الكحل الطبيعي من الأشياء التي توجد في الطبيعية، ولقد كان الاكتحال من عادات العرب التي يحرصون عليها ومن مظاهر الجمال عندهم؛ لذا اكتحل النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالاكتحال، وورد في سنته صلى الله عليه وسلم الحث على الاكتحال بنوع معين من الأحجار التي يكتحل منها؛ وهو الإثمد.
قالت دار الإفتاء المصرية: إن «النبي صلى الله عليه وسلم كان أكحل العينين وكان يوصي بالكحل لأنه يعالج العين، كما أن الكحل يزين عين المرأة فتكون أجمل خاصةً أمام زوجها» مضيفة أن استخدام الكحل بالنسبة للمرأة جائز لا حرج فيه.
واستشهدت الإفتاء بحديث صحيح عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عليكُمْ بِالأْثَمِدِ عندَ النَّوْمِ، فإنَّهُ يَجْلو البَصَرَ، ويُنْبِتُ الشَّعَرَ)، كما قال الإمام الشافعي -رضي الله تعالى عنه-: أربعة تقوي البصر: الكحل عند النوم، والنظر إلى الخضرة، وتنظيف المجلس، والجلوس حيال الكعبة.
وقد أكد الكثير من الفقهاء أنه لا حرج من أن يضع الرجل الكحل ومن بينهم الشافعية والحنابلة، وعن الإمام مالك فقد أجاز الاكتحال للرجال في القول وقد جعله من الأشياء المكرهة في أقوال أخرى، حيث إن الكحل للرجل به تشبه بالسيدات وعن مذهب الحنفية فقد تم التأكيد على أنه يجوز للرجل وضع الكحل ولكن بشرط ألا يكون الهدف من الأمر هو التزين، وقد أكد بعض التابعين للمذهب أن القصد من التزين هو التكبر وليس من أجل الحصول على مظهر جميل.
وقد أكد بعض العلماء أن وضع الكحل من السنن المأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجوز وضع المحل بالنسبة للرجال لكن عليهم أن يضعوا الكحل الأثمد وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكحل لذا فإنه لا بأس من أن يضع الرجال الكحل فيه منفعة كبيرة للعين لكن من الأفضل ألا يكون المراد به الزينة فقط أما الكحل فهو مباح ولا حرج على الرجال في وضعه على الإطلاق.
وأجاز الفقهاء والعلماء في الدين الإسلامي للمرأة وضع الكحل أمام السيدات وزوجها ومحارمها من الرجال مثل الأب والأخ وغيرهم، لكن عند وضع المرأة الكحل أمام الأجانب فقد اختلف البعض في ذلك الأمر منهم من أكد أن الكحل من الزينة الظاهرة ومن الممكن وضعها أمام الأجانب، ومنهم من أكد أن الكحل من الزينة الباطنة ومن الأفضل عدم إظهار تلك الزينة أمام الأجانب وكل غريب عن المرأة من الرجال.