«دراسة أثرية» تستعرض أهوال عذاب النار على جدران مقابر المصريين القدماء
«دراسة أثرية» تستعرض أهوال عذاب النار على جدران مقابر المصريين القدماء
كتب : محمد فتحي
دراسة للآثارى الدكتور شريف شعبان "الجحيم فى مصر القديمة" تؤكد أن الفنان المصرى القديم تبارى فى تصوير أهوال عذاب النارعلى جدران مقابر ملوك الدولة الحديثة فى وادى الملوك حيث ظهرت مناظر المعذبين مصورة ضمن تفاصيل كتابى البوابات والكهوف على جدران مقابر ملوك الدولة الحديثة مثل سيتى الأول ورمسيس السادس وتحتمس الثالث وتاوسرت وست نخت وحور محب.
ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان معالم هذه الدراسة موضحًا أن المصرى القديم اهتم بمصيره بعد الموت وما يمكن أنيلاقيه من أهوال حتى يصل إما للنعيم أو الجحيم وقد صوّر العالم الآخر بداية بمتون الأهرام التي ظهرت مع أواخر الأسرة الخامسة على جدران حجرة الدفن للملك أوناس بسقارة لأول مرة ثم متون التوابيت التى تداولت بين الأفراد فى الدولة الوسطى بعدما كانت منقبل قصرًا على الملوك .
ويوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن المناظر المصورة للجحيم تمثّل مخلوقات مرعبة تستقبل المذنبين بعد نهاية حياتهم على الأرض لتفك أربطة مومياواتهم وتحرمهم من الملابس النظيفة وتعرى أجسادهم حيث كان العرى فى مصر القديمة رمزاً للوهن وهوما يتمناه المرء لأعدائه وفى مكان الحكم عليهم تنقلب الأمور الطبيعية حيث يسير المذنبون رأساً على عقب وتربط أيديهم من خلفظهورهم وربما حول خوازيق ويتم فصل رؤوسهم وأوصالهم عن أجسادهم وتخرج قلوبهم من صدورهم وتنفصل أرواحهم عنهم للأبد ولا تعود إليهم وحتى ظلالهم تختفى عنهم بل يصل الأمر إلى حد حرمانهم من النسل وتمحى أسمائهم وكل ما يذكر وجودهم وكان المذنبون يوضعون فى مراجل للنار توضع فيها أرواحهم وأجسادهم المقطعة حيث يحرقون ويتحولون إلى رماد.
ويتابع بأن الكتب الدينية وصفت تلك المرحلة من التعذيب التي تصف مراجل النار وهى تعمل بالفعل حيث يلقى بالرؤوس والقلوبوالجثث والأرواح والظلال فى الماء المغلى بينما ترفع ذراعان غامضان المرجل بكل ما فيه من الأعماق المظلمة فى "مراكز السعير" إلى المناطق المرئية فى العالم الآخر .
وينوه الدكتور ريحان إلى أن المصرى القديم لم يكتف بسرد مصير المذنبين والمعذبين فى النصوص الدينية فحسب بل تبارى فى إبراز هذا المصير المظلم من الناحية الفنية وهو ما ظهر على جدران مقابر ملوك الدولة الحديثة بوادى الملوك حيث ظهرت مناظر المعذبين بألوان مبهرة زاهية وبتفاصيل دقيقة تظهر حرص المصرى على تصوير هذا المصير المشئوم لهؤلاء المعذبون ونجح الفنان فى استخدام اللون ودلالته للتعبير عن الجحيم باللونين الأحمر كدلالة على الدموية والأسود كدلالة على العدمية.