تحل اليوم الذكرى الخامسة على رحيل الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، وتستعرض بوابة دار المعارف أبرز المحطات في حياة "كروان الصعيد".
نشأته
ولد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عام 1954 فى قرية كلح الجبل بمحافظة أسوان، وبدأ رحلته في حفظ القرآن فى سن الرابعة على يد والدته.
أتم الراحل حفظ أجزاء كبيرة من القرآن على يد الشيخ محمد أبو العلا والشيخ كمال، وحصل على دبلوم المدارس التجارية عام 1972 قبل أن يحصل على معهد القراءات.
انضم الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي للإذاعة عام 1992 وقرأ للمرة الأولى عبر الأثير عام 1995 من مسجد السيدة زينب، وصدر له أول شريط كاسيت عام 1983 وحقق نجاحًا وانتشارًا كبيرًا وكانت تسجيلاته الأكثر مبيعًا فى الصعيد.
حياته مع الإذاعة
سافر الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي خارج مصر للمرة الأولى لدولة هولندا وتبعتها زيارات لعشرات الدول، وله من الأبناء 5 أبناء "3 ذكور وابنتان"، وتوفي في 19 نوفمبر عام 2018 عن عمر ناهز 64 عامًا، عقب عودته من إحياء ليلة بمسقط رأسه في أسوان وعقب أدائه صلاة الفجر.
يقول الشيخ منتصر الأكرت، كبير مبتهلي الإذاعة المصرية، إنه كانت تربطه ب الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي علاقة وطيدة قائمة على الود والحب والاحترام المتبادل رحمه الله، ابن قرية الصعايدة مركز إدفو، محافظة أسوان، الذي يوافق اليوم الذكرى الخامسة لوفاته.
يتابع: القارئ الذي اعتمد إذاعيًا وهو مشهور شهرة كبيرة جدا، فلم يكن لاعتماده إذاعيًا سبب في شيوع وذيوع شهرته، فلم تضف له الإذاعة إلا كلمة القارئ الإذاعي، حيث كانت أشرطة الكاسيت تجوب بصوته في كل مكان.
يكمل الأكرت، زاملته كثيرًا في هواء الفجر والأمسيات الدينية المسجلة، وهو القارئ الوحيد الذي رأيته باكيًا حينما كان يسمع مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان لا يغادر مكان الأمسية احترامًا لزميله المبتهل، فهناك قراء يقرأ تلاوته ويسجلها ويستأذن المبتهل ويقول إن لديه مشاغل أو مسافر وجميعها حجج، لكن الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدي ما رأيته يومًا غادر المكان إلا بعد انتهاء الأمسية كاملة.
ولا يتحدث إلا لو تحدثت معه.. ولا يشغل باله بالمشجعين كان يشغل باله ويتمعن فيما يتلو من آيات وفقط، كان رحمه الله تعالى قارئًا مجيدًا حافظًا متقنًا ي حفظ القرآن حفظًا بارعًا، وكان لا يكرر إلا ربع أو التلاوات في الحفلات الخاصة، كان يقرأ بالروايات العشر الكبرى، ما يعني أنه كان قارئًا من الطراز الفريد.
وهو من بيت قرٱنى البيت كاملا يحفظ القرٱن، كانت والدته رحمها الله تعالى تحفظ القرآن، وأخوه الأكبر رحمه الله تعالى الأستاذ عبد الفتاح كان من أهل القرآن، وأخوه القارئ المعروف الشيخ عبد الله بارك الله فى عمره، وابنه الدكتور أحمد الآن يغرد في سماء التلاوات على نهج والده.
مدرسته
كان الشيخ محمود رحمه الله يمتاز بصفتين مهمين جدًا للقارئ التواضع والأدب مع الآخر، ولما كنت أبدأ فى الابتهالات ومديح سيدنا النبي، أجده يبكى بكاءً شديدا حبا فى الحبيب المصطفى صلى الله على حضرته وسلم.
و الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي من الأشراف، فهو شريف النسب حقيقة مؤكدة ومعروفة للجميع، وكانت أخلاقه أخلاق الأشراف، لا يتعالى على زملائه، ولا يمكن لأحد أن يقول إن الشيخ أبو الوفا أساء أدبه على أحد، ولا يعرف النميمة ولا يغتاب أحدًا، كانت أخلاقه قرآنية رحمه الله، وأخر لقاء جمعه بالأكرت كان في فجر تليفزيوني بمسجد السيد البدوي بعدها ذهب للعمرة وأراد الله سبحانه وتعالى له حسن الخاتمة.