قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد إن مصر على المستوى الوطني تسعى بخطوات جادة لإشراك القطاع الخاص بالسياحة البيئية، وتنفيذ أنشطة وخدمات في المحميات الطبيعية.
جاء ذلك خلال لقاء الوزيرة اليوم الاثنين، مع نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار لمنطقة المشرق جيلسومينا فيليوني والوفد المرافق لها؛ لمناقشة مجالات التعاون ذات الأولوية للجانبين على المستويين المحلي الإقليمي.
وهنأت الوزيرة - في بداية اللقاء - بنك الاستثمار الأوروبي على إطلاق المركز الإقليمي له لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأهميته في وقت تعاني منه المنطقة من العديد من التحديات البيئية، مما يطرح العديد من الفرص للبنك للتعاون والاستثمار.
وأكدت باعتبارها الرئيس الحالي لاتفاقية حماية البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا)، أهمية التعاون مع البنك في ظل العمل على تطوير الإطار التنظيمي وأهداف الاتفاقية لمساعدة الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن على مواجهة تحديات التلوث البحري والتنوع البيولوجي ودعم الصيد المستدام، والتعاون في تقديم الدعم الفني في آليات إشراك القطاع الخاص في الاستثمار في هذه المجالات باعتباره مجال جديد على المنطقة.
وأضافت أن ذلك يكون فرصة واعدة للتعاون مع البنك من خلال مركزه الإقليمي في ظل العمل بمؤتمر المناخ المرتقب COP28 على الهدف العالمي للتكيف، الذي يمس بشكل مباشر مشكلة ندرة المياه التي تواجه المنطقة والحاجة لإيجاد سبل أكثر استدامة لنوعية الحياة للصيادين ومجالات البيئة والتنوع البيولوجي والتكيف وإشراك القطاع الخاص.
من جانبها..أكدت نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار لمنطقة المشرق جيلسومينا فيليوني، سعادتها للتعاون مع وزارة البيئة في إطار استكمال 5 عقود من الشراكة، وذلك في إطار إعلان المركز الإقليمي للبنك لشمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي سيخدم المنطقة من لبنان إلى المغرب خاصة وأن مصر شريك مهم واستراتيجي .
وأوضحت تطلعها لاستكمال التعاون الثنائي مع وزارة البيئة بمجالات الاهتمام المشترك منها مشروع الصناعة الخضراء المستدامة لمساعدة الشركات على إنتاج مسارات منخفضة الكربون، وتقليل المخاطر لإشراك القطاع الخاص في وصون التنوع البيولوجي والتكيف.
وفي السياق، قالت وزيرة البيئة إن إقرار الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020 وحتى 2030 يعد فرصة واعدة للمنطقة للتعاون متعدد الأطراف لدمج التنوع البيولوجي بما يحقق استدامة نوعية الحياة.
وأشارت إلى الفرصة الواعدة للتعاون الثنائي على المستوى الوطني في تطوير الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، كما تعمل مصر حاليًا على إعداد استراتيجية تمويل التنوع البيولوجي والتي تهدف ليس فقط لتعزيز التمويل العام ولكن أيضا تعزيز تمويلات القطاع الخاص وتقليل مخاطر الاستثمار له وحماية الشعاب المرجانية، لافتة لنموذج مصر في نشر مفهوم السياحة البيئية وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتقديم خدمات بالمحميات الطبيعية بنظام حق الانتفاع.
ولفتت إلى إمكانية التعاون مع البنك في تعزيز الوزارة من خلال التعاون بين صندوق حماية البيئة وأحد البنوك الوطني؛ لإنشاء صندوق الطبيعة لتسهيل حشد الموارد التمويلية وإشراك القطاع الخاص.
وأوضحت إمكانية التعاون على المستوى الإقليمي بين البنك واتفاقية حماية البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا) في دعم التطوير التنظيمي له، ودعم الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية ودعم إشراك القطاع الخاص في الاستثمار في حماية البيئة البحرية وصون التنوع البيولوجي والتكيف.
واتفق الطرفان - خلال اللقاء - على استكمال التعاون خلال فعاليات مؤتمر المناخ القادم بدبي COP28 ضمن فعاليات يوم الطبيعة، خاصة مع إطلاق البنك لبرنامج الشراكة للمتوسط الأزرق؛ لتشجيع الاستثمارات الزرقاء بالمنطقة خاصة بمجال الصيد المستدام بالشراكة مع العديد من الدول المتوسطية والأوروبية.