمكن للديانات التوحيدية الثلاثة أن تعمل معًا لتحقيق قيمها الجوهرية المشتركة قيم العدل والحق والسلام، ومؤكدا أنه لديه يقينا راسخا بأن النصر سيكون حليف كل قوة خَيِّرة في عالمنا، تنتصر لجوهر إنسانيتنا، وتحمل هذه القيم وتدافع عنها.

أضف تعليق