قالت صحيفة تليجراف البريطانية إن العديد من الدبلوماسيين يأملون أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، رغم هشاشته، بداية جديدة لسلام أطول أمدا، وأن يدرك كلا الجانبين أنهما لن يكسبا الكثير من الاستمرار في الحرب.
وقالت الصحيفة، في تحليل نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء، إنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار أكثر هشاشة من ذلك الذي تم الإعلان عنه في غزة، لكن الدبلوماسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا سيعملون جاهدين لمحاولة تحويله إلى سلام أطول أمدا.
ورأت أنه ظاهريا ليس هناك سبب يذكر للتفاؤل، فالصفقة مجردة من لغة المُثُل والأخلاق أو الأمل. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجوم الإسرائيلي من خلال التوغل في جنوب غزة عندما تنتهي الهدنة التي تستمر من 4 إلى 5 أيام.
غير أن سياسة الأمر الواقع لل حرب في غزة بالنسبة لكلا الجانبين سوف توفر للدبلوماسيين ثغرة قد يتمكنوا من خلالها من التوصل إلى وقف إطلاق نار أكثر جدوى.
وقال نتنياهو قبل اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي وافق على الصفقة في وقت متأخر من الليلة الماضية: "نحن في حالة حرب، وال حرب ستستمر حتى يتم تحقيق جميع أهدافنا".
وأكدت الصحيفة أنه يجب على إسرائيل أيضا أن تواجه الواقع العسكري والسياسي. ففي بداية الصراع، أشارت التقديرات إلى وجود ما بين 30 إلى 40 ألفا من مقاتلي حماس في غزة، ومنذ ذلك الحين قتلت إسرائيل ما يقدر بنحو 14 ألف شخص في إطار هدفها العسكري المعلن المتمثل في "إنهاء" المنظمة وبنيتها التحتية في غزة، ولكن من بين هؤلاء، كان 4300 فقط من الذكور البالغين.
وأوضحت التليجراف أن إسرائيل تواجه كذلك أزمة إنسانية فريدة من نوعها، ففي معظم الحروب من النوع الذي يتم خوضه في غزة، يتم تخفيف الكثير من التداعيات الإنسانية المحتملة من خلال فرار الأشخاص. لكن في غزة، الهجرة الجماعية غير ممكنة. وهناك نحو 2.3 مليون شخص محصورون في "حفرة جحيم" مزدحمة لا يتدفق إليها سوى القليل من الطعام والماء والكهرباء.