نعيش أجواء الإنتخابات الرئاسية للحفاظ على الحاضر وبناء المستقبل وجميعنا متحفزون للمشاركة والأدلاء بأصواتنا لكي نقوم بواجبنا الوطني تجاه هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها.
ولكن رغم كل هذه المعنويات المرتفعة والرغبة في المشاركة بكل حب نحتاج الى أن نعيد تشكيل موروثاتنا الثقافية حول المشاركة الإنتخابية لنصل إلى رسم صورة ذهنية سليمة حول أهمية الصوت الانتخابي وأهمية المشاركة الانتخابية من أجل الحفاظ على كل مكتسبات الديمقراطية التي نمارسها بكل حرية.
علينا أن نضع استراتيجية وطنية لبناء الوعي الانتخابي تكون بمثابة منهج عمل دائم له آليات تنفيذ ثابتة لكي نصل لبناء الوعي المجتمعي الانتخابي لدى كل الفئات العمرية وكل الطبقات الاجتماعية لكي يكون المجتمع كله في جاهزية تامة دائما للمشاركة الفاعلة في كل الاستحقاقات الانتخابية.
إن استراتيجية بناء الوعي الانتخابي تحتاج لتكامل وتعاون مشترك بين الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ومختلف الوسائل الاعلامية وبين منظمات المجتمع المدني التي تعمل في بناء الوعي والتثقيف وأيضا الأحزاب السياسية الفاعلة، بالإضافة إلى رغبة صادقة من المواطنين للحفاظ على حقوقهم وتعلم كيفية المشاركة الفاعلة والمؤثرة في العملية الانتخابية.
ويجب أن يبدأ عمل الاستراتيجية الوطنية لبناء الوعي الانتخابي بمراحل متعددة منذ مراحل التعليم الأساسي قبل الجامعي من المدرسة لينشأ الجيل الجديد منذ الصغر على فهم صحيح لهذه المفاهيم وننتقل بعد ذلك إلى مرحلة التعليم الجامعي لأن هذه المرحلة من عمر الشباب مهمة في ترسيخ المفاهيم وتسخير طاقات الشباب للمشاركة بشكل ايجابي في كافة الاستحقاقات الانتخابية ثم ننتقل إلى مرحلة التثقيف الجماهيري العام في المجتمع مستفيدين من كل ما تملكه وزارة الثقافة من مقومات للتغلغل في وجدان المجتمع وكذلك ما تملكه الأحزاب النشطة من قواعد جماهيرية وما تتمتع به منظمات المجتمع المدني من تواصل مستمر مع قطاعات جماهيرية عديدة .
إن الاستراتيجية الوطنية لبناء الوعي الانتخابي هي مهمة وطنية خالصة في حب هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها لكي يكون المجتمع المصري كله على وعي دائم بأهمية دوره و صوته الانتخابي في تحديد اتجاهات المستقبل.
ومن هذا المنطلق أدعوا كل المصريين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة واختيار مستقبل مصر بأيديهم ورسم صورة ذهنية سليمة عن المصريين أمام العالم كله الذي يتابعنا بكل دقة خلال هذه المرحلة وسنظل دائما حماة الوطن وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.